اسفر هجوم انتحاري استهدف السبت مبنى رسميا افغانيا كان يجتمع فيه مسؤولون افغان كبار ومن قوة الحلف الاطلسي عن ستة قتلى بينهم مسؤول رفيع في الشرطة الافغانية وجنديان المانيان. وقتل الجنرال محمد داود داود الوزير السابق والقائد الحالي للشرطة في شمال افغانستان حين فجر انتحاري نفسه داخل مبنى يضم مكاتب حاكم ولاية تخار الشمالية عبد الجبار تقوى. واصيب الاخير وفق المتحدث باسمه. ومجددا، يبرز هذا الهجوم على موقع يحظى بحماية امنية خاصة وكانت تجتمع فيه شخصيات افغانية واجنبية بينها قائد عسكري في الحلف الاطلسي، الثغرات التي تعانيها المؤسسة الامنية الافغانية. وقال المتحدث باسم حاكم تخار فايز محمد توحيدي "قتل اربعة افغان (...) بينهم الجنرال داود داود وقائد الشرطة (في ولاية تخار)". ورفض تحديد عدد الضحايا الاجانب بعدما كان اعلن في وقت سابق مقتل ثلاثة جنود المان. واعلن وزير الدفاع الالماني توماس دو ميزيير مقتل جنديين المانيين في الاعتداء واصابة ثلاثة اخرين بينهم قائد قوات الحلف الاطلسي في شمال افغانستان الجنرال ماركوس كنايب الذي "اصيب بجرح طفيف" وهو "في وضع مستقر". بدورها، تحدثت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان عن مقتل اثنين من جنودها في الاعتداء. وقالت وزارة الداخلية الافغانية ان 12 شخصا اصيبوا في الهجوم. وروى المسؤول الاداري في مكتب الحاكم قطب الدين كمال الذي كان مشاركا في الاجتماع ونجا من الاعتداء لفرانس برس ان انتحاريا فجر نفسه داخل رواق في المبنى الذي يضم مكاتب الحاكم فيما كان يخرج مشاركون في اجتماع امني. واعلن متمردو طالبان الذين يقاتلون الحكومة الافغانية والقوات الدولية الداعمة لها مسؤوليتهم عن الاعتداء. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لفرانس برس ان "احد مجاهدينا شن الهجوم داخل مجمع الحاكم في تخار فيما كان يعقد اجتماع حول الامن". واكد ان "معظم (المشاركين في الاجتماع) قتلوا". والجنرال داود المولود العام 1969 والحاكم السابق لتخار، كان ايضا نائبا لوزير الداخلية مكلفا مكافحة المخدرات قبل ان يعين في خريف 2010 قائدا للشرطة في شمال البلاد. وحتى نهاية 2001، كان داود احد قادة تحالف الشمال المناهض لطالبان وقريبا من احمد شاه مسعود، احد وجوه مقاومة الاحتلال السوفياتي السابق والتصدي لطالبان. وتعتبر ولاية تخار هادئة نسبيا، لكنها متاخمة لولاية قندز التي تحولت في الاعوام الاخيرة معقلا لمتمردي طالبان الذين كثفوا هجماتهم. وكثفت طالبان هجماتها اخيرا وخصوصا تلك التي تستهدف المواقع الحساسة في افغانستان، ما يثير شكوكا في اختراق كبير لصفوف قوات الامن ويشكل دليلا على تبني تكتيك جديد لتشويه سمعة الحكومة الافغانية والحلف الاطلسي. ففي 21 ايار/مايو، تمكن انتحاري بالتواطؤ مع جندي افغاني من تفجير نفسه داخل المستشفى العسكري في كابول، ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص. واعتبارا من الصيف، ستقوم القوات الاجنبية بتسليم المهمات الامنية للقوات الافغانية في شكل تدريجي حتى نهاية العام 2014.