حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إسرائيل، الخميس من أنَّها قد تواجه انتفاضة فلسطينية ثالثة وعزلة دولية أكبر إذا فشلت محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وقدم الإسرائيليون والفلسطينيون صورة قاتمة لعدم إحراز تقدم في المحادثات التي ساهمت واشنطن في إحيائها في يوليو الماضي بعد توقف دام ثلاث سنوات. في غضون ذلك تتصاعد حدة العنف حيث قتلت القوات الإسرائيلية الخميس فلسطينيًا كان يحمل ألعابًا نارية في الضفة الغربية. وقال كيري الذي كان يتحدث في الأردن بعد يوم من زيارة لإسرائيل دعاها فيها إلى تقييد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية إن المحادثات حققت "تقدمًا ملموسًا" في بعض النقاط. وأضاف أن من الضروري الحفاظ على هدف التوصل إلى اتفاق بشأن "وضع نهائي" كامل يعالج القضايا المحورية في الصراع على عكس بعض الاتفاقات المؤقتة التي تعثرت بسبب الجمود الدبلوماسي وسنوات من العنف. وفي مقابلة مع القناة الثانية الاسرائلية سجلت في القدس قبل توجهه إلى عمان رسم كيري صورة قاتمة لما قد يحدث إذا لم يتحقق السلام. وتساءل "أقصد.. هل تريد اسرائيل انتفاضة ثالثة؟" مشيرًا الى خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة على غرار ما حدث في عامي 1987 و2000. وأضاف "إذا لم نجد السبيل لتحقيق السلام ستحدث عزلة متزايدة لاسرائيل وستكون هناك حملة متزايدة لنزع الشرعية عن اسرائيل على الصعيد الدولي." وقال كيري "رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس أكدا الالتزام بهذه المفاوضات رغم وجود لحظات تكون فيها التوترات واضحة." وبرزت الخلافات حول الحادثات الاسبوع الماضي عندما أعلنت إسرائيل عن خطط لبناء 3500 منزل جديد للمستوطنين اليهود في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بالتزامن مع إطلاق سراح 26 من الأسرى الفلسطينيين. وحذر الفلسطينيون من أزمة اذا اصرت اسرائيل على انهم وافقوا فعليًا على غض الطرف عن التوسع الاستيطاني مقابل الافراج التدريجي عن 104 أسرى فلسطينيين سجنوا لفترة طويلة. وقتل جنود إسرائيليون بالرصاص تسعة فلسطينيين في حين قتل ثلاثة إسرائيليين منذ استئناف محادثات السلام. وفي أحدث واقعة قال شاهد فلسطيني ومتحدث عسكري إن فلسطينيا طارد مجموعة من الإسرائيليين على طريق بالضفة الغربية وأطلق عليهم ألعابا نارية. وأطلق جنود الرصاص على الفلسطيني فاردوه قتيلًا ولم يسقط أي ضحايا إسرائيليين. وبعد اجتماعه بعباس يوم الأربعاء في بيت لحم بالضفة الغربية قال كيري إنَّ الفلسطينيين لم يتغاضوا أبدًا عن المستوطنات التي يرونها مع كثير من الدول غير قانونية وتصفها الولاياتالمتحدة بأنَّها غير مشروعة. ويخشى الفلسطينيون من أن الجيوب الاستيطانية التي بنتها إسرائيل على الأراضي المحتلة عام 1967 ستحرمهم من إقامة دولة قابلة للاستمرار. ووضع كيري الذي ساهمت جهوده الدبلوماسية في إحياء المحادثات إطارًا زمنيًا مدته تسعة أشهر للتوصل إلى اتفاق برغم الشكوك الكبيرة. وقال كيري في مؤتمر صحفي "لاازال ملتزما تمامًا تجاه القدرة على التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي" وكرر تحذيره من اندلاع عنف ومواجهات "وصراع ممتد ومستمر" إذا فشلت المحادثات. ولم تعرف سوى بعض التفاصيل المحدودة عن المحادثات التي تعقد في أوقات وأماكن غير معلنة تمشيًا مع تعهدات بالحفاظ على سريتها. وقال عباس في كلمة ألقاها يوم الإثنين أنَّه برغم كل الاجتماعات إلَّا أنَّه لم يتغير شيء على الأرض. وكرر نتنياهو رسم تلك الصورة القاتمة يوم الأربعاء قائلًا أنَّه لم يتحقق أي تقدم يذكر في المحادثات. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا