قال سياسيون معارضون إن خطاب الرئيس محمد مرسي اليوم أمام مجلس الشورى جاء مليئًا بالمغالطات ومنفصلًا عن الواقع المصري. وقال عبد الله المغازى أستاذ القانون الدستورى والمتحدث الرسمى باسم حزب الوفد إن الخطاب جاء ''تقليديًا منفصلًا عن الواقع الذي نعيشه''. وأضاف أن الخطاب جاء بمجرد مؤشرات للمشكلات ولم يضع يده على ما نعانيه حقيقة منها ''وفي مجمله جاء مخيبًا للآمال.. كلما هربت الرئاسة من المشكلات التي تعاني منها مصر ستظل الأزمة كما هي''. وأكد المغازي أن دعوة الرئيس للقوى الوطنية للحوار جاءت أيضًا تقليدية ''على الرغم من أننا قلنا له أكثر من مرة أن الحوار يجب أن تكون له أجندة واضحة وأن تتحدد أسسه ويتم تفعيل منتجاته''. وقال المتحدث باسم الوفد وهو جزء من جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إن الجبهة وضعت ثلاث أسس للحوار وهي مشروع قانون الانتخابات والمواد الخلافية للدستور وهى حوالى 20 مادة وأضاف لابد لها من وثيقة مصالحة وطنية توقع عليها كل الأحزاب التي ستشكل مجلس الشعب المقبل. وأضاف أن الأساس الثالث يتعلق بمشكلة السلطة القضائية وقلنا إنه على النائب العام أن يتقدم باستقالته وقال ''بدون الأسس الثلاث سيكون الحوار عام ولن تكون له نتائج''. ووصف محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب خطاب الرئيس بأنه استمرار لإطلاق الشعارات والتحدث عن الإنجازات الوهمية التى يعلم أي متخصص أنَّها مليئة بالأكاذيب ''فمثلًا مجال السياحة التي على الرغم من أننا في موسمها الآن نرى أن بها نسبة إشغال لا تزيد عن 15% فقط''. وقال أبو حامد إن الخطاب لم يقدم أي رؤية لحل أي أزمة وخصوصًا الأزمة الاقتصادية ''إضافة إلى دعوته للقوة السياسية للحوار بدون اتخاذ أي إجراءات إصلاحية تجاه المشكلات التي تتحدث عنها المعارضة ويضاف إلى ذلك إطلاق الرئيس ليد أتباعه وأعوانه ليكفرون ويخونون من يشاؤوا من المعارضة''. وتعرض أبو حامد للضرب من قبل مؤيدي الرئيس محمد مرسي لدى مروره بالسيارة أمام تجمع لهم منذ أسبوعين ونقل للمسشفى في حالة سيئة. وتابع أبو حامد'' الخطاب مليء بالمغالطات والمعلومات غير الدقيقة'' واليوم أصدر البنك المركزي معلومات مغايرة لتلك التي جاءت به على حد قوله. من جابه قال وقال علي السلمي عضو المكتب الرئاسي بحزب الجبهة الديمقراطية ونائب رئيس الوزراء السابق إن الرئيس مرسي ''لم يتعرض في خطابه لأي التزامات ولم يقطع على نفسه أيَّة نتائج وإنما احتوى الخطاب على مجموعة من الشعارات الإنشائية والوعود العامة الفضفاضة''. وأشار إلى أن وعود مرسي ''لا تقدم ولا تؤخر'' في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ما زالت تواجه المجتمع المصري ولا زالت أثارها باقية في شكل التردي في الاستثمارات والنشاط الاقتصادي وحينما تعرض في خطابه إلى الحكومة الحالية كانت عباراته مجرد تطمين للحكومة وليس للشعب وأنهم باقون . وقال أحمد خيري المتحدث باسم المصريين الأحرار إن الرئيس مرسي ''تماهي اليوم بشكل كامل مع المخلوع حسني مبارك... أعتقد أننا أمام إعادة إنتاج كاملة الأركان لنظام مبارك و لكن بلحية''. وأوضح خيري على تويتر أنه لو صحت أرقام الاقتصاد التي قالها الرئيس ''إذا لماذا يريد تغيير وزراء بالحكومة بل وحلفائه طالبوا بإقالة قنديل نفسه''. وأضاف ''الرئيس مرسي واضح أنه يتحدث عن الاقتصاد الياباني والدستور الألماني وأمام الكونجرس الأمريكي... لك الله يا مصر''. وأشار سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع إلى أن مالفت نظره في خطاب الرئيس حديثه عن الحالة الاقتصادية المرتفعة وقال ''يبدو أنه كان يتحدث عن نفسه وعن جماعة الإخوان.. أما إذا كان يقصد الشعب المصري فهو مخطىء لأن حالة المصريين الاقتصادية سيئة للغاية''. وقال أحمد طه النقر المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير إن الخطاب لم يأت بجديد وإنه جاء بحالة انفصال تام عن الواقع على حد قوله. وأضاف ''الخطاب يذكرنا بخطابات الرئيس السابق مبارك في آخر أيام حكمه فقد ذكر نفس الأرقام غير الحقيقية عن الواقع المصري''. وقال النقر إن الخطاب أصر على عرض وجهة نظر الإخوان المسلمين وأصر على الخطأ الكارثي في تمرير الدستور الطائفي الذي لا يحظى بتوافق شعبي وأصر أيضًا على إغلاق باب الحوار الجاد مع المعارضة ووصف دعوة الرئيس للحوار بأنها ''غير مجدية وغير جادة''.