قال مسؤولون امنيون عراقيون والجيش الامريكي ان خمسة جنود امريكيين قتلوا يوم الاثنين في العراق وهو اكبر عدد من الضحايا من الجنود الامريكيين في هجوم واحد منذ عامين على الاقل. وأظهر الهجوم ان الوضع الامني في العراق لا يزال خطيرا رغم تراجع أعمال العنف عن مستوياتها السابقة مع استعداد القوات الامريكية للانسحاب من البلاد بعد أكثر من ثمانية أعوام من الغزو الذي اطاح بالرئيس السابق صدام حسين. وقدم الجيش الامريكي في العراق تفاصيل محدودة عن الهجوم واكتفى بالقول ان قاعدة في شرق بغداد تعرضت "لاطلاق نار غير مباشر". وقال مصدر امني عراقي رفيع ان الجنود الامريكيين قتلوا عندما أطلق متشددون صواريخ على قاعدة مشتركة في منطقة البلديات في شرق بغداد. وقال مصدر امني لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "هذا الصباح تعرضت القاعدة الامريكية في لويالتي كامب لهجوم صاروخي. كان الدخان كثيفا في الداخل وقتل الامريكيون في الهجوم في منطقة البلديات." وتقع القاعدة قرب مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة. وقال مصدر بوزارة الداخلية ان اثنين من المقاتلين المشتبه في مشاركتهم في الهجوم قتلا حين انفجر صاروخ عن طريق الخطأ فوق الشاحنة التي استخدمت منصة اطلاق. وتراجعت اعمال العنف في العراق بصفة عامة من ذروتها في ظل صراع طائفي عامي 2006 و2007 ولكن الهجمات بالاسلحة والقنابل تتكرر يوميا وتستهدف غالبا قوات الامن العراقية. وقتل 13 شخصا حين فجر مهاجم انتحاري سيارة مستهدفا قوات أمن عراقية في تكريت بوسط العراق يوم الاثنين. واغلبية سكان تكريت من السنة وهم اقلية في العراق ويعتقد ان اسلاميين من السنة من بينهم نشطاء من القاعدة شنوا هجمات متكررة في البلدة ومحافظة صلاح الدين التي تقع بها لمحاولة زعزعة الحكومة العراقية وتأجيج توتر طائفي. وانهت القوات الامريكية العمليات القتالية في العراق رسميا في اغسطس اب من العام الماضي قبل الانسحاب المقرر لها في نهاية العام الجاري وتقتصر الان غالبية مهام القوات الامريكية على الدعم والتدريب ومساعدة قوات الامن العراقية في انشطة مكافحة الارهاب. وتراجعت وتيرة سقوط قتلى في صفوف القوات الامريكية في العراق منذ العام الماضي. وفي مايو ايار قتل جنديان امريكيان. وبمقتل الجنود الخمسة يوم الاثنين يرتفع اجمالي قتلى القوات الامريكية في العراق منذ عام 2003 الى 4459 . ولا يزال نحو 47 ألف جندي امريكي في العراق ومن المقرر ان يغادروا قبل نهاية العام الجاري في اطار اتفاق امني وتناقش حكومة ائتلافية يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي مسألة حساسة بشأن ما اذا كانت ستطلب من واشنطن بقاء بعض القوات. وأعرب مسؤولون امريكيون وقادة عسكريون عراقيون بارزون عن اعتقادهم بان نوعا من الوجود العسكري الامريكي المستمر ضروري لضمان امن العراق وحاجاته الدفاعية ولا سيما الاضطلاع بدور استشاري وتدريبي. من مهند محمد (شارك في التغطية خالد الانصاري ووليد ابراهيم وسؤدد الصالحي)