عبد الماجد محمد وعادل نصار: تشهد مصر في الآونة الأخيرة أزمة متزايدة في الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، مما يعتبره الخبراء من أهم أزمات مصر الاقتصادية والاجتماعية في الوقت الحالي وسط غياب تام لردود أفعال الشارع المصري. وفي تصريح خاص لموقع مصراوي قال ''محمد الباقر'' عضو لجنة الاتصال السياسي بحزب مصر القوية، إن عدم نزول المصريين احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي أمر طبيعي لأن الدولة تبني جدار من الفزاعات منها الحرب على الارهاب وتأثير الاحتجاجات بالسلب على استقرار الدولة خاصة من النواحي الامنية والاقتصادية. وأضاف ''وسائل الاعلام خاصة الرسمية تتبنى تحذير من تهديدات للأمن القومي مما يؤدي الى زيادة فزاعة الإرهاب ويثني ذلك الشعب عن المطالبة بحقوقه''. وشدد على أن هذا التوجه الاعلامي يثني المواطن عن المطالبة بحقوقه خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يضع برنامج انتخابي أو وعود انتخابية وهو ما له أثر سلبي على المواطن المصري. وتابع '' المشكلة ليست في الكهرباء فقط بل في ارتفاع الأسعار المستمر في غياب لربط الأسعار بالإنتاج وفشل المنظومة التموينية ''. وعلل الباقر غياب الاحتجاجات بأن المتخيل أن الشعب يغضب وينزل سريعا هو خاطئ ولكن الموضوع – على حد وصفه – مرحلي ويحتاج الى عمل من القوى السياسية والثورية في الشارع المصري وعمل توعوي، لمعرفة المواطن لحقوقه وواجباته ودور الدولة. كما أكد الناشط الحقوقي، محمد زارع، أن مشكلة الكهرباء موجودة وفي تزايد منذ فترة وهذا يؤكد أن هناك أزمة حقيقية ناتجة من أن الاستهلاك أكبر من الانتاج. أما عن سبب غياب الاحتجاج فيرى ''زارع'' أن المواطن عليه ضغوطات وأعباء حياة، ويرى نماذج غير مستقرة في الدول المجاورة وأزمات سياسية بمصر حدثت على مر السنوات الأخيرة لذلك يرفض الشعب المصري الدخول في معارك جديدة ويفضل ترقب الأوضاع خاصة أن أغلب الاحتجاجات الاخيرة كان لها أثر سلبي على الاقتصاد. وشدد على أن هذه الأوضاع ليست مسئولية رئيس بعينه بل هى تركة 30 عام من العشوائية في حكم الرئيس الاسبق مبارك . وفي هذا الصدد علق صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الوطنية الثورية، قائلا ''إن الشعب المصري يمتلك وعي سياسي كبير وقد عانى بسبب الانفلات الامني والمشاكل الاقتصادية جراء الاحتجاجات الكثيرة في الشارع في السنوات الأخيرة ''. واضاف ''أن الشعب المصري يثق بشكل كبير في القيادة السياسية الموجودة وهذا جعل المواطن يتحمل''. وشدد عمران، على أنه من المفترض ان تعي الحكومة وتلتفت الى متطلبات المواطنين قبل أن يصلوا الى مرحلة الإنفجار . ولفت الى أن الأزمة المتصاعدة جاءت بسبب اداء نظام مبارك ونظام الإخوان وضعف اداء الحكومة الحالية، كما استطرد ''أن المواطن المصري يحتاج الى المصارحة وليست التصريحات الاستفزازية التي تفيد بأن لا حل للأزمة في القريب العاجل ''. ومن جانبه قال محمد الكومي، الأمين العام لحزب الإرادة، إن الإنقطاعات الطويلة المتكررة للتيار الكهرباء تأثر بشكل كبير على الإقتصاد المصري، مضيفا ''بسبب توقف المصانع عن العمل، كما تأثر على المواطنين فى ظل درجات الحرارة العالية''. وأكد الكومي، فى تصريحات صحفية له اليوم، أن الزيادة الكبيرة والواضحة في قطع التيار الكهربائي خلال اليومين الماضيين تسببا في خسائر كبيرة للشركات والمصانع، إضافة الى أن كثير من المواطنين فاض بهم الكيل من الإنقطاعات المستمرة مما قد يشكل لديهم سخط عام تجاه الحكومة. وطالب الأمين العام لحزب الإرادة، الحكومة وخاصة وزارة الكهرباء بالحذو على خطى رئيس الجمهورية وإنتهاج سياسية المصارحة والمكاشفة عن طريق الإعلان عن أسباب تلك الإنقطاعات وزيادتها فى الفترة الماضية، إضافة الى الإعلان عن الحلول التي ستتخذها الوزارة للتغلب على تلك المشكلة فى أسرع وقت. وفي نفس السياق ارسل معتز السيد، نقيب المرشدين السياحين، خطاب لرئيس الوزراء إبراهيم محلب، يطالبه فيه بالتدخل لإنقاذ ما تبقى من السياحة المصرية وذلك بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي في المدن السياحية والمناطق الاثرية. وأضاف السيد، في خطابه، ''واخص بالذكر منطقة غرب الاقصر ''وادي الملوك، وادي الملكات''، لاستحالة تنفيذ الزيارة بدون إضاءة المقابر من الداخل بعكس المفتوحة''، مؤكدا أن هناك مولدات لتوليد الكهرباء لا تستخدم لأسباب غير معلومة مع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في صعيد مصر. وقال النقيب، في تصريح خاص ل''مصراوي''، إن استمرار انقطاع التيار الكهربائي بهذا الشكل على المناطق الأثرية وخصوصا بصعيد مصر يؤثر بشكل مخيف على الحركة السياحية و عامل منفر لزيارة السائحين هناك، ويقضي على ما تبقى من الساحة المصرية، مشيرا إلى أنه سوف يتجهة لتصعيد أكبر في حال عدم الاستجابة.
