أكد الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي، أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تبدي قدراً كبيراً من الاهتمام لمصر فى مرحلة الاستقرار الذي تشهده البلاد حالياً، مشيراً إلى أن وفداً فنياً كبيراً من المنظمة سيقوم بزيارة مصر قبل نهاية العام الجارى لدراسة احتياجات مصر في الثقافة والتعليم والعلوم وتحديد ملامح التعاون بين الجانبين فى السنوات القادمة ومن ثم سيتم بلورة ذلك فى صورة مبادرات وبرامج . وقال الدكتور مصطفى مسعد - الذى يقوم حاليا بزيارة إلى باريس - أنه عقد خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا وعدد من كبار المسئولين بالمنظمة، كما ترأس أعمال لجنة الشركاء غير الحكوميين المنبثقة عن المجلس التنفيذى لليونسكو والخاصة بالمنظمات غير الحكومية حيث تركزت الجلسة الأولى على التعاون بين اليونسكو والمنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بالمشروع الذي تنفذه المنظمة باسم ''الأولوية لإفريقيا''. وأضاف وزير التعليم العالي - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط وأخبار اليوم، أن مباحثاته مع مسئولي اليونسكو والمديرة العامة للمنظمة تركزت على التعاون بين مصر والمنظمة لاسيما فى مجالات التعليم والمياه . وفيما يخص أعمال اللجنة والتى تركزت على إفريقيا، أكد الوزير أن مصر تنتمي لهذه القارة العظيمة وشرفت برئاسة أعمال اللجنة المعنية بمتابعة التطور فى أداء المنظمات غير الحكومية والتعاون بينها وبين اليونسكو . وبالنسبة لرؤيته لدور المنظمات غير الحكومية فى مصر، شدد مسعد على أن مشروع النهضة يرتكز على ثلاثة أعمدة وهى :العمل الحكومي والقطاع الخاص وتمكين المجتمع المدنى، معرباً عن اعتقاده أن تمكين المجتمع المدني يعد السبيل المؤثر للمساهمة فى النهوض بالوطن . وقال أنه اجتمع على هامش زيارته لباريس مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلو، لبحث امكانية عمل إطار موحد للشهادات الجامعية بناء على معايير تتفق عليها الدول الإسلامية لتسهيل التبادل العلمي، مشيراً إلى أن التعليم العالي يعد بلا شك جزء من نشاط المنظمة الإسلامية. وفيما يخص الصعوبات التى تواجه مسيرة التعليم فى مصر، أشار مسعد إلى أن أهم الأوليات هو رفع وتحسين جودة التعليم وتأهيل الخريجين، حيث أن الفجوة الحالية بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل ترقى إلى الدرجة المناسبة . وفي السياق ذاته، شدد وزير التعليم على أن الأمية تعد مشكلة خطيرة وهى من بين الموضوعات التى أثيرت مع مسئولى اليونسكو، مشيراً إلى أنه أكد على أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر وخاصة وأن اليونسكو بدأت هذا العام مشروعا فى هذا المجال مع المؤسسات المصرية المنوط بها هذا الأمر . وتابع ''نسبة الأمية فى مصر تكاد تقترب من نسبة ال 30% وهى تزيد فى الفئة العمرية الكبيرة وتقل فى الفئة الصغيرة''، مشدداً على ضرورة التغلب على هذه المشكلة باعتبارها تؤثر على الأداء العام للمجتمع، بالإضافة إلى كونها سمة غير حضارية لا تليق بمكانة مصر. وفيما يخص الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها الوزارة لتطوير منظومة التعليم العالي فى مصر فى مرحلة ما بعد الثورة، أكد مسعد أن استراتيجية الوزارة تركز على أربع نقاط رئيسية تتضمن زيادة الإتاحة بالنسبة لفرص التعليم العالي للشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 23 عاماً خاصة وأن نسبة القيد تعد منخفضة حالياً ونأمل أن ترتفع خلال ست سنوات وهو مايتطلب استثمارات حكومية فى جامعات تقليدية وغير تقليدية وكذلك تشجيع للمجتمع المدني للعمل فى مجال التعليم والتعاون مع جهات مختلفة تستطيع أن تمد مصر بالخبرة والدعم الفني اللازم. وأوضح وزير التعليم العالي الدكتور مصطفى مسعد أن الوزارة تركز أيضاً على ''التعليم عن بعد'' باعتبار أن له بعد فى مجال الاتاحة، بالإضافة إلى بعده الاقتصادي الهام، مشيراً إلى أن استراتيجية الوزارة تتضمن أيضاً عنصر الجودة، حيث هناك بالفعل برامج لرفع الجودة. وأضاف أنه بحث هذا الموضوع مع مسئولي اليونسكو من أجل تقييم ما يتم تنفيذه من برامج نعمل عليها منذ سنوات وهو ما يترتب عليه إعادة صياغة لجهود رفع جودة التعليم ليكون هناك استفادة قصوى من الاستثمارات التى تتم فى هذا القطاع، مشيراً إلى أهمية البحث العلمي باعتباره جزءاً أساسياً بالنسبة للتعليم العالي ويأتي في صورة تحسين البنية التحتية وتأهيل الباحثين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات وما يتبع ذلك من برامج بحثية مشتركة. وقال الوزير أن المحور المهم الأخر يكمن فى توسيع نطاق الطلاب العرب والأفارقة فى الاستفادة من التعليم الجامعي في مصر، حيث نشهد هذا العام إقبالاً جيداً من أفريقيا ودول عربية وهو ما يتفق مع توجه الوزارة . وأوضح أن الوزارة تعمل أيضا على تحسين المناخ الجامعى وأهم العناصر فيه هو تشجيع النشاط والعمل الطلابي، وتابع قائلاً '' نحن بصدد إصدار لائحة جديدة للطلاب قاموا هم باصدار معظمها وتقوم الوزارة بالتعاون معهم فى مراجعتها وصياغتها بشكل قانونى''. وأضاف أن العمل الطلابي يعد عاملاً رئيسياً فى بلورة شخصية الطالب خلال مدة دراسته بالجامعة وتتسق مع الروح الجديدة التي تسرى في الشعب المصرى والتى تطالب بحقوقها وتدافع عن قضيتها، مشيراً إلى أن ذلك يتم على مستوى الطلاب وكذلك على المستوى المركزى بالنسبة للوزارة، حيث أن من ضمن محاور اهتمامنا أيضاً بما يسمى بمعهد إعداد القادة الذى يزخر بامكانيات كبيرة نعمل على تطويرها حتى نستطيع أن نجعله مركزاً للنشاط الطلابي . وأوضح وزير التعليم العالي، أن اللائحة الطلابية الجديدة ستتضمن ما يسمى ب''إتحاد طلاب مصر''، كما يوجد اتجاه أيضاً لإنشاء ما يسمى ب ''إتحاد الطلاب العرب'' وتكون مصر مركزاً له . وفيما يتعلق بمشكلة ''جامعة النيل''، أكد الوزير أن هذه المشكلة لها جوانبها المعقدة سواء من الناحية القانونية أو العملية، موضحاً أن اللجنة الوزارية التي شكلت فى هذا الإطار والتي تضم خمسة وزراء كانت قد أصدرت توصيات ولكنها محل جدل وكانت أولوية اللجنة هى سرعة عودة الطلاب بأسرع وقت لكن الأمر يحتاج قدر من التباحث والمفاوضات وهى جارية حاليا مع جامعة النيل . وبالنسبة لتعليقه عما حدث خلال الأيام الأخيرة حيث إتهم البعض فى المدارس بإزدراء الأديان، قال مسعد ''إن موضوع إزدراء الأديان شئ وحرية التعبير شىء آخر''، مشدداً على ضرورة أن لا تعتمد الناس على حرية التعبير وتعطى لنفسها حرية إهانة الآخر