وسط حرارة الصيف، قد تجد ورقة تعطيك نفحات من الهواء وسط انقطاع الكهرباء، ووسط الليل المظلم ربما تجد شمعة أو كشاف كهربي ينير لك الدقائق الثقيلة دون تيار كهربي، لكنك إن كان عملك و''أكل عيشك'' يعتمد على الكهرباء؛ فلا مفر من الاستسلام لقدر ''الحكومة'' بدون تيار كهربي. هذا هو حال البائعين والعاملين في مكتبات التصوير والطباعة فى منطقة ''بين السرايات'' أمام جامعة القاهرة، والمعروفة أنها سوق ''التصوير والطباعة''، وسط ساعات تبدو أطول بعد انقطاع التيار الكهربي؛ فتحت لهيب حر الصف، وبقاء المكتبات مظلمة، يضاعفها ألم ''وقف الحال'' الذى ينقطع مع انقطاع الكهرباء لفترات طويلة. ''إبراهيم السقا'' أحد العاملين بمكتبة تصوير يقول: ''أول لما الكهرباء بتقطع، الشغل بيوقف، ده غير مكسبنا اللي بيقل''، ويتابع ''إبراهيم'' وسط لحظات انقطاع التيار ظهرًا :'' الطلبة بيمشوا بمجرد انقطاع التيار، إحنا طول الأسبوع اللي فات الكهرباء قطعت خمس مرات في اليوم، بمعدل ساعتين فى كل مرة''، على حد قوله. وسط أكوام الورق المتعطل، ووسط ماكينات تصوير لا تعمل، جاءت إلى ''إبراهيم'' أحد الطالبات لتسأل عن تصوير ل''ملزمة'' ترافقها قبل الامتحان، لكن انقطاع التيار جعلها تدور وسط منطقة ''بين السرايات'' حتى تبحث عن مكتبة ب''كهرباء''، ''إبراهيم'' قال لها :''للأسف النور قاطع عن الصف ده بالكامل''، على حد قوله . ويتابع ''إبراهيم'' :'' للأسف صاحب المحل لا يتحمل تكلفة مولد كهربي لتعمل ماكينات التصوير؛ فأسعار المولدات يتجاوز الخمسة آلاف جنيه، بجانب ما تحتاجه تلك المولدات من سولار وبنزين''. الأمر لم يتضرر منه العاملون في تلك المكتبات فقط، لكن للطالب الجامعي له نصيب أيضًا، وربما أكثر ضررًا؛ حيث يحكى ''إبراهيم'' مشكلة حدثت أمام عينه ويقول: '' أكثر من طالب بيكون لمشاريعهم البحثية توقيت محدد للتسليم، وبسبب انقطاع الكهرباء لا يستطيع أن يحصل على بحثه في الوقت المطلوب، وكان في طالبة تضررت من ذلك وخُصم لها الدكتور الدرجة، بعد أن بكت بشدة أمام المحل''. ''فؤاد'' عامل في محل آخر في منطقة بين السرايات، يقول :''إحنا شغلنا كله بالكهرباء، سواء ''المكّن'' التصوير أو حتى ''سايبر الانترنت'' الموجود بالمحل، كل الأجهزة محتاجة كهرباء، وللأسف ''المكّن'' عندنا تعرض للتلف من انقطاع الكهرباء، وتكلف إصلاحه 350 جنيه، بجانب رحيل الزبائن بمجرد رحيل التيار الكهربي''. ويتابع ''فؤاد'' ويقول :''وقت الامتحانات والأبحاث بالنسبة لنا موسم، ولما النور يقطع فى ''عز'' الموسم، بيكون خسارة على أصحاب المكتبات والطالب كمان، وحصل في الأسبوع اللي فات مثلاً إن طالبة كان عليها تسليم بحثها في موعد محدد، لكن بسبب انقطاع التيار الكهربي لم تسلمه في موعده''، على حد قوله . ''محمد''، عامل آخر كان أكثر غضبًا عند حديثه؛ حيث قال: ''بنخسر بسبب انقطاع الكهرباء، و''المكّن'' بيبوظ، والحبر بيتهدر، والطلبة بتصرخ عشان مشروعاتها الموجودة على الأجهزة''، على حد قوله .