استنكر وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، التظاهرة التي نظمت، أمس السبت، بالقرب من مقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بباريس احتجاجًا على الفيلم المسيئ للرسول (ص). وقال فالس - في مقابلة اليوم الأحد مع القناة الفرنسية الثانية ''فرانس 2'': ''إن تلك التظاهرة لن تتكرر في المستقبل''، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التساهل مع هذا الأمر، ولذا ''أعطيت تعليمات لكي لا يتكرر ذلك''. وأوضح وزير الداخلية الفرنسي أن هذا النوع من التظاهرات ''محظور''، متعهدًا بالتصدي بحزم لكل اعتداء أو دعوة إلى الحقد. وأضاف: ''بلدنا بحاجة إلى الهدوء. فلننظر إلى ما تسبب فيه هذا الفيلم الكاريكاتوري والبذئ الذي لا يطاق في العالم من قتل أشخاص واغتيال السفير الأمريكي في ليبيا الذي فعل الكثير من أجل تحرير هذا البلد''. وأوضح فالس أن في المجتمع الفرنسي هناك بعض الذين يستغلون مثل هذه الأحداث للنيل من الوئام الوطني والتعايش، فيما أكد تصميمه على ''استخدام كافة الوسائل التي يمنحها القانون لمكافحة خطاب الكراهية''. وحذر وزير الداخلية الفرنسي أنه لن يسمح بإقامة ''الصلاة في الشوارع'' أو وجود ''نساء منتقبات'' في الشارع أيضًا، كما لن يتم السماح باستخدام شعارات معادية، مضيفًا أنه سيتم اتخاذ إجراءات حازمة. وأشار فالس إلى أن الأشخاص الذين تظاهروا أمس بساحة ''الكونكورد'' بباريس والواقع أيضًا على مقربة من السفارة الأمريكية ضد الفيلم المسيئ ''كانوا من الشباب'' وأيضًا ''مجموعات صغيرة تدعو إلى الإسلام الراديكالي''، على حد قوله. وقد ذكر بالأحداث التي شهدتها مدينة ''تولوز'' الفرنسية من أعمال القتل التي ارتكبها محمد مراح باسم تنظيم القاعدة. وفي السياق ذاته، أمرت نيابة باريس فتح تحقيقًا بشأن التظاهرة التي نظمت أمس بالقرب من السفارة الأمريكية بباريس احتجاجًا على الفليم المسيئ مما أدى إلى اعتقال نحو 152 شخصًا. ويرتكز التحقيق - وفقًا للمصادر - على تنظيم ''مظاهرة غير مصرح بها في الشوارع'' لتحديد هوية المنظمين. وقد اعتقلت الشرطة الفرنسية أمس 152 شخصًا تظاهروا قرب السفارة الأمريكية في باريس في مظاهرة غير مرخص لها للاحتجاج على فيلم ''براءة المسلمين''، ونقلت الشرطة الموقوفين إلى مراكز الشرطة للتحقق من هوياتهم بينما تم احتجاز شخص لتعديه على موظفين من عناصر الشرطة والقيام بأعمال عنف مما أدى إلى إصابة أربعة من رجال الأمن بجروح طفيفة. وقالت الشرطة إن من بين الموقوفين مصريين وتونسيين وسوريين.