ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كافة الأطراف الاعتدال في الخلاف حول الفيلم المسيء للنبي محمد ، الذي أنتج في الولاياتالمتحدة وأثار احتجاجات عارمة اتسم بعضها بالعنف أمام عدة سفارات غربية في العديد من الدول الإسلامية. وفي الوقت نفسه أكدت ميركل خلال مؤتمر صحفي ببرلين اليوم الاثنين أن حماية السفارات الألمانية أمر "لا غنى عنه".
يذكر أن الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في السودان الجمعة الماضية ضد الفيلم المسيء للنبي استهدفت السفارة الألمانية في الخرطوم. وقالت ميركل: "العنف ليس وسيلة للمناقشة... إننا نؤيد التعايش السلمي للأديان سواء في ألمانيا أو في جميع أنحاء العالم".
وأضافت ميركل أن حرية التعبير في ألمانيا ذات قيمة عالية ، لكنها لها حدود أيضا.
تجدر الإشارة إلى أن حزب "من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف يخطط لعرض الفيلم المسيء للنبي محمد في نوفمبر المقبل في إحدى دور العرض السينمائي بالعاصمة الألمانية ، بحسب بيانات رئيس فرع الحزب في برلين لارس زايدنشتيكر. وفي سياق متصل ، أعربت ميركل عن تشككها إزاء إمكانية عرض الفيلم المسيء للنبي في ألمانيا ، موضحة أنه يتم حاليا دراسة ما إذا كان عرض هذا الفيلم قد يعرض أمن المواطنين للخطر.
وفي إشارة إلى حظر محتمل لعرض الفيلم في ألمانيا ، قالت ميركل: "يمكنني تصور وجود أسباب جيدة لذلك" ، إلا أنها أوضحت أن القضية لا زالت محل دراسة.
ومن جانبه يعتزم وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش حظر عرض الفيلم المسيء للنبي محمد في ألمانيا ، معلنا أنه سيسلك كافة الوسائل القانونية المتاحة لحظر بثه.
وقال دي ميزير في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم: "المطلوب الآن أن يتحلى الجميع بالذكاء وألا يتركوا أنفسهم عرضة للاستفزاز...الفيلم يتضمن سلسلة كاملة من انعدام الذوق وعدم مراعاة المشاعر الدينية ، وإنني أطالب لذلك بمزيد من الاحترام للمشاعر الدينية للأفراد ، سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو مسلمين".
وفي المقابل عارض ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين حظر عرض الفيلم ، حيث قال خبير الشئون الداخلية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، ديتر فيفلشبوتس ، في تصريحات لصحيفة "برلينر تاجس تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم: "المراعاة البحتة للسياسة الخارجية لا ينبغي أن تمتد إلى الإضرار بالحقوق الأساسية" ، مضيفا أنه ينبغي اللجوء للحظر كأداة أخي