ساد توتر في قطاع غزة اليوم الثلاثاء إثر مقتل ناشط سلفي في غارة إسرائيلية اعتبرتها حركتا حماس والجهاد الإسلاميتان ''خرقا غير مبرر'' لاتفاق التهدئة وحذرتا من تداعياته. وأعلنت مصادر فلسطينية وشهود عيان مقتل الناشط السلفي هيثم المسحال /29 عاما/ جراء غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفته على دراجة نارية غربي مدينة غزة. ووقعت الغارة قرب موقع تدريب يتبع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة ''حماس'' غربي مدينة غزة وأدت إلى بتر قدمي القتيل وإصابته بشظايا في جميع أنحاء جسده. وشيع عشرات المسلحين على عجل جثة المسحال في مخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة وسط إطلاق نار في السماء ودعوات للثأر لمقتله. وأكد الجيش الإسرائيلي الغارة الجوية وقال إنها استهدفت أحد الضالعين في إطلاق صاروخ في 17 من الشهر الجاري على مدينة إيلات الإسرائيلية. وهذه أول عملية اغتيال تنفذها طائرات إسرائيلية في قطاع غزة منذ إعلان مصر اتفاقا للتهدئة في نوفمبر الماضي بعد عملية عسكرية إسرائيلية استمرت 8 أيام وأسفرت عن مقتل أكثر من 180 فلسطينيا وستة قتلى إسرائلييين. ووصف فوزي برهوم الناطق باسم حركة ''حماس''، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، الحادثة بأنها ''تصعيد إسرائيلي خطير وغير مبرر''. وقال للصحفيين في غزة، إن ''هذا الاستهداف متعمد يهدف إلى خلق أجواء متوترة مع قطاع غزة للتغطية على كل ما يجري في القدس من تهويد واستيطان يتسارع ويتصاعد بشكل غير مسبوق''. وحث برهوم الفصائل الفلسطينية على التنسيق فيما بينها بشأن الرد على الحادثة، محملا الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن التداعيات المترتبة عليه. من جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في غزة داود شهاب إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ''يندرج ضمن الطبيعة العدوانية لدى الاحتلال وحالة الصراع المفتوح مع الشعب الفلسطيني''.
وحذر شهاب ، في تصريحات إذاعية ، من أن عدم تحقيق اتفاق التهدئة السائدة في غزة لأهدافها وأغراضها ''سيجعله محل نظر لدى المقاومة الفلسطينية لأن ما حدث هو عدوان سافر''. وشدد شهاب، على رفض حركته ''محاولة إسرائيل الاستفراد بأي فصيل علي الساحة الفلسطينية.. كما نرفض أن تملي إسرائيل قواعد جديدة للعبة والصراع على حساب الدم الفلسطيني''. وتبنت جماعات سلفية تنشط في غزة على مدار الأسابيع الأخيرة إطلاقا متقطعا للقذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل رغم اتفاق التهدئة دون أن تسفر عن وقوع إصابات. وهددت إسرائيل مرارا برد عسكري لوقف هذه الحوادث. وجاءت هذه التطورات بالتزمن مع مقتل مستوطن إسرائيلي طعنا على يد فلسطيني أصابه الجيش الإسرائيلي بالرصاص وقام باعتقاله على الفور على حاجز عسكري في نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية، إن منفذ عملية الطعن هو سلامة الزغل من سكان ضاحية ''شويكة'' في طولكرم وهو أسير سابق في سجون إسرائيل. وتحدثت المصادر عن هجمات متفرقة شنتها جماعات المستوطنين على مناطق مختلفة من الضفة الغربية، خاصة نابلس وطولكرم أسفرت عن إصابة مزارع بجروح حرجة وتضمنت تحطيم مسجد ورشق سيارات بالحجارة.