قصفت قوات حلف شمال الاطلسي الاحد مدينة طرابلس بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بقادة المتمردين في ليبيا، فيما اعربت موسكو عن مخاوفها من تحول العملية العسكرية التي يقودها الحلف الى القيام بعمليات برية. وشنت الطائرات غارات جوية مكثفة على العاصمة الليبية وضواحيها الشرقية حيث سمع دوي العديد من الانفجارات، فيما يواصل الحلف ضغوطه على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. والسبت التقى وزير الخارجية البريطاني بقادة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقاتل من اجل الاطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وجاء اللقاء عقب نشر الحلف مروحيات هجومية لاول مرة في ليبيا. وقال هيغ في بيان "نحن متواجدون هنا اليوم لسبب رئيسي واحد وهو اظهار دعمنا للشعب الليبي وللمجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبي". والتقى هيغ مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل وزار الواجهة البحرية ومنشأة طبية يعالج فيها الجرحى". وقال هيغ انه "على القذافي ان يغادر فورا". واوضح "ليست لدينا اي قوات قتالية في ليبيا" الا انه اضاف ان بريطانيا ستقف مع الشعب الليبي "طالما لزم الامر". واضاف "نحن لم نتغاض عن الامر عندما وجه القذافي قواته ضد المدنيين الابرياء. وطالما واصل القذافي الاساءة الى شعبه، فسنواصل تكثيف جهودنا لوقفه". وبعد ساعات من انهاء هيغ لرحلته الى بنغازي السبت، شن الحلف سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت طرابلس. وهزت اربعة انفجارات مدينة طرابلس عند نحو الساعة 2,30 صباحا (00,30 تغ) الاحد بعد ان سمع دوي انفجارين قويين ولكن بعيدين عن وسط العاصمة عند الساعة 6,30 مساء السبت، تلاهما عدة انفجارات فصلت بينهما دقائق معدودة. وقال شهود ان غارات استهدفت خصوصا ضاحية تاجوراء في شرق طرابلس التي استهدفت مرارا من جانب مقاتلات الحلف الاطلسي الذي يقود منذ نهاية اذار/مارس العمليات العسكرية في ليبيا. وقال سكان هذه الضاحية انهم شاهدوا سحب دخان تتصاعد من جنوب شرق تاجوراء من دون ان يتمكنوا من تحديد المواقع المستهدفة. واضاف هؤلاء ان طائرات لا تزال تحلق فوق المنطقة. واعلنت بريطانيا وفرنسا السبت انهما نشرتا مروحيات قتالية لضرب قوات القذافي لاول مرة في حملة الحلف لحماية المدنيين الليبيين بموجب قرار الاممالمتحدة الذي يحظر نشر قوات برية. والسبت اعلن حلف شمال الاطلسي انه استخدم للمرة الاولى مروحيات قتالية في ليبيا قصفت آليات عسكرية وتجهيزات وقوات تابعة لجيش العقيد معمر القذافي. وقال الحلف في بيان ان "مروحيات قتالية بقيادة الحلف الاطلسي استخدمت للمرة الاولى في الرابع من حزيران/يونيو (السبت) في عمليات عسكرية فوق ليبيا في اطار عملية +الحامي الموحد+". وقال مصطفى عبد الجليل انه يرحب باي عمل يمكن ان يعجل في نهاية نظام القذافي. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية الاحد ان مروحيات الاباتشي شاركت في الحملة في ليبيا ودمرت منصة لاطلاق الصواريخ تابعة لقوات القذافي في مدينة البريقة. وقال الجنرال نيك بوب المتحدث باسم رئيس هيئة الدفاع ان "مروحيات الاباتشي ضربت نظاما لاطلاق الصواريخ على الساحل الليبي قرب البريقة .. واستخدمت صواريخ هيلفاير لتدمير هدفها قبل العودة بامان الى سفينة" اتش ام اس اوشين التي انطلقت منها. واضاف ان طائرات تورنيدو البريطانية الهجومية انضمت الى طائرات الحلف في "غارة كبيرة على مستودع ضخم لصواريخ ارض جو" في العاصمة الليبية طرابلس. وقال الحلف في تقريره عن العمليات انه ضرب مركز قيادة وسيطرة ومنشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة عسكرية في طرابلس وقاذفة صواريخ وثكنات ونقطتي تفتيش بالقرب من البريقة. واعربت موسكو التي تدعو الى التوصل لحل للنزاع عن طريق التفاوض، عن خوفها من دخول حملة الحلف مرحلة جديدة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان حلف شمال الاطلسي "ينحرف نحو عملية برية" في ليبيا ستكون "مؤسفة" وذلك اثر تدخل مروحيات قتالية بريطانية وفرنسية لاول مرة ليل الجمعة السبت على ما نقلت وكالات الانباء الروسية. ونقلت وكالة انترفاكس عن الوزير قوله "قدمنا وجهة نظرنا حول عمليات الحلف الاطلسي، اننا نعتبر ان ما يجري انحراف عن قصد او عن غير قصد نحو عملية برية". وتابع "اننا نرى ان شركاءنا الغربيين يدركون ان الاحداث في ليبيا تاخذ منحى غير مرغوب فيه لكن القرارات المتخذة متواصلة تلقائيا". وكان نائب رئيس الوزراء سيرغي ايفانوف اعرب عن شكوكه بشان استخدام الحلف الاطلسي مروحيات وقال ان "استخدام مروحيات لضرب اهداف ارضية، وهو ما اعتبره خطوة قبل بدء عملية برية". وفي بنغازي اكد الثوار انهم يقومون بمساعدة الليبية التي اتهمت جنود معمر القذافي بتعذيبها واغتصابها، وذلك منذ عودتها من قطر التي رحلت منها. وقال رئيس المجلس الانتقالي خلال مؤتمر صحافي في بنغازي "عاصمة" الثوار في شرق البلاد "نقوم بحماية (ايمان العبيدي) ومساعدتها، انها مواطنة ليبية. لقد التقيناها مساء الجمعة، نجهل لماذا تم ترحيلها من قطر". وكانت العبيدي دخلت في 26 اذار/مارس فندق ريكسوس في طرابلس طالبة مساعدة الصحافيين ومؤكدة انها تعرضت للتعذيب والاغتصاب "مرارا" من جانب "كتائب معمر القذافي". وفي التاسع من ايار/مايو اعلن عضو في المجلس الوطني الانتقالي ان العبيدي فرت من ليبيا الى قطر حفاظا على سلامتها. الا ان قطر قامت بترحيلها