أعلنت ألمانيا يوم الثلاثاء تراجع معدلات الاصابة بالسلالة الجديدة الفتاكة من البكتيريا المعوية (ايكولاي) الا انه لايزال أمام العلماء شوط طويل للبرهنة على ان البقول المستنبتة بأساليب الزراعة العضوية هي السبب وراء تفشي هذا المرض الذي اودى بحياة 23 شخصا. وقال وزير الصحة الالماني دانيال بار يوم الثلاثاء انه ثمة ما يدعو للتفاؤل الحذر بأن التفشي قد بلغ ذروته. وقال بار ايضا "هناك بعض النقاشات التي تشير الى ان المرحلة الاسوأ قد ولت" مضيفا ان معدل الاصابات الجديدة تباطأ. وشهدت مبيعات الحاصلات الزراعية انخفاضا حادا في شتى انحاء اوروبا بعد القاء اللوم في بداية الامر عن انتشار السلالة البكتيرية القاتلة على الخضروات المستخدمة في صنع السلاطة فيما اجتمع مسؤولون من الاتحاد الاوروبي للموافقة على خطة معونة للمزارعين قد يصل حجمها الى 150 مليون يورو (219.1 مليون دولار). ومنتجو الفواكه والخضر الاسبان هم الاكثر تضررا من انهيار المبيعات خلال الازمة بعدما انحى مسؤولون المان في بادئ الامر على خيار مستورد من اسبانيا في التسبب في تفشي هذه السلالة القاتلة. وقالت وزيرة الزراعة الاسبانية روزا اجويلار في رد على سؤال عن التعويض المبدئي الذي عرضته المفوضية الاوروبية "لا ... هذا ليس كافيا لاسبانيا." واضافت اجويلار في اجتماع لوزراء زراعة الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج "ما سنقترحه هو انه يجب ان تكون هناك استجابة لجميع المنتجين ... لمئة في المئة من القيمة السوقية الحقيقية للخسائر." وكان مفوض الزراعة الاوروبي داسيان سيولوس قال في وقت سابق ان الاموال ستذهب الى زارعي الخضر الطازجة مثل البندورة (الطماطم) والخس والخيار واليقطين (الكوسة) الذين تضرروا منذ تفشي المرض في بداية الشهر الماضي. وقال سيولوس "سأبدأ اقتراحنا عند 150 مليون يورو" رغم ان مسؤولي الاتحاد الاوروبي قالوا ان الرقم مجرد نقطة بداية للمناقشات وان التكلفة الاجمالية ستعتمد على طول امد الازمة. وفي مدينة هامبورج الساحلية بشمال المانيا مركز تفشي المرض الذي اصاب اكثر من 2400 شخص في 12 دولة قال مسؤولون ان عبوة من البقول المستنبتة التي وجدت في براد (ثلاجة) احد الرجال المصابين اظهرت الاختبارات خلوها من بكتريا ايكولاي. وقالت وزيرة الزراعة بولاية هامبورج كورنيليا بروفر شتوركس ان المستشفيات التي تتعامل مع التفشي "تبلغنا ان الوضع يتحسن تدريجيا. "نرى ان المرضى الاوائل يخرجون (من المستشفيات) وان الاخرين يتحسنون كثيرا لذلك تلوح في الافق اول بارقة للامل." لكنها ابلغت ايضا مؤتمرا صحفيا ان جميع نتائج الاختبارات التي اجريت حتى الان للبقول المستنبتة التي يروق للالمان تناولها في اطباق السلاطة غير حاسمة حتى الان. وقالت "لقد كررنا اختباراتنا للبقول المستنبتة وكانت غير حاسمة حتى الان. هذا ينطبق ايضا على العبوة التي عثر عليها في الثلاجة." وكانت السلطات الصحية تأمل ان تساعد الاختبارات على البقول المستنبته في انهاء جهودهم للتغلب على اشد تفش لايكولاي فتكا حتى الان على ما يبدو مع اصابة ثلث المرضى بمضاعفات شديدة للمرض تؤثر على الدم والكلى والجهاز العصبي.