قال الدكتور محمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور، إن الرئيس محمد مرسي بإصدراه الإعلان الدستوري الأخير حاز لنفسه على كل السلطة، حتى أن الفراعنة لم يكن لهم مثلها، ولا لسلفه حسني مبارك. ووصف البرادعي، في مقابلة نشرته مجلة ''دير شبيجل'' الألمانية الاثنين، الأمر ب''الكارثة''، وسخرية من الثورة التي جاءت به إلى الحكم، مشيرا إلى أن ذلك يجعل المرء يتخوف أكثر من القادم. وأشار البرادعي إلى أنه يجب النظر إلى الإعلان الدستوري بمجمله، فالرئيس حصن قراراته والقوانين التي يصدرها بحكم أنه يمكك السلطة التشريعية. وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإعلان الدستوري يهدد بأن يأخذ مصر إلى العصور الوسطى المظلمة. وردا على انسحاب معظم القوى الليبرالية وممثلي الكنيسة من الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، قال الدكتور البرادعي ''هذا بسبب أننا جميعا نخاف من أن يمرر الإخوان دستور إسلامي ينتقص من حقوق المرأة والأقليات الدينية''. وتابع البرادعي: ''من يبقى في هذه المجموعة؟ شخص يريد أن يمنع الوسيقى بحجة أنها ضد الشريعة، وآخر ينكر الهولوكست، وآخر يدين الديمقراطية على الملأ''. ولفت البرادعي إلى أن جماعة الإخوان المسلمين حازت على الأغلبية البرلمانية ونجح مرشحها في الانتخابات الرئاسية محمد مرسي، في ظروف كانت الدولة فيها ممزقة. وحذر البرادعي من إندلاع حرب أهلية حالة لم لم تحصل القوى المعتدلة على حقها، كما عبر عن تخوفه أيضا من أن ''هذه الحكومة الغير مؤهلة ستدمر الاقتصاد''. وفي رده على سؤال إن كان الربيع العربي فشل في مصر، قال البرادعي إنه لايعتقد ذلك، ويكافح حتى لا يحدث، موضحا أنه أسس في أبريل الماضي حزب الدستور وأنه والديمقراطي الإجتماعي وبقية لاقوى الليبرالية سيتحدوا أمام الإسلاميين. وأضاف البرادعي ''مازال لدينا فرصة ولا يجب أن نُضيع الوعي، سيكون هذا مأسوي''، مشيرا إلى أن الشباب يريدون حريات شخصية أكثر ووظائف أفضل، وهم يريدون كلمة واضحة من الغرب ضد مرسي.. لو أن الأمريكيين والأوربيين يؤمنون حقيقة بالقيم التي دائما ما يتحدثون عنها، فعليهم أن يساعدونا ويضغطوا على مرسي''، لإلغاء الإعلان الدستوري. ''لا أستطيع تخيل أن أحدا يؤمن بمبادئ الديمقراطية يمكن أن يساعد مثل هذا النظام على المدى البعيد.. نحن لا نريد أن نعيد بربرية الثورة الفرنسية''، كان هذا رده على سؤال بشأن ما إن كان يدعم تجميد الولاياتالمتحدة مساعداتها لمصر. واعتذرت دير شبيجل عما نشرته في نسخة أولى من الحوار قالت فيه إن البردعي قد يتحدث مع وزير الخارجية الأمريكية خلال الأيام المقبلة، وقالت إنه هذا لم يكن صحيحا.