صنعاء (رويترز) - تعثر اتفاق نقل السلطة في اليمن في اللحظة الأخيرة يوم الاربعاء حتى مع تصعيد واشنطن الضغوط على الرئيس علي عبد الله صالح ليوقع اتفاقا تم التوصل اليه بوساطة خليجية لترك السلطة. وقال مسؤول في المعارضة اليمنية ان الجهود الدبلوماسية المكثفة من جانب دبلوماسيين غربيين وخليجيين يحرصون على حل المواجهة المستمرة منذ ثلاثة أشهر أدت الى التوصل لاتفاق من حيث المبدأ يستقيل بموجبه صالح خلال شهر. لكن ظهرت عقبات في اللحظة الأخيرة عطلت فيما يبدو الاتفاق الذي سيمنح صالح حصانة من المحاكمة ويسمح له بالخروج بكرامة من السلطة بعد حكمه الذي امتد نحو 33 عاما. وقال مسؤول في الحكومة لرويترز ان التوصل الى اتفاق مازال ممكنا مضيفا انه لا يزال هناك بصيص من الأمل. لكن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي كان يحاول إحياء الاتفاق غادر صنعاء دون ان يضمن توقيع الاتفاق في خطوة تشير الى ان الخلافات بين الجانبين لا تزال كبيرة. وحث البيت الأبيض صالح على توقيع اتفاق نقل السلطة وتنفيذه حتى يمكن لليمن "أن يمضي قدما على الفور" في الاصلاح السياسي. وقال في بيان ان جون برينان وهو مستشار للرئيس باراك اوباما اتصل بصالح في وقت سابق يوم. وقال البيان "لاحظ برينان ان هذا الانتقال للسلطة يمثل أفضل مسار الى الأمام بالنسبة الى اليمن حتى يصبح دولة تتمتع بمزيد من الأمن والوحدة والرخاء وحتى يحقق الشعب اليمني أمله في السلام والاصلاح السياسي." ويشك بعض المحللين السياسيين فيما اذا كان الاتفاق الذي سيساعد في إنهاء احتجاجات الشوارع المناهضة لصالح المستمرة منذ ثلاثة أشهر والتي أصابت الاقتصاد اليمني بالشلل سينفذ بالفعل. وتعثر اتفاقان سابقان في اللحظة الأخيرة. وقال شادي حامد المحلل بمركز بروكينجز الدوحة "لن أصدق الى ان أراه وهذا ما تعلمناه في اليمن... الجميع اعتقدوا ان الاتفاق تم منذ بضعة أسابيع لكن صالح وجد وسيلة ليتراجع في الساعات والأيام الأخيرة." وقال "صالح معروف بعناده. اذا وقع فاننا سنشهد بالفعل نهاية للأزمة في اليمن وهذا ما ينتظره الناس." وكان صالح قد لمح في ابريل نيسان الى انه سيوقع الاتفاق لكنه رفض التوقيع في الساعات الأخيرة. وقال حينها انه لن يوقع بصفته رئيسا للجمهورية وانما بصفته رئيسا للحزب. وقالت المعارضة التي تضم في ائتلافها اسلاميين ويساريين ان من بين التعديلات الصغيرة التي أدخلت على الاتفاق هي تغيير من له سلطة التوقيع من جانب المعارضة ومن جانب الحكومة. وقال المسؤول في المعارضة يحيى ابو اصبع ان الرئيس سيوقع بصفته رئيسا للجمهورية ورئيسا للحزب الحاكم. وانهار الاتفاق بعد نزاع بشأن من يوقع الاتفاق نيابة عن المعارضة. وأراد صالح ان يقوم بالتوقيع ياسين نعمان الرئيس المناوب للائتلاف. وقالت مصادر قريبة من المحادثات ان المعارضة كانت تفضل ان يقوم بالتوقيع محمد باسندوة الذي يشار اليه على انه رئيس الوزراء الانتقالي المحتمل. وأغلق محتجون مدخل ميناء الحديدة على البحر الاحمر وهو ثاني أكبر موانئ اليمن مما عطل الحركة منه واليه. وتوقفت الحياة تقريبا في مدن إب وتعز وحضرموت بعد ان استجاب معظم العمال لدعوة للإضراب تهدف للضغط على صالح كي يرحل.