بغداد (رويترز) - قال مسؤولو أمن ان ميليشيات شيعية وليس تنظيم القاعدة هي التي تقف وراء عدد من الاغتيالات التي نفذت في الاونة الاخيرة بحق مسؤولين في الحكومة العراقية واخرين في اجهزة الشرطة والجيش. وأعلنت عمليات أمن بغداد أن مقاتلين استخدموا أسلحة مزودة بكواتم للصوت وقنابل لقتل أكثر من 38 مسؤولا في الشهور الخمسة الماضية. وأبلغت مصادر في وزارة الداخلية العراقية رويترز بأن 51 عملية قتل من هذا النوع على الاقل وقعت خلال هذه الفترة. وقال اللواء الركن حسن البيضاني رئيس هيئة أركان الجيش في قيادة عمليات بغداد "هذا الموضوع هو مبعث القلق الاكبر حاليا بالنسبة للاجهزة الامنية." وأضاف "ان الخط البياني للعمليات الارهابية (الاخرى) انخفض كثيرا الا ان عمليات الاغتيال باستخدام العبوات اللاصقة والمسدسات الكاتمة للصوت والاسلحة الاخرى بدأت تؤشر ارتفاعا." ومن بين قتلى الاسبوع الماضي المدير العام لشركة الاسمنت العراقية. وقال مصدر في الداخلية العراقية ان أربع عمليات اغتيال نفذت في بغداد يومي الاحد والاثنين قتل فيها ثلاثة ضباط في وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين. وتراجع العنف كثيرا منذ أن وصل الاقتتال الطائفي الى ذروته في عامي 2006 و2007 لكنه مازال يميز الحياة في العراق. وعادة ما يلقى بالكثير من اللوم فيه على القاعدة. وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها القوات العراقية والامريكية أمام المتشددين في العراق فانهم صعدوا هجماتهم على جنود وأفراد في الشرطة في محاولة لزعزعة استقرار الحكومة العراقية بينما تستعد القوات الامريكية التي جاءت الى العراق في 2003 بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين للانسحاب بحلول نهاية العام الحالي. ويعقد تنامي عنف الجماعات الشيعية من صورة الامن في العراق في وقت يتخذ فيه الجيش الامريكي قرارات بشأن وتيرة الانسحاب الامن لوحداته التي مازالت في العراق. وقال مسؤولو أمن كبار لرويترز ان جماعات شيعية وسنية تقف وراء عمليات اغتيال لكن الهجمات التي وقعت في الاونة الاخيرة واستهدفت مسؤولين كبارا في الشرطة والجيش العراقيين في بغداد نفذتها جماعات شيعية تخشى عودة حزب البعث المحظور الذي كان يرأسه الرئيس الراحل صدام حسين بعد أن ترحل القوات الامريكية. ويعتقد كثير من زعماء الاحزاب الشيعية العراقية أن البعثيين الذين حكموا البلاد أيام صدام سيحاولون العودة الى السلطة عن طريق انقلاب عسكري ومن خلال ضباط سنة كبار في صفوف الجيش والشرطة. وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية عينه حزب اسلامي شيعي في منصبه "التهديد الاخطر الذي سيواجه العراق في 2012 هو حزب البعث لانه يسعى لاستعادة السلطة." وأضاف أن البعثيين لديهم الخبرة والمال والقيادات لتنفيذ انقلاب. وذكرت الداخلية العراقية أن 11 على الاقل من ضباط كبار عاملين في وزارتي الداخلية والدفاع قتلوا في عمليات اطلاق نار متفرقة في بغداد خلال الشهرين الماضيين. وأظهرت احصاءات وزارة الدفاع العراقية أن ثمانية ضباط كبار اغتيلوا في الاسبوع الاخير من شهر ابريل نيسان وحده. وقال ضابط في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع "غالبية ضباط وزارة الدفاع الذين قتلوا هم من السنة." وقال مسؤولون في الوزارة ان قوائم اغتيال صدرت من ميليشيات شيعية ونشرتها مواقع الكترونية وان بعض الضباط تلقوا اتصالات هاتفية تهددهم بالقتل. وأضاف الضابط "الضباط يعيشون في رعب. هذه المجاميع لديها ناس في كل مكان في الشرطة وفي أقسام التحقيقات ومجموعات المنظفين في الشوارع. "أخطر شئ هو ان عناوين الضباط تتسرب عن طريق المسؤولين الامنيين." وأعلنت وزارة الداخلية اجراءات لمساعدة المسؤولين على تجنب تعرضهم للاغتيال وذلك بعدما لاحظت زيادة في عمليات اغتيال شخصيات مهمة تعمل مع الدولة. وينصح كتيب أصدرته الوزارة العاملين في الحكومة العراقية بالتوقف عن استئجار منازل بالقرب من محال عملهم وتجنب الشوارع المهجورة والمناطق الخطيرة واجراء فحوص أمنية للحراس الشخصيين وتلقي تدريب على الدفاع عن النفس. وقال مسؤول اخر في الداخلية طلب عدم ذكر اسمه "القاتل هو صياد ماهر." ويتتبع المهاجمون ضحاياهم لايام قبل أن يطلقوا عليهم نيران أسلحتهم المزودة بكواتم صوت والتي لا تجذب كثيرا من الانتباه أو يثبتون قنابل في سيارات الضحايا. وقال مسؤول كبير في الشرطة "المهاجمون يرتبطون بجهات متنفذة في العملية السياسية." وأضاف "نحن نواجه صعوبات في ايقافهم. لديهم شارات دولة وتراخيص قانونية بحمل السلاح."