أكد السيناتور جون كيري مرشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي منصب وزير الخارجية خلفا للوزيرة هيلاري كلينتون أن مصر بها ربع سكان العالم العربي وتمثل عنصرا حيويا لما تتطلع إليه الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، وهو أن يتحقق السلام مع إسرائيل وحماية سيناء والأمن، مشيرا إلى أهمية تنمية هذا الجزء من العالم باقتصاد مفتوح وتنافسي واستنادا إلى سيادة القانون وفقا لقواعد الطريق الصحيح. جاء ذلك في رد للسيناتور كيري على عدد من الأسئلة التي تتعلق بمصر ضمن العديد من الاسئلة التي طرحها عليه أعضاء مجلس الشيوخ الذى ينظر في تثبيته في منصب وزير الخارجية. وتساءل كيري كيف يمكن تحقيق ذلك إذا كان هناك 60 في المائة من السكان في المنطقة تقريبا تحت سن 30 عاما، و 50 في المائة منهم دون سن ال 21 عاما و 40 في المائة منهم تحت سن 18 عاما، مشيرا إلى أن الأعداد في تزايد. ونوه كيري بأن جميع الدول ستتأثر إذا لم يجد هؤلاء وظائف وإذا لم يحصلوا على التعليم، ودعا إلى أن تقوم الولاياتالمتحدة ودول العالم المتقدم التي تتمتع بالقدرات والامكانيات، بما في ذلك الصين وروسيا وكوريا الجنوبية والبرازيل والمكسيك، بالتفكير سويا في هذا حتى لا يمثل تحديا للجميع فيما بعد. وحث السيناتور كيري أعضاء مجلس الشيوخ على القيام بزيارات مثل التي قام بها مؤخرا السيناتور جون مكين والسيناتور ليندي جراهام والسيناتور كريستوفر كوونز وغيرهم إلى مصر وأفغانستان، مشيرا إلى أن هذا النوع من التقارب والمشاركة يؤتي بثماره، وأن هذه الزيارة حققت مردودا جيدا من خلال اللقاء مع الرئيس محمد مرسي بشأن عدد من السياسات المعنية. من ناحية أخرى، شدد السيناتور كيري على تطبيق الولاياتالمتحدة لروح التسامح الذى يمثل واحدة من أعظم الفضائل، ونوه بأن أحد أدوار وزارة الخارجية الأمريكية هو مساعدة الناس على فهم ما ينطوي عليه التسامح من معان إضافة إلى التنوع والتعددية التي تساعد الدول على الازدهار وفهم الناس لحقوقهم، وهو ما يمثل أحد التحديات الكبرى التي تواجها الولاياتالمتحدة. وأشار كيري إن لديه الكثير من الأصدقاء من المسلمين الذين التقى بهم وبنى معهم علاقات على مر السنين خلال أسفاره، ونوه بأن قادة هذه المنطقة سيكونون أول من يوضح للجميع أن ما يراه الناس في الاسلام الراديكالي المتشدد ليس هو الإسلام، وأن الاسلام الراديكالي يمثل استغلالا واختطافا لدين عريق له جلاله وتقديره. ولفت إلى أن هناك حاجة إلى التوصل إلى طرق لتعريف الناس إلى أي مدى يتم استخدام ذلك في بعض الأماكن كذريعة لحرمانهم من حقوقهم والحكم الرشيد والاقتصاد الجيد والوظائف والفرص، مشددا على أن أحد مهام الولاياتالمتحدة هو أن لا تسمح باستخدام ذلك كمبرر وذريعة. وأكد كيري أن رفع راية التسامح الديني والتنوع والتعددية أمر بالغ الأهمية، مشيرا إلى أن واشنطن أثارت هذا الموضوع مع الرئيس محمد مرسي وأنه شخصا بحثه معه، ولفت إلا أنه كان أول أمريكي يجتمع مع الرئيس مرسى قبل أن يصبح رئيسا أو حتى يعلم أنه كان مرشحا للرئاسة.. وتحدث معه عن حاجة جماعة الإخوان المسلمين لأن تكون قادرة على احترام التنوع في مصر. وأوضح أن هذا لم يحدث بشكل كامل حتى الآن بالطريقة التي ترغب فيها الولاياتالمتحدة من خلال العملية الدستورية، ولكنه أوضح أن هذه العملية مستمرة وأكد على الحاجة للعمل من أجل محاولة القيام بذلك. وأعرب السيناتور كيري عن ترحيبه بإثارة هذا الموضوع المتعلق بالحياة السياسية في بعض المناطق من العالم خلال جلسة استماع مجلس الشيوخ الخاصة بتثبيته كوزير الخارجية، مشيرا إلى أن هذه قضية مركزية ومحورية وأنها يتعين أن تكون في صدارة موضوعات الحوار في مجلس الشيوخ.