دخلت الثورة السورية مراحلها المتقدمة في المقاومة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد، حيث انتشرت مقاطع الفيديو والصور على الشبكات الاجتماعية ''فيسبوك''، و ''تويتر''، و ''يوتيوب'' تفضح ما يقوم به الأسد ضد شعبه في ظل التعتيم الإعلامي الممنهج في سوريا، حيث ظهرت صورة جديدة لمجموعة من الأغنام والخراف ميتة بعد هجوم صاورخي لقوات الأسد ضد الفصائل المقاومة، في حي ''خان العسال'' الذي يقع بالقرب من شمال حلب والتي لا تدع مجالاً للشك بأن هذه الحيوانات قتلت متأثرة بالأسلحة الكيميائية. دلائل كيماوية أسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصا، ووصلت الصورة لكل من حكومتي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا يوم 23 مارس الماضي ولذلك أعلنتا وجود أدلة أولية تؤكد أن نظام الأسد يستخدم الأسلحة المحظورة دولياً ضد الثوار السوريين، ومن ناحيته كثف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال خطاباته الحديث عن هذا الملف وأن الأسد استخدم الأسلحة الكيمائية مرتين خلال هجماته. شاهد الفيديو هل يستخدم الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه بينما قال مسئولو المخابرات الأمريكية والبريطانية إن الدلائل واضحة جداً على وجود استخدام للأسلحة الكيمائية، بينما صرح مسؤولون سوريون مؤخراً أنه لا توجد حاجة لاستخدامها، حيث دعا ''شريف شحاتة''، أحد المسئولين في الحكومة السورية، الولاياتالمتحدة بالتوقف عما أسماه ب ''الأكاذيب''، واستدعاء اتهامات كاذبة استخدمت من قبل ضد العراق قبل الغزو الأمريكي لتلك المنطقة. وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع تداول مقطع فيديو على ''فيسبوك'' يظهر طبيب بريطاني وهو يحاول علاج ضحايا هجوم النظام السوري على حلب وتتواجد رغوة على أفواه المصابين، وتظهر أعراض متوافقة مع هجوم أعراض الهجوم بالأسلحة الكيمائية، ويعتقد الخبراء أن الأسلحة الكيمائية سقطت على السكان الأكراد المتواجدين في منطقة مسعود الشيخ بحلب خلال الهجوم الذي أسفر عن مصرع طفلين وامرأة في وقت سابق من شهر أبريل، ويُعتقد أن هجمات 13 أبريل كانت انتقاما ًمنهم لدعمهم قوات الجيش السوري الحر. الموقف الأمريكي من ناحيته قال تشاك هاجل، وزير الدفاع الامريكي، الخميس، إن المخابرات الأمريكية خلصت إلى بعض درجات الثقة المتفاوتة أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيمائية في مساحات صغيرة، إلا أن مصادر من البيت الأبيض أكدت أنها بحاجة لمزيد من المعلومات والتقييمات الحالية للموقف ليست كافية. ودعت واشنطنالأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق بإلحاح من المرشح الرئاسي السابق جون ماكين للتدخل الغربي، إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استبق ذلك وحذر سوريا يوم الجمعة من مغبة استخدام الأسلحة الكيمائية وأنها ستتسبب في تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، موضحاً أنه لن يندفع في التدخل في الحرب الأهلية على أساس وجود أدلة أولية للأسلحة الكيمائية. ودعا أوباما أيضاً إلى الصبر والضغط ليستجيب الرئيس السوري بشار الأسد بصورة أسرع، لافتاً النظر إلى أنه بدأ محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله لمحاولة الضغط على الأسد لإيقاف إطلاق قذائف الهاون على المدنيين وقتل الشعب السوري بلا تمييز، مضيفا ''أن استخدام أسلحة دمار شامل محتملة على السكان المدنيين يعتبر خط أحمر مع الاحترام للمعايير الدولية''. أوباما لم يصل إلى إعلان أن الأسد تجاوز الخط الأحمر، ووصف عمليات التقييم المخابراتية بالأولية، لكن جماعات المعارضة السورية دعت إلى التدخل الفوري، ويواجه الرئيس الأمريكي مزيداً من الضغوط من قبل جون ماكين، وبعض أعضاء مجلس الشيوخ للرد الأمريكي السريع والقوي. وتقول صحيفة ''الديلي ميل'' البريطانية إن المشرعين في أمريكا يعارضون الغزو العسكري الأمريكي والضغط من خلال منطقة ''حظر الطيران'' داخل سوريا على طول الحدود مع تركيا، معربين عن قلقهم من أوباما الذي لا يريد التدخل والرد بقوة إذا تم إثبات أن الأسد يستخدم الأسلحة الكيماوية. من ناحيته قال لؤي المقداد، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، إن الأسد ''تجاوز الخط الأحمر'' وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل. الموقف البريطاني أوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة، أن بريطانيا ضد استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا متفقاً مع تقييم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن قواعد اللعبة السياسية ستتغير إذا تجاوز الأسد ''الخط الأحمر'' ما من شأنه أن يدفع بقوات بريطانية على أرض الواقع هناك، وأشار لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' أنه من المقلق لبريطانيا ما يحدث في ظل وجود دلائل محدودة لاستخدام أسلحة كيمائية لكنه أمر خطير للغاية ويعتبر جريمة حرب لابد من أخذها على محمل الجد، دون الوقوع في خطأ '' التسرع في الطباعة'' وضرورة التدقيق في الأدلة بمساعدة حلفاء بريطانيا. وأضاف كاميرون قائلاً ''لكن الأمر خطير للغاية وأعتقد أن ما قاله الرئيس أوباما كان بالقطع صحيح وينبغي أن يكون هناك خط أحمر للمجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهد''. وعلى الرغم من أن كاميرون قال أنه من غير المحتمل إرسال قوات بريطانية لسوريا لكنه أكد على اتخاذ اجراءات صارمة لحظر التجارة، والسفر في شكل عقوبات دولية. هجمات13 أبريل قال شهود عيان على هجمة النظام السوري على مدينة حلب 13 أبريل الجاري، إن هناك مجموعة من الحاويات أسقطتها طائرة، وتبعثرت في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدين أن هذه مواد كيمائية محظورة اسرائيلية، وهذا ما أكده العميد الاسرائيلي إيتاي برون، أيضاً وفقاً لصحيفة الديلي تلغراف. ونشر الفيديو الخاص بالواقعة الطبيبي ''نيازي حبشي''، أحد الأطباء البريطانيين، الذي قام بعلاج بعض ضحايا هجمات 13 أبريل، وأكد أنهم تعرضوا لهجوم كيماوي أدى ذلك إلى صعوبة التنفس وظهور رغوة في الفم، ما دفعه إلى استخدام ترياق الأتروبين، ويقول الخبراء إن إصاباتهم ربما تكون مشابهة لإصابات ضحايا هجوم خان الأسد بالقرب من حلب. يذكر أن 15 شخص أصيب في 13 أبريل، منهم يحيى البالغ من العمر 18 شهراً ابن أبو بكر يونس، وغدير نيضاف الذين ماتوا جميعاً متأثرين بجراحهم، ويقول الطبيب البريطاني المتخصص ''هاميش دي بريتون غوردون'' إن المادة الكيمائية المستخدمة هي ''السارين'' مضيفاً لصحيفة ''التلغراف'' ''ما رأيناه من حاويات تؤكد أن غازم السارين هو المستخدم في تلك الهجمات، وهو لا يحتاج لوضعه في رؤوس صواريخ فقد تم استخدامه في تفجيرات مترو الأنفاق في طوكيو سابقاً''. وكشف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأسبوع الماضي أن عينة التربة التي أخذت من خان الأسد ظهرت إيجابية وأن هناك مادة كيماوية مستخدمة ضد الشعب السوري، وأكد على أن بريطانيا ستحاول اختراق حظر الأسلحة الخاصة بالاتحاد الأوروبي وتوفيره للجيش السوري الحر، داعياً فرنسا إلى مساعدة بريطانيا لاتخاذ اجراءات عاجلة للحد من الفظائع المحتمل حدوثها في المستقبل. يذكر أن بريطانيا أرسلت 34 مركبة رباعية، منها 5 مدرعات رباعية الدفع، و 20 درعاً للمعارضة الساعية للإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد، لكن ذلك واجه تحذيراً من الخبراء وأن تسليح الثوار سيعتبر مشكلة كبيرة إذا ما تعاونت جماعات المعارضة مع أنصار تنظيم القاعدة، وهذا ما دفع إدارة أوباما معارضة تسليح الجيش السوري الحر خوفاً من وقوع الأسلحة في أيدي المتطرفين الإسلاميين. الأسد يهدد الغرب حذر الرئيس السوري بشار الأسد الغرب حيث هدد بأن الغرب سيدفع الثمن غالياً في قلب أوروبا والولاياتالمتحدة، إذا ما قاموا بدعم الأصوليين الإسلاميين في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وحذر أيضاً رئيس الجهاز الأمني التابع للاتحاد الأوروبي من الأوروبيين الشباب الذين يدعمون المقاومة السورية من تطرفهم وتشكيل تهديد خطير للأمن القومي الاوروبي حينما يعودون لديارهم، ويخشى البعض من تواصل تنظيم القاعدة بهم وتنفيذ هجمات ارهابية في الداخل الاوروبي. وتعتقد وكالة الاستخبارات الامريكية '' سي آي إيه'' أن سوريا لديها مخزون كبير من الأسلحة الكيمائية، وأن كلاً من الثوار ونظام الأسد يستخدموها، وتزايدة المخاوف في الأشهر الأخيرة حول أمان استخدام هذا المخزون خاصة إذا ما تم استخدام كل من غاز الخردل والسارين، بالطائرات أو الصواريخ البالستية والمدفعية.