افتتح قسم الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة المعرض التذكاري الأول لشهيد جمعة الغضب"أحمد بسيونى"، ضمن سلسلة فعاليات تنظمها الجامعة إحياءا لذكرى بسيونى الذي قتل برصاص القناصة في 28 يناير العام الماضي خلال أحداث جمعة الغضب بميدان التحرير. وقال الدكتور شادي النشوقاتي، الفنان التشكيلي وأستاذ مساعد الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومنظم الحدث:" فقد بسيوني حياته من أجل بلاده، فهو فنان يتم تكريمه لشجاعته وحبه، وكان مثالا يحتذى لأصدقائه، وزملائه، وطلابه الذين كانوا فخورين بالتعلم منه، وحريصون على العطاء من أجل القضية التي ضحى بحياته من أجلها في ذلك اليوم المشهود". وأضاف النشوقاتي" أننا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة نشارك دائما في الأحداث الثقافية والاجتماعية،وقررنا تنظيم هذا المعرض لأننا حريصون على التركيز على الحركات الاجتماعية المصرية، خاصة في مصرما بعد الثورة". أقيم حفل الافتتاح في مركز درب 17 18 للثقافة والفنون المعاصرة،أمس السبت، ومن المنتظر أن تعقد باقي الفعاليات في رواق الشارقة للفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسسة آسكي لتعليم الفنون المعاصرة. و تحتوي هذه المعارض على أعمال بسيوني من الفن الرقمي التفاعلي، والفن الصوتي والأداء بالإضافة إلى أعماله التأثيرية كمعلم للفنون ، وشمل المعرض أعمالا لبسيوني من الفن الصوتي، والأداء ومشروعات تمثيل الإعلام الجديد التي قام بتنفيذها من 2007 إلى 2011 في مركز درب 17 18. ويقام له معرض تعليمي عن مشروعه ، أطلق عليه اسم"ثلاثون يوما جري في المكان" يوم الأحد 14 أكتوبرالجاري في رواق الشارقة للفنون بالجامعة الأميريكية. يذكر أن بسيوني عمل في هذا المشروع قبل الثورة بعام، مرتديا بدلة بلاستيكية ذات مجسات إلكترونية حساسة تقيس الطاقة التي يصدرها وعدد الخطوات التي يقوم بها بينما يركض في مكانه فى الغرفة لمدة ساعة يوميا علي مدي 30 يوما، وهى الفترة الإجمالية للعرض، فى حين يتم نقل البيانات الرقمية لاسلكيا إلى شاشة ملونة في آخر المساحة المحاطة التي تحولت إلى مجال بصري متغير للطاقة،ليمثل بصورة مجردة الطاقة التي يبذلها بسيوني. الغريب في الأمر أنه عند انتهاءه من عرض مرهق، يتم جمع العرق الذي يفرزه جسمه في زجاجة، وقدم العمل ككناية موازية للثلاثين عاما التي قضاها مبارك في الحكم ، وكان عرض بسيوني الأول من بين أعمال جيل جديد من الفنانين المصريين الشباب الذين يستخدمون أعمالهم للتعبير عن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها المجتمع المصري. كما سيتم عرض أرشيف وثائق بسيوني من ورش عمل الفن الصوتي التجريبي وغيرها من المبادرات التعليمية التي أطلقها بسيوني من 2004 إلى 2010 في مؤسسة آسكيو في 20 أكتوبرالجاري ، وعقد سلسلة من المحادثات وورش العمل بالتزامن مع المعرض. وأوضح الدكتور بروس فيرجسون، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قائلا :"من المهم أن نفهم الدور الذي تلعبه الثقافة في السياسة، ليس فقط كأداء وظيفي أو على سبيل المعرفة بل كلاعبين ناشطين في التغييرات التوعوية وتفهما للظروف الحالية ، فالفن شيء أساسي بالنسبة لنا ومن خلال تعهدنا بانتاج مفكرين نقديين في المجتمع، قررت الجامعة الأمريكية بالقاهرة تكريم فنان مصري مهم كوسيلة لتأكيد مدى أهميته كمصدر إلهام لطلابنا".