قال مسئول بارز في الشركة القابضة للغازات الطبيعية '' ايجاس'' بمصر إن الجهات المعنية تتابع عن كثب عمليات التنقيب عن الغاز التي قررت قبرص (الجنوبية) منحه اليوم لعدد من الشركات العالمية قبالة سواحل الجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط. وقال المسئول في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول اليوم الخميس'' حتى الآن فإن عمليات التنقيب التي تجربها نيقوسيا متفقة مع اتفاقية ترسيم الحدود الموقع بين مصر وقبرص (الجنوبية) في 2003''. وكان وزير الطاقة القبرصي الجنوبي نيوكليس سيليكيوتيس قد أعلن اليوم الخميس أن بلاده ستنمح تراخيص لكونسورتيوم يتكون من شركتي ايني الإيطالية وكوجاس الكورية الجنوبية للتنقيب عن الغاز أمام سواحلها بالبحر المتوسط. وقال المسئول المصري ،الذى يشغل عضوية اللجنة العليا لترسم حدود أعالي البحار، '' في حال حدوث أي مستجدات جديدة عن المناطق التي ستطرحها قبرص (الجنوبية) على الشركات العالمية غير التي لدينا فسنطلب من نيقوسيا تقديم معلومات إيضاحية''. وتضم اللجنة المصرية ممثلين عن وزارات العدل والخارجية والبترول والبيئة والدفاع وبعض الجهات المعنية بترسيم الحدود. وأضاف المسئول ،الذى فضل عدم ذكر أسمه ،إن وزارة البترول المصرية تأمل في أن تكون نتائج مزايدة الشركة المصرية القابضة للغازات والمطروحة حاليا طريقة للإسراع في رفع اكتشافات الغاز في هذه المناطق . وتعكف ايجاس'' التابعة للحكومة المصرية حاليا على تلقى العروض للبحث عن الغاز والبترول في 15 منطقة مصرية تتضمن 13 منطقة بحرية في شرق البحر المتوسط ،بجانب منطقتين بدلتا النيل من بينها 6 مناطق تقع في نطاق المياه الإقليمية المصرية على خط الحدود مع كل من قبرص (الجنوبية) وإسرائيل. من جانبه قال الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة البترول بجامعة فاروس المصرية إن تحركات قبرص كل يوم تثبت أنها تود التعامل بطريقة منفردة فيما يتعلق بثروات الغاز في منطقة البحر المتوسط. وقال المسئول المصري انه طالب المسئولين الرسميين في مصر أكثر من مرة بضرورة التعامل بشكل سريع وجدى مع هذا الملف من خلال تشكيل لجنة علمية تضمم ممثلين عن كافة الجهات الفنية والرسمية للتأكد من التزام قبرص (الجنوبية) بخطط الحدود الرسمية وكيفية حفظ حقوق مصر البحرية في هذه المناطق التي تؤكد الدراسات العلمية أنها غنية جدا بالثروات النفطية. وحسب دراسة للمعهد الجيولوجي الأمريكي فان تقديرات الغاز غير المكتشفة أمام دلتا النيل قبالة سواحل البحر المتوسط تقدر ب115 تريليون قدم مكعب. واكتشفت شركة نوبل انرجي الأمريكية ما بين خمسة وثمانية تريليونات قدم مكعبة من الغاز في منطقة امتياز بحرية تابعة لقبرص (الجنوبية) في 2011 ، فيما أعلنت إسرائيل بعضا من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم في تلك المنطقة خلال العشر سنوات الماضية ويقول الكثير من الخبراء المصريين أن احتياطيات الغاز التابعة لقبرص (الجنوبية) وإسرائيل تقع قرب الحدود المصرية ،إلا أنه لم يتداخل بعضها مع هذه الحدود ، فيما يؤكد المسئولين الحكوميين أن الاحتياطيات حتى الآن بعيدة ولم يثبت تداخلها مع الحدود الدولية المعلنة لمصر.