قالت وزارة الداخلية في أوكرانيا يوم الخميس إن المحتجين المناهضين للحكومة يحتجزون 67 شرطيًا رهائن في العاصمة. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق يوم الخميس إن رجال شرطة مكافحة الشغب زودوا بأسلحة قتالية في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 50 شخصا منذ يوم الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان نشر على موقعها الالكتروني "للشرطة الحق في استخدام أسلحتها لتحرير الرهائن."
وأضافت أن ثلاثة آخرين من أفراد الشرطة لا يعرف مصيرهم.
ولقي 21 مدنيًا على الاقل حتفهم يوم الخميس في اشتباكات جديدة في العاصمة الأوكرانية كييف مما قوض هدنة لم تدم سوى ساعات الليل أعلنها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وقال بيان للرئاسة إن عشرات من قوات الشرطة أيضا قتلوا وجرحوا.
وألقى ناشطون قنابل حارقة وحجارة انتزعوها من الارصفة على قوات مكافحة الشغب واخرجوها من ميدان الاستقلال ويبدو انهم امسكوا بعدد من الضباط. وردت الشرطة بإطلاق قنابل صوت.
وأظهرت لقطات تلفزيونية محتجين مصابين يجري نقلهم بعيدا بمعرفة متطوعين والعديد من ضباط الشرطة يقتادهم متشددون من المعارضة يرتدون زي القتال.
واندلع القتال قبل وقت قصير من موعد لقاء ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين مع الرئيس الأوكراني الذي تدعمه روسيا للضغط من أجل التوصل إلى تسوية مع معارضيه المؤيدين لأوروبا. وتأجل الاجتماع لاسباب أمنية لكنه بدأ بعد ساعة من الموعد المقرر.
وأحصى مصور لرويترز من موقع الأحداث 21 جثة بملابس مدنية على الارض ومغطاة بالبطاطين في ثلاثة اماكن من ميدان الاستقلال في كييف على بعد مئات الامتار من الرئاسة. وارتفع بذلك عدد القتلى منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى 43 قتيلا على الاقل في أدمى أحداث تشهدها أوكرانيا على مدى 22 عاما بعد انتهاء الحقبة السوفيتية. بينما قالت وسائل إعلام محلية إن أكثر من 30 محتجا قتلوا في اشتباكات يوم الخميس.
وحملت الرئاسة الأوكرانية يوم الخميس المحتجين المسؤولية عن بدء أعمال العنف وقالت انهم استعانوا بقناصة مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة.
وقال بيان صدر عن مكتب الرئيس إن المحتجين "بدأوا بالهجوم. إنهم يعملون في مجموعات منظمة. يستخدمون الأسلحة النارية بما في ذلك بنادق القناصة. يطلقون الرصاص بهدف القتل."
وأضاف البيان الذي نشر على موقع الرئاسة على الإنترنت "عدد القتلى والمصابين بين رجال الشرطة بالعشرات."
وبعد التاسعة صباحا بقليل (0700 بتوقيت جرينتش) اندفع محتجون إلى المنطقة التي استعادتها الشرطة في معارك عنيفة يومي الثلاثاء والأربعاء. وعرض التلفزيون لقطات تبين نشطين يرتدون ملابس القتال ويقتادون عبر ميدان الاستقلال عددا من رجال الشرطة. وتبادل الجانبان الاتهام باستخدام الذخيرة الحية.
ردود فعل دولية واستدعت بريطانيا سفير اوكرانيا في لندن يوم الخميس بعد الاشتباكات التي قتل خلالها 21 مدنيا على الاقل. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية "نستدعي السفير وندعوه إلى وقف العنف."
ومن المتوقع أن يعرض وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا على الرئيس الأوكراني عقوبات ممكن ان تفرض عليه وأيضا مجموعة من الحوافز اذا توصل إلى اتفاق مع معارضيه يحقن الدماء.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس عن ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله ان روسيا لن تلغي دفعة ثانية من المساعدات المالية لاوكرانيا لكن الوضع يجب ان يعود إلى طبيعته أولا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وعد بإقراض أوكرانيا التي تعاني من عجز نقدي 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز في خطة إنقاذ ينظر إليها على أنها مكافأة لقرار كييف في نوفمبر إلغاء خطط صفقات سياسية وتجارية مع الاتحاد الأوروبي وتحسين العلاقات مع روسيا. وفيما بدا كانتقاد لأسلوب تعامل يانوكوفيتش مع الأزمة نقلت وكالة انترفاكس عن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قوله يوم الخميس إن موسكو لن يكون بوسعها التعاون مع أوكرانيا بشكل كامل إلّا إذا كانت الزعامة في "شكل جيد".
وتصاعدت الأزمة في أوكرانيا التي تعاني من الفساد ومشاكل اقتصادية حين قبل يانوكوفيتش تحت ضغط من الكرملين بخطة إنقاذ روسية قيمتها 15 مليار دولار بدلا من اتفاق واسع النطاق مع الاتحاد الأوروبي.
ويوم الأربعاء زادت الولاياتالمتحدة من ضغوطها وفرضت حظر سفر على 20 مسؤولا أوكرانيا كبيرا ومن المقرر ان يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت لاحق لبحث امكانية اتخاذ اجراءات مماثلة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبدى تأييدًا حذرًا للهدنة التي أعلنتها الحكومة الأوكرانية مع المحتجين الليلة الماضية قائلًا إنها "قد تصمد" لكن ينبغي على أوكرانيا في نهاية المطاف ان تتحرك نحو حكومة وحدة وانتخابات حرة ونزيهة.
وانتقدت موسكو بشدة العقوبات الغربية على مسؤولين أوكرانيين بعد القرار الأمريكي بحظر السفر وبحث الاتحاد الاوروبي لاجراءات مماثلة.
وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية إن التهديد بالعقوبات "غير ملائم" ولن يؤدي الا إلى تصعيد المواجهة بين الحكومة ومعارضيها.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله ان العقوبات هي بمثابة ابتزاز.