جانب من المظاهرات المتواصلة فى صنعاء ضد الرئىس صالح فشلت محاولات التوقيع علي اتفاق نقل السلطة في اليمن طبقا للمبادرة الخليجية. فقد غادر العاصمة اليمنية صنعاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الذي حاول التوسط في اتفاق نقل السلطة دون ضمان توقيع الاتفاق. وتقول وكالة رويترز ان مغادرة الزياني تشير الي ان الخلافات قائمة رغم موافقة الحكومة والمعارضة في وقت سابق علي الاتفاق الخليجي من حيث المبدأ. وكان الزياني متواجدا في صنعاء منذ يوم السبت لمحاولة اقناع الطرفين بالتوقيع الذي جري بوساطة خليجية وبدعم امريكي وأوروبي. من جهة أخري، نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط امس عن مصادر دبلوماسية مطلعة قولها ان الرئيس صالح من المحتمل ان يصل الي سويسرا نهاية هذا الاسبوع أو بداية الاسبوع المقبل. ولم تذكر أية تفاصيل اضافية بشأن هدف الزيارة، غير انها اضافت في وقت سابق علي لسان تلك المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها توقعها ان يوقع صالح خلال الساعات القادمة علي المبادرة الخليجية التي مازال يماطل في توقيعها. ولازالت الانباء متضاربة بشأن قبول الرئيس صالح التوقيع علي المبادرة الخليجية التي بموجبها سيتنحي عن السلطة بعد ثلاثين يوما من توقيعها. وبينما قال احمد الصوفي مستشار الرئيس اليمني ان التوقيع علي المبادرة الخليجية أمس، شكك المتحدث باسم احزاب اللقاء المشترك الذي يمثل المعارضة البرلمانية محمد قحطان في نية معسكر الرئيس التوقيع علي المبادرة بصيغتها الأولي. وفي وقت سابق كان مستشار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أعلن انه تم الاتفاق مع المعارضة علي توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في البلاد خلال ساعات بعد تقديم تنازلات من الجانبين. وأشار »أحمد الصوفي« ان الخطوة جاءت بعد قبول المعارضة سحب اتباعها من ساحات الاعتصام والموافقة علي توقيع صالح بصفته رئيسا للحزب ورئيسا للجمهورية في نفس الوقت. لكن المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك الذي يمثل المعارضة البرلمانية محمد قحطان اكد انه »اذا كانت المبادرة بصيغتها الأولي سنوقع عليها«. وأشار الي ان فريق صالح "متحفظون علي من يوقع من جانبنا"، الا انه ذكر ان هناك اتفاقا حول الجدول الزمني لتنفيذ المبادرة. وشكك قحطان في نية معسكر الرئيس التوقيع علي المبادرة بصيغتها الاولي، وقال ان المعارضة ستلتقي مجددا خلال ساعات مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. وكان »يحيي ابو عصبة« المسئول بالمعارضة أعلن في وقت سابق ان الرئيس والمعارضة اتفقا علي توقيع الاتفاق وذلك بعد توسط دبلوماسيين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وتنص الخطة علي تنحي صالح خلال 30 يوما من توقيع الاتفاق وتسليمه سلطاته الي نائبه، علي أن تشكل المعارضة حكومة وحدة انتقالية حتي إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما بعد ذلك. ويحصل صالح في المقابل علي حصانة قضائية له ولأفراد أسرته من قبل البرلمان. وكان قادة أحزاب المعارضة المنضوية تحت ائتلاف اللقاء المشترك قد رفضوا بشكل قاطع اي تعديل علي المبادرة بشكل يمكن ان يطيل عمر النظام الحاكم وهددوا بالتصعيد. وكان سكان في محافظات جنوب وغرب اليمن قد بدأوا أمس اضرابا شاملا شل الحياة بشكل شبه تام فيما واصلت الشرطة اطلاق النار علي المحتجين المطالبين باسقاط النظام في تلك المناطق. وافاد شهود عيان ومصادر محلية ان الشرطة اطلقت النار بشكل كثيف في شوارع رئيسية اغلقها المحتجون في الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب البلاد. وفي الحديدة، ذكر شهود ان الشرطة حاولت اقتحام جامعة المدينة لفض اعتصام ومنع خروج مظاهرة. وسجل التزام كامل بالاضراب العام الذي دعا اليه ائتلاف شباب التغيير في اليمن، في تعز وإب والحديدة وعدن ولحج وشبوة، فيما شلت الحركة تماما في مدن هذه المحافظات.