وسط حالة من استمرار الجدل والمناقشات حول مسودة الدستور بين القوى السياسية، والمطروحة في استفتاء شعبى يُستكمل يوم السبت المقبل، يعيش الشارع السياسي المصري حالة تشبه أحوال لاعبي كرة القدم ''بين الشوطين''؛ يظن كل فريق أن الأخر يأخذ قسطاً من الراحة، لكن في الواقع كلاهما يتحفز ل''خطة لعب'' جديدة قبل الشوط الأخير. وخطة اللعب الجديدة لا تكتفى بالمسيرات الرافضة أو المؤيدة لمسودة الدستور على أرض الواقع، لكنها لجأت للفن كأحد أهم الوسائل الإعلامية للإقناع وتوصيل رسائل لاستمالة المواطنين لأي من الفريقين؛ فريق ''نعم'' أو فريق ''لا''، وذلك قبل استكمال الاستفتاء في باقي المحافظات، وذلك بأغنيات تعتبر تمامًا مثل الشارع السياسي ''منقسمة'' وكأنها لدستورين مختلفين. شاهد الفيديو نشيد أبو عمار تداولت الصفحات الداعمة للموافقة على الدستور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر'' فيديو لمنشد ديني ينتمى إلى التيار الإسلامي ''أبو عمار'' يدعو فيها الشعب المصري للتصويت ب''نعم'' في الاستفتاء، ويقول ''أبو عمار'' كلمات في الإنشاد الذى لا تزيد مدته عن الخمس دقائق: ''يلا معايا يا شعب اختار ..الدستور هو الإصرار.. لأجل بلدنا تشم نفسها.. نبدأ نهضة واستثمار''. ويبدو أن ربط اختيار ''نعم'' في استفتاء مارس السابق بأن نعم للدين وللجنة، كان محل رفض من كثير من القوى المدنية وحتى الإسلامية الوسطية، الأمر الذى ظهر في الإنشاد بأن التصويت ب''نعم'' ليس من الجنة، كما أن من يرفض الدستور ''مش كفار'' بحسب الإنشاد، لتكون ''الاستقرار'' كلمة السر فى جذب المواطنين فى الإنشاد للتصويت بالموافقة على الدستور ''آه مش جنة.. ولا مش نار.. واللي هيرفضه مش كفار.. آه علشان الأوضاع تهدأ.. وآه علشان الاستقرار''، كما وصف اللجنة التأسيسية بأنهم ''أبطال''. استعان الإنشاد - الذي ابتعد عن استخدام أي مقطوعات موسيقية - ببعض مضمون من مواد الدستور من خلال ملصقات تحث هى الآخرى للتصويت بنعم، مثل ''نعم من أجل الحفاظ على الحريات وفقاً لقيم المجتمع .. نعم من أجل تماسك الأسرة المصرية.. ومن أجل قضاء محرر و نزيه ومستقل''. في الوقت ذاته لم يقف أصحاب ''لا'' للدستور مكتوفى الأيدي، وانطقت عدد من المواد الدعائية لرفض مشروع الدستور، ومن أشهرها أغنية قامت بإنتاجها حركة 6 أبريل تقول فى بدايتها ''حد سألك عايز إيه؟.. إيه اللي بتحلم نفسك فيه ؟.. لأ ..يا مصريين هنا دستور اتسلق.. دخل حرامي وطفى النور وسرق.. قو لا للدستور.. خلى بلدنا تشوف النور.. دم شبابنا مش ببلاش.. حقي وحقك لسه ما جاش''. استعانت حركة 6 أبريل فى المقطع الغنائي بأربعة من شبابها لإنتاج الأغنية الرافضة للدستور، كما استعانت بمقاطع من فض اعتصام الاتحادية والخيم، كوسيلة للتنديد ورفض الدستور، واستفاضت الأغنية في تدعيم أساليب الرفض مثل عدم احتواء الدستور على مادة تضمن حق العلاج المجاني، كما أنه استنكر عدم وجود مادة تضمن ميزانية للتعليم، كما جاء في كلمات الأغنية . شاهد الفيديو شباب 6 أبريل كما أكد الفيديو على بعض المساوئ الأخرى كما يرونها في مسودة الدستور وهى إعطاء الرئيس سلطات ''إلهية'' وعدم وجود نائب للرئيس لتقول الأغنية :''دستور خلى الرئيس إله.. سلطات ومفيش نائب معاه''؛ حيث استعانت الأغنية بمقاطع من المسيرات الأخيرة لقصر الاتحادية لرفض الدستور. وتضيف الأغنية في مقطع لها : ''تكفير معارضة ..وبينا أزمة.. مجلس شورى مالوهش لازمة.. وع القانون دايس بالجزمة.. بسلامته بيشرع كمان''، وذلك إشارة للرئيس ''محمد مرسي'' والإعلان الدستوري الأخير، كما استنكر أصحاب الأغنية تعامل الرئيس مع السلطات القضائية ووضع القضاء في الدستور. وعلى طريقة الإنشاد الموافق على الدستور، أشارت أغنية ''لا للدستور'' إلى أن الاستفتاء مسألة ليس لها علاقة بالشريعة أو الدين الإسلامي، منددين ببعض الشيوخ مثل ''وجدي غنيم'' و ''عبد الله بدر'' أثناء الفيديو أنهم لا يمثلون الإسلام، بالإضافة لصورة الصحفي الشهيد ''الحسينى أبو ضيف'' كتنديد للاعتداء عليه.