مصطفى الجريتلي و إبراهيم عياد: استنكر شريف الروبي، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل والجبهة الديمقراطية، رسالة الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أمس، تحت عنوان ''رسالتي إلى الاخوان''، والتي دعا فيها الجماعة إلى التضحية والاستشهاد استعداد ليوم 25 يناير. ونوه ''الروبي'' في تصريحات خاصة ل ''مصراوي'' إلى أن تلك الرسالة تتضمن إشارة مبكرة لاستخدام العنف بذكرى ثورة 25 يناير القادمة من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي ترفضه كل القوى الثورية التى ستشارك فى تلك الإحتفالات. واكد في تصريحاته على سلمية احتفالهم، مشيراً إلى أنها ستكون لاستكمال مطالب الثورة التي لم تحقق، ورفض بعض التطورات الأخيرة كسلطات الرئيس، و مشروع قانون التظاهر الذي يريد مجلس الشعب مناقشته. وكان محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون قد وجه ''رسالة إلى الإخوان قائلًا'': ''إن حياة أصحاب الدعوات ليست كحياة عموم الناس الذين يسعون لحياة ناعمة هانئة مُتْرفة، فأصحاب الدعوات يُضحُّون من أجل دينهم وأوطانهم وأهليهم، ويجدون في التضحية أعظم سعادة لهم، والجزاء عند الله على قدر العمل والجهد والعناء والتضحية، ولنتذكر هتافنا الذي علمنا إياه المرشد الأول رحمه الله (الجهاد سبيلنا)، والجهاد هو بذل أقصى الجهد في مجالات الدعوة والخدمة الاجتماعية والإصلاح والسعي لتحقيق المشروع الإسلامي لأوطاننا وأمتنا، وقد رأينا ورأى معنا العالم الحر أن هناك قوى عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي تسعى لإفشال المحاولة والتجربة الوليدة، ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.'' وأضاف بديع تحت عنوان ''رسالتي إلى الإخوان'' الذي نشرته الصفحة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمون، على موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'': ''اعتزّوا بانتمائكم لدينكم ودعوتكم، واجعلوا من شعاراتنا التاريخية نبراسًا لكم، فهذه الشعارات في الحقيقة هي بوصلة تهدينا لسواء السبيل في كل وقت وحين، وهي توضح الغاية والوسيلة والهدف الحقيقي الذي نسعى إليه كإخوان مسلمين منذ نشأتنا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، ويكمل هذه الشعارات ويتمِّمها الصفات العشر للفرد المسلم التي صاغها الإمام الشهيد حسَن البَنَّا –يرحمه الله- مستخلصًا إياها من كتاب الله وسنة رسوله وحاجة المسلم في الواقع المعاصر والمستقبل المنشود، وهي: سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهد لنفسه، حريص على وقته، منظم في شؤونه، نافع لغيره، قويّ الجسم، متين الخُلُق، مثقف الفكر، قادر على الكسب.'' ودعا بديع الإخوان إلى التحلي بأركان بيعتهم العشر (الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأُخوَّة، والثقة)، والتخلق بها وفهمها والعمل بمقتضاها فهي العاصم بعد الله سبحانه وتعالى من أي زَلَل أو شطط أو انحراف، على حد وصفه. وشدد على ضرورة ألا تؤدي الاختلافات السياسية إلى التأثير على سلامة صدور الإخوان تجاه القوى السياسية التي تحرص على استقرار الوطن واحترام الشرعية وآليات الديموقراطية، ، على حد وصفه، وألا تؤثر الخلافات السياسية على وحدة الشعب، لبناء بلد من جديد. وأضاف بديع في رسالته لإخوانه: ''كونوا دائمًا جزءًا من الحل ولا تكونوا جزءًا من المشكلة، وكونوا دائمًا كالغيث أينما حَلَّ نَفَع، وجمِّعُوا القلوب حولكم قبل الأبدان، ولا تُضخِّموا الصغير ولا تُصغِّروا الكبير من الأمور، وتوازنوا في كل أعمالكم تنالوا رضى الله وحبّ الناس، واحذروا الجدل وحب الظهور.'' وتابع المرشد العام قائًلًا: ''ولكن هناك بعض المتربصين الذين لا يريدون خيرًا لمصر ولشعبها ولأمتنا، ويريدون إدخالنا في مرحلة فراغ سياسي ومتاهة فكرية؛ لإطالة أمد المرحلة الانتقالية ولإفشال عملية التحول الديمقراطي وإهدار الإرادة الشعبية، وإشاعة الأكاذيب وبذر بذور الفتنة التي هي أشدّ من القتل، والسعي للوقيعة بين كل مكونات الأمة للوصول لغايتهم العظمى في إفشال المشروع الإسلامي وحامليه ومؤيديه، وهو ما نسعى جاهدين لمواجهته وكشفه أمام الجميع.'' واستطرد بديع: ''أن الشعب المصري أثبت مرارًا وتكرارًا أنه في قمَّة الوعي السياسي، وأنه أوعى بكثير من بعض من يُسمُّون أنفسهم بالنخبة، وأنه يُحسِن الاختيار بين البدائل وبين الأشخاص في الأوقات الحاسمة المعبِّرة عن هوية الأمة ومشروعها الحضاري.'' وتطرق إلى ضحايا الإخوان قائلًا: ''عزيزٌ علينا جدُّ عزيز أن يُصاب أحد من إخواننا وفلذات أكبادنا بأي أذى أو ضرر، فضلاً عن أن يصاب أو يُسْتَشهد، ونتمنى أن نفديه بأرواحنا لو استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولكنها إرادة الله النافذة باختيار شهداء، وإصابة مصابين في ابتلاء ربَّاني لمواجهة تهديدات ثورتنا المباركة وحماية الإرادة الشعبية، فالواجب يُحتِّم علينا اتخاذ قرارات حاسمة مبنيَّة على معلومات أكيدة ومتواترة نشعر معها أن خطرًا حقيقيًّا يتهدد بلادنا وأهلنا، وإنني على ثقة بأنكم تدركون ذلك ومستعدون للفداء والتضحية من أجل نهضة بلادنا بلا أدنى تردد، فنحن نتقرب إلى الله تعالى بكل أعمالنا ونخشاه في كل حين، قدر استطاعتنا.