جنيف (رويترز) - أصبح الفرار من الحرب في ليبيا لا يقل خطورة عن البقاء للقتال مع غرق المئات من المهاجرين في غضون أسابيع خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط على سفن متهالكة. ونقلت وكالات إغاثة عن شهود ان سفينة تقل ما بين 500 و 600 شخص غرقت في أواخر الأسبوع الماضي قرب العاصمة الليبية طرابلس. وشوهد كثير من الجثث طافية في المياه لكن عدد الغرقى غير واضح. وكانت مفوضة الاممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد أعلنت قبل هذا الحادث ان نحو 800 شخص فقدوا منذ 25 مارس اذار بعد محاولتهم الفرار من ليبيا. واغلب الفارين مهاجرون من افريقيا جنوب الصحراء. وقال جان فيليب شوزي المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة اليوم "الحقيقة المأساوية هي اننا قد لا نعرف مطلقا عدد الغرقى في هذه المأساة الاخيرة. هذه حقيقة الازمة في ليبيا." كما قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان العدد الكامل للغرقى غير معروف في حين قال مسؤولون اخرون بالمنظمة الدولية انهم لا يستطيعون إعطاء اعداد دقيقة لقتلى العنف في ليبيا الذين يعتقد أنهم بالالاف. ونقلت وسائل اعلام عن جين كريتز الذي كان سفير الولاياتالمتحدة لدى ليبيا حتى بدأت الانتفاضة انه يتوقع ان يترواح عدد القتلى بين 10 الاف و 30 الفا لكن من المستحيل معرفة ما اذا كانت هذه الارقام دقيقة. وتضع تقديرات نشرت في وقت سابق من الصراع عدد من لقوا حتفهم في القتال عند بضعة الاف. لكن من الممكن منع وقوع قتلى في المستقبل. وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في بيان صحفي بجنيف "نؤكد من جديد على مناشدتنا الدول الاوروبية ان تضع على عجل آليات موثوق فيها بدرجة اكبر واكثر فاعلية للانقاذ في البحر المتوسط. "نحن على اتصال مع مسؤولين بحلف شمال الاطلسي ...ناشدناهم ان يدركوا على الاقل انه ستكون هناك قوارب اكثر واكثر في محنة." واضافت فليمنج ان قوات خفر السواحل الايطالية والمالطية لا تسطيع تحمل العبء بمفردها. ويصل كثير ممن تمكنوا من عبور البحر المتوسط بأمان الى جزيرة لامبيدسا الايطالية الصغيرة او لينوسا المجاورة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة ان اكثر من عشرة الاف مهاجر وصلوا الى الجزيرتين منذ اندلاع الاضطرابات في شمال افريقيا في وقت سابق العام الحالي بينهم نحو الفين مطلع هذا الاسبوع وحده. وكان كثير من هؤلاء المهاجرين يعانون حالة تشوش وذهول ومنهم امرأة صومالية تمكنت من السباحة عائدة الى الشاطئ الليبي بعدما نجت من السفينة التي غرقت في أواخر الاسبوع الماضي. وفقدت رضيعها الذي لم يتجاوز عمره اربعة اشهر ثم اضطرت لركوب قارب آخر. وقال مهاجرون ان جنودا ليبيين أجبروهم على ركوب قارب آخر باطلاق النار في الهواء وذكر اخرون انه على الرغم من انهم لم يضطروا لدفع رسوم للعبور فقد جردوا من متعلقاتهم ومدخراتهم. ونفى حلف شمال الاطلسي يوم الاثنين تقريرا صحفيا عن تقاعس وحدات من التحالف عن مساعدة قارب كانت تتقاذفه الامواج يقل مهاجرين افارقة من ليبيا مما ادى الى مقتل 62 شخصا جوعا وعطشا. وقالت متحدثة باسم الحلف يوم الثلاثاء في بروكسل ان سفنا تحت قيادة الحلف تستجيب دائما لنداءات السفن التي تواجه مشاكل. وقالت كارمن روميرو في بيان صحفي ببروكسل "على سبيل المثال أستطيع ابلاغكم انه يوم 26 مارس (اذار) استجابت سفن حلف شمال الاطلسي لمعلومات تفيد بأن سفينتين للمهاجرين على متنهما اكثر من 500 شخص تواجهان صعوبات. "استخدمت سفينة تابعة للحلف طائرة هليكوبتر على متنها لنقل امرأتين وطفل حديث الولادة بحاجة للمساعدة الطبية" مضيفة ان السلطات الايطالية وفرت في ذلك الحين مزيدا من المساعدة للسفينتين. وتابعت بقولها "اذن حلف شمال الاطلسي يفعل كل ما بوسعه لتقديم المساعدة لمن يتعرضون لمحن في البحر. وسنواصل فعل ذلك." (شاركت في التغطية ستيفاني نيبيهاي في جنيف وديفيد برونستورم في بروكسل وكريستيان لوي في الجزائر)