واشنطن (رويترز) - دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الرئيس السوري بشار الاسد يوم الخميس الى قيادة التحول الديمقراطي في بلاده أو التنحي لكنه لم يطالب برحيله بسبب القمع الوحشي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال أوباما في خطاب عرض فيه سياسة الولاياتالمتحدة بشأن الشرق الاوسط وشمال افريقيا "لقد أبدى الشعب السوري شجاعته في المطالبة بالتحول الى الديمقراطية. وعلى الرئيس الاسد الان أن يختار بين أمرين.. اما أن يقود هذا التحول واما أن يخلي السبيل." ويتعرض الرئيس الامريكي منذ انضمت بلاده لحلف شمال الاطلسي في تدخله العسكري لمنع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من مهاجمة المدنيين الذين يسعون للاطاحة به لضغوط لبذل مزيد من الجهد بشأن سوريا. لكن حكومته لا تريد المخاطرة بالزج بالولاياتالمتحدة في حرب اخرى في بلد اسلامي في وقت تخوض فيه بالفعل حربين في افغانستان والعراق. وتخشى الولاياتالمتحدة والدول المجاورة لسوريا ومن بينها اسرائيل والعراق وتركيا ما قد يقع هناك من فوضى ما لم تشهد البلاد انتقالا سلميا للسلطة في البلد الذي يبلغ تعداده 23 مليونا. واتخذت واشنطن خطوة يوم الاربعاء بالتحرك لتجميد اموال الاسد وكبار مساعديه في الولاياتالمتحدة في اول مرة تستهدف فيها حكومة اوباما الاسد شخصيا بعقوبات. ومضى خطاب اوباما يوم الخميس بهذه الضغوط خطوة اخرى ليطرح سؤالا بشأن ما اذا كان الغرب سيسعى في نهاية الامر الى الاطاحة بالاسد. وقال اوباما "ان النظام السوري اختار مسار القتل والاعتقالات الجماعية لمواطنيه" مشيدا بالاضطرابات الشعبية التي تعم الشرق الاوسط وشمال افريقيا باعتبارها "فرصة تاريخية" لتعميق العلاقات الامريكية في المنطقة الاوسع وتخفيف مشاعر الارتياب في سياسات بلاده. وقال اوباما ان سوريا تسير خلف حليفتها ايران الخصم اللدود للولايات المتحدة والتمست من طهران المساعدة "في اساليب القمع." لكنه لمح الى أن واشنطن لا تزال مستعدة للعمل مع الاسد اذا اختار ان يتحاور مع خصومه. وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "نحن (واشنطن) لدينا حلفاء كثيرون بين جيران سوريا وهم يخشون من أن تتفشي الفوضي في حال سقوط الاسد ويودون ان يروا تطورا وليس ثورة." واضاف أنه في المقابل "يتوق جيران ليبيا الى أن يروا القذافي وقد رحل." وقال نشطاء سوريون ان ما لا يقل عن 700 مدني قتلوا في شهرين من الاشتباكات بين القوات الحكومية والمحتجين الساعين لانهاء حكم الاسد الممتد من 11 عاما واعقب عقودا من السيطرة بالقبضة الحديدة لوالده. وتقول السلطات السورية ان عدد القتلى اقل من ذلك وأن العشرات من قوات الامن قتلوا ايضا. لكن يبدو أن قبضة عائلة الاسد على السلطة صارت مهتزة مقارنة بما كانت عليه على مدى 30 عاما. ووجه اوباما عددا من المطالب لدمشق قائلا انه يتعين عليها التوقف عن فتح النار على المتظاهرين والسماح بالمظاهرات السلمية والافراج عن السجناء السياسيين ووقف الاعتقالات التعسفية والسماح للمراقبين من جمعيات حقوق الانسان بدخول المدن التي شهدت احتجاجات وعنف والبدء في "حوار جاد" يقود الى تحول ديمقراطي. واضاف اوباما " من دون ذلك ستستمر التحديات للاسد ونظامه من الداخل وستستمر عزلته في الخارج." وسعت حكومة اوباما في الماضي لزيادة تواصلها مع دمشق على أمل ان تتمكن من جذب سوريا من فلك النفوذ الايراني.