قالت وزارة الخارجية المصرية إن حادث تفجير سيارة دبلوماسي مصري بقنصلية مصر في بنغازي الليبية، دليلا جديدا على المخاطر التي تحيط بأعضاء وزارة الخارجية والعمل الدبلوماسي بصفة عامة. وجرى تفجير سيارة أحد الدبلوماسيين المصريين في مدينة بنغازي أمام منزله مساء الاثنين الماضي، ولم يسفر التفجير عن وقوع إصابات. كما قطع السفير أشرف شيحة قنصل مصر في بنغازي أجازته في مصر وعاد فجر الثلاثاء إلى ليبيا لمتابعة التحقيقات التي تجريها السلطات الليبية في الحادث. الإرهاب وأوضح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية في بيان يوم الأبعاء أن أول المخاطر التى تتهدد العمل الدبلوماسي، بصفة عامة، هى خطر الإرهاب؛ حيث سقط العديد من الدبلوماسيين المصريين ضحايا لهذه ''الآفة الإجرامية''. وأشار رشدي إلى السفير كمال الدين صلاح الذى لقي مصرعه فى الصومال عام 1957، والدبلوماسي نمير أحمدين خليل الذى لقي مصرعه فى باكستان عام 1995، انتهاء السفير إيهاب الشريف الذى تم اغتياله فى بغداد عام 2005. وأضاف المتحدث أنه كان هناك عمليات اختطاف لعدد من سفراء مصر فى الخارج فى الستينات والسبعينات، من بينهم حالات تم احتجازها لعدة أسابيع، ملفتا إلى أن السفارات والقنصليات المصرية بالخارج كثيرا ما تقع فى مرمى نيران الأطراف المتحاربة خلال الحروب الأهلية فى العديد من الدول. الحرب الأهلية اللبنانية وضرب رشدي مثالا بما حدث فى بيروت فى السبعينات، حيث سقط صاروخ عابر فى مكتب السفير المصري نفسه، كما تعرضت سفارتنا فى بيروت أيضا للقصف خلال حرب لبنان عام 2006، لكن السفارة استمرت فى القيام بواجبها وتمكنت من ترحيل عشرات الآلاف من المصريين إلى مصر لتأمينهم من العدوان الاسرائيلي، على حد قوله. وأشار إلى أن عمليات الترحيل هذه تلك جرت في فى زمن قياسي وفي ظل ظروف حرب مكتملة تماماً حيث استمر القصف الإسرائيلي 33 يوما وتركز على معاقل مقاتلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت والتي لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن السفارة المصرية. كما لفت أيضا إلى تعرض سفارات مصر فى كوت ديفوار ورواندا وبوروندى والكونغو وليبيا وأوغندا للقصف واحتجاز أعضائها وتهديدهم إبان الاضطرابات فى تلك الدول. غزو الكويت وترحيل المصريين وذكر المتحدث أن الغزو العراقى للكويت عام 1990 وضع السفارة المصرية فى كل من بغداد والكويت فى وضع شبه مستحيل، وخاصة فى الكويت؛ حيث رفضت مصر آنذاك إغلاق سفارتها أو إنزال العلم المصري. وأكد أن أعضاء السفارة في الكويت ظلوا يعملون لعدة شهور، بالتعاون مع السفارة المصرية فى بغداد، التى تعرضت لصنوف شتى من التضييق والاضطهاد وسوء المعاملة – على حد قوله - على ترحيل مئات الألوف من المصريين من البلدين، وذلك على الرغم من انقطاعهما عن العالم. وقال الوزير المفوض عمرو رشدي إن السفارة لم يكن أمامها سوى الطريق البرى إلى الأردن الذى يبلغ طوله أكثر من ألف كيلومتر، قطعها أعضاء السفارة المصرية عشرات المرات ذهابا وإيابا فى ظروف أمنية متردية للغاية لتأمين ترحيل المواطنين المصريين، بل وإعادة جثامين المتوفين منهم، كما جاء في البيان. وأشار المتحدث إلى أن تلك المخاطر تكتنف جميع أعضاء الوزارة بغض النظر عن نوعهم، حيث عملت العديد من سيدات الوزارة فى مناطق صعبة وتحملن ظروفا شاقة لم تعقهن عن أداء واجبهن بكل إخلاص . سطو وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الأخطار التى تحيط بالعمل الدبلوماسى لا تقتصر على حوادث الإرهاب فقط؛ حيث كثيرا ما يعمل الدبلوماسيون المصريون فى دول تفتقر إلى الأمن بصفة عامة وتسود فيها معدلات عالية من الجريمة. وقال المتحدث إنه وقعت بالفعل حالات سطو مسلح وعنف ضد دبلوماسيين مصريين، كان أبرزها مقتل دبلوماسى مصرى فى إحدى دول أمريكا اللاتينية منذ سنوات، ومقتل حارس أمن سفارة مصر فى دولة أفريقية قبل عامين، واقتحام منزل قنصل السفارة من قبل مسلحين وسرقته وترويعه هو وزوجته وأطفاله، واختطاف ابن ملحق إداري والإفراج عنه بعد دفع فدية باهظة. مخاطر صحية وأضاف المتحدث، أن المخاطر التى تحيط بأعضاء وزارة الخارجية وأسرهم تمتد أيضا إلى الجانب الصحي، حيث يعمل عدد لا يستهان به منهم فى مناطق تضربها الأمراض والأوبئة وتفتقر لأبسط شروط الرعاية الصحية. ومن أبرز الحالات فى هذا الشأن – بحسب البيان - وفاة ملحق إداري مصري في إحدى الدول الأفريقية قبل سنوات جراء تلقيه حقنة ملوثة فى إحدى المستشفيات المحلية. وأكد الوزير المفوض عمرو رشدي على أن ''كل تلك الصعاب لم ولن تفت فى عضد أعضاء وزارة الخارجية أو توهن صلابة عزمهم على القيام بدورهم وأداء واجبهم نحو تمثيل مصر أمام العالم الخارجى ورعاية المصريين فى الخارج''.