صرح الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بأن عملية تفتيش الحرب التي تمت، السبت، على الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للمنطقة المركزي العسكرية من شأنها التأكيد على جاهزية الجيش للقتال. وقال خلال حضوره لإجراءات التفتيش، إن الجيش كان حريص ولأول مرة على دعوة المدنيين لحضور هذا الإجراء، حتى يطمئن الشعب على قواته المسلحة وأنها قادرة على حماية كل ذرة رمل من تراب الوطن وأنها جاهزة دوما للدفاع عن شعب مصر. وحرص السيسي على الصعود على ظهر إحدى الدبابات حيث أدلى بتصريحات يحذر فيها من محاولة توريط الجيش في أي صراعات قد يتم حلها بالتفاهم، مضيفاً أن الجيش صلب وسيظل صلب لأنه يعمل على أن يكون كذلك دوما. وقال إن الجيش قوة قاهرة لو تم استخدامها بشكل غير سليم ''هتهد الدنيا''، مضيفاً أنه على المصريين أن يغيروا أحوالهم بالإرادة. وأشار السيسي إلى أن تغيير أي سلطة من الأفضل أن يتم تغييرها عبر صناديق الانتخابات، موضحاً أنه على المنادين بنزول الجيش للشارع أن يكون عندهم الإرادة ويشاركوا بفاعلية في الانتخابات حتى تتحقق إرادتهم. وطالب المصريين بالاتحاد والتعايش والتفاهم لأنه لايمكن لفصيل أن يطرد فصيل آخر من الوطن، موضحا أن هناك بعض الحمقى يتطاولون على الجيش بدون وعي. ولفت في كلمة له خلال انتهاء متابعته لتفتيش الحرب بالفرقة التاسعة المدرعة، أن الجيش جاهز دوما وأن تفتيش الحرب من أهم معايير قياس مدى استعدادية القوات المسلحة للقتال. وأشار إلى أن تواجد الجيش لمدة 18 شهر بعد ثورة 25 يناير كانت القوات في الشارع، ويتم العمل حاليا لرفع الكفاءة القتالية لهذه القوات بالشكل الأفضل ما كانت عليه قبل الثورة. وقال السيسي إن الجيش المصري قوي جدا وليس بالجيش الهش، وأن الجيش والشعب سيفضل يدا واحدة، مضيفاً :'' أنا فخور أنني ''أتذلل للشعب'' لأن التجبر يكون على الأعداء وليس الأهل والشعب، وانتقد ما حاول البعض بالسخرية منها على أنه ''عاطفي'' وقال أنا فخور أيضا بهذا الوصف الذي لايعيبه مع شعبه. وتابع :'' إننا لا نمنع أي أحد من انتقاد الجيش ولكن لا يجب أن يكون بشكل جارح وهناك حالة غضب بين القوات نتيجة التطاول على الجيش، ووجه السيسي الكلام للقوات قائلا: ''أرجوا أن تقبلوا اعتذاري عن أي إساءة''. وطلب المصريين بوجود صيغة للتفاهم ، قائلاً ''الجيش نار لا تلعبه به ولا تلعبوا معاه .. ولكنه ليس نارا على أهله، والبديل لعدم التفاهم سيكون في حالة الخطورة، والجيش لو نزل الشارع لن يحدث تغيير ولو بعد 40 سنة''. ولفت إلى ضرورة عدم الزج بالجيش في أي صيغة للتفاهم، وقال ''لو المواطن وقف 10 ساعات أمام صندوق الانتخابات سيحل مشاكله كلها''، مضيفاً : ''الجيش هو الذي سيقوم بتأمين الانتخابات المقبلة وسيضمن نزاهتها وعلى الشعب أن يقوم بدوره ويقرر مصيره''. وفيما يتعلق بتهديد حصة مصر من مياه النيل، قال إنه يجب احترام مصالح الآخرين، وأن يتم ذلك بالتفاهم حول هذا الملف بعد تجاهله لسنوات لأن استخدام القوة لن يحل المشكلة. وحول الموقف بسيناء والحدود، أكد وزير الدفاع أن هناك جهود جبارة تتم بالفعل على أرض الواقع، مشيراً الى أن الوضع تحت السيطرة تماما. وأضاف أنه طوال بدء العمليات في سيناء لم يتم قتل بريء واحد، موضحاً أن المعالجة الحاسمة في سيناء لن تتم بالقوة ولكن بالتنمية الحقيقية التي تم اهمالها لسنوات. وحول مصير ملف قضية استشهاد الجنود ال16 عند حدود رفح في شهر رمضان الماضي، قال إن القوات المسلحة لو عرفت الجناة لن يحاول بينهم وبين الجيش أي شئ، مضيفاً :''لن يعيشوا ثانية واحدة لو تم تحديد هويتهم فهذه القضية تحتاج بعض الوقت لجمع الأدلة حتى يتم تحديد الجاني بوضوح''. وأشار إلى أنه كوزير ليس طرفا في صراع سياسي وأن الشعب فقط هو من يستطيع أن يحدث التحريك السياسي المطلوب، لأنه ليس من السهل أن ينزل الجيش في الشارع.