''عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع كبير.. وكل ما نتمناه هو العودة أحياء.. أحياناً علينا أن نصعد عالياً جداً لندرك كم أننا صغار''.. كلمات حاول المغامر النمساوي فيليكس باومجارتنر بعد نجاحه في خرق جدار الصوت خلال سقوط حر، بعد أن انطلق من كبسولة مثبتة بمنطاد من الهيليوم على ارتفاع قياسي تجاوز 39 ألف متر، في قفزة تابعها ملايين البشر على الهواء مباشرة. وقال فيلكس: ''القفز من الكبسولة كان ممتازاً، لكنني بعد ذلك بدأت أشعر بأنني أهتز بقوة''.
وأضاف ''قلت لنفسي إنني سأنجح في السيطرة على القفزة، لكن عندما ارتفعت السرعة أصبح الأمر عنيفاً، وخلال ثوان اعتقدت أنني سأفقد وعيي.. لحسن الحظ تمكنت من وقف هذا الأمر، كان صعباً جداً، أصعب بكثير مما كنا نظن''.
وأوضح أنه لم ينتبه إلى خرقه جدار الصوت، وقال ''لم أسمع صوت جدار الصوت. أعتقد أن الأمر جرى ورائي''.
وبعد أربع دقائق وعشرين ثانية من الاستسلام التام لقانون الجاذبية، فتح مظلته وحط على الأرض بسلام.
وروى المشاعر التي اختلجته عندما خرج من باب الكبسولة على ارتفاع 39 ألفاً و45 متراً فوق صحراء ولاية نيومكسيكو في الولاياتالمتحدة، وقال المغامر النمساوي لتلفزيون بلاده، بحسب العربية، ''لدي انطباع بأن ثقلاً من عشرين طناً قد أزيل عن كاهلي، فأنا أتحضر لهذه القفزة منذ سبع سنوات''.
وأوضح ما قاله عندما كان يقفز في الهواء، بعد أن جعل عطل في الصوت كلامه المنقول على الهواء عبر العالم غير مفهوم.
واستغرقت التمارين على هذه القفزة خمس سنوات، وكان الخطر الأكبر المحدق به هو أن يفقد السيطرة ويبدأ بالدوران حول نفسه، ما يؤدي إلى فقدانه وعيه.
وشملت التمارين قفزتين، واحدة من ارتفاع 21800 متر، والثانية من ارتفاع 29600 متر.
ويأمل فريق ''رد بول ستراتوس ميشن'' المنظم للقفزة والمكون من 100 شخص، أن تساهم هذه القفزة في الأبحاث الطبية في مجال الطيران، وأن يستفيد منها رواد الفضاء وأيضاً كل من يرغب في السياحة في الفضاء مستقبلاً.
وتمكن الملايين من متابعة هذه القفزة بفضل 35 كاميرا مثبتة على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثبتة في سترة فيليكس.