قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء القدم والعسالي في مدينة دمشق تعرضت للقصف بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، فيما اقتحمت القوات الحكومية بلدة شبعا في ريف دمشق بعد قصفها بالمدفعية والطائرات المروحية. وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة أمس على حي الميدان في العاصمة ونشرت قواتها في عدد من الأحياء التي شهدت إضرابات. وتحدث المرصد أيضا عن اشتباكات عنيفة تدور في حي صلاح الدين بمدينة حلب بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية. وأفاد معارضون أيضا بقصف أحياء مدينة حمص وبسماع أصوات انفجارات قرب فرع أمن الدولة في دير الزور. وقدرت مصادر المعارضة ان أكثر من مئتي شخص قتلوا في أحدث المعارك بين القوات النظامية و المعارضة المسلحة غالبيتهم في دمشق. انشقاق من ناحية أخرى، أعلن دبلوماسي تركي أن ثلاثة من كبار الضباط في الجيش السوري عبروا الحدود الى الأراضي التركية بعد انشقاقهم. وقال الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن هويته، إن عشرة ضباط بينهم جنرال قد فروا الى تركيا الليلة البارحة. وقد تدفق آلاف اللاجئين السوريين على الدول المجاورة هربا من العنف المستعر في بلادهم. وقالت المفوضية العليا لغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 30 الف لاجئ سوري فروا الى لبنان في ال 48 ساعة الأخيرة، ما يعد زيادة كبيرة لعدد الفارين من البلاد. وتقول التقارير الإخبارية إن أعدادا أخرى من اللاجئين فرت باتجاه الحدود مع الأردن وتركيا والعراق. وفي وقت لاحق، قرر مجلس الامن التابع للأمم المتحدة تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا 30 يوما. وصدق المجلس بالإجماع في جلسة عقدها الجمعة على قرار تمديد عمل فرق المراقبين التي كان قرار نشرها جزءا من خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لإحلال السلم في سوريا. وتتكون هذه الفرق من 300 مراقب كان من المفروض ان يشرفوا على التزام الاطراف بقرار لوقف اطلاق النار كان مقررا له ان يسري اعتبارا من الثاني عشر من أبريل. وقد علقت معظم نشاطات المراقبين في السادس عشر من يونيو نظرا للمخاوف من اشتداد وتيرة العنف. لاجئون وقالت المنظمة إن الحدود السورية ما زالت مفتوحة ولكنها لا يمكنها التيقن من تقارير عن سيطرة المعارضة السورية المسلحة على نقاط حدودية رئيسة على الحدود مع تركيا ولبنان. وقالت مليسا فليمينغ كبيرة المتحدثين باسم المفوضية في مؤتمر صحفي في جنييف ''لدينا تقارير نحاول التيقن منها عن آلاف السوريين الذين عبروا الحدود ليلا وبالأمس الى لبنان. حتى الان تتراوح التقارير بين 8500 و30 الف شخص عبروا الحدود الى لبنان خلال ال 48 ساعة الاخيرة''. واضافت ''الحدود ما زالت مفتوحة يستمر وصول الناس إلى تركيا والأردن ويستمر تدفق الناس الى لبنان وبأعداد متزايدة الى العراق''. واضافت فليمينغ أن نحو 80 حافلة تقل لاجئين عراقيين عبرت الحدود من سوريا إلى العراق في الأيام القليلة الماضية. ومن جانب آخر، قال مسؤول تركي إن عميدا في الجيش السوري و20 ضابطا كانوا من بين 710 أشخاص هربوا من سوريا إلى تركيا قبيل فجر الجمعة. واضاف المسؤول إن الانشقاقات الجديدة أوصلت عدد الجنرالات السوريين الذين فروا الى تركيا الى 22 جنرالا. ويبلغ العدد الاجمالي للاجئين السوريين المسجلين الذين فروا إلى تركيا إلى 43387 لاجئ. ونفى التلفزيون السوري الرسمي موافقة بشار الأسد على ترك السلطة في بلاده ''بشكل متحضر'' كما تردد في بعض وسائل الإعلام. وكان السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف قد اعلن الجمعة أن بشار الأسد ''يوافق على التنحي'' ولكن ''بطريقة حضارية'' وجاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة فرنسا الدولية. وقال اورلوف إنه ''عند انعقاد اجتماع مجموعة العمل في جنيف في 30 يونيو نص بيان ختامي على مرحلة انتقالية الى نظام اكثر ديموقراطية'' مشيرا إلى أن ''الأسد قبل'' بذلك واختار ممثلا له في الحوار وأضاف ''انه يوافق على التنحي ولكن بطريقة حضارية''. وجاء تفجير مقر المخابرات السورية بعيد اعلان المعارضة السورية المسلحة هجوما شاملا على العاصمة واطلقوا عليه اسهم ''عملية بركاندمشق''. وانفجر العنف في مناطق شتى من دمشق منذ يوم الأحد. واثر أحدث اشتعال للقتال في دمشق، اعلنت وسائل الإعلام الرسمية ''تطهير'' منقطة الميدان من ''الإرهابيين''. وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها انسحبت من منقطة الميدان أثر تعرضها لهجوم. ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض قال إن حي جوبر في دمشق شهد اشتباكات وقصفا مما أدى الى إصابة عدد من المدنيين، فيما تتعرض مدينة داريا في ريف دمشق للقصف وكذلك سهل مضايا والزبداني. كما تمكنت المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد من السيطرة على العديد من النقاط الحدودية على الحدود الشرقية مع العراق وعلى الحدود الشمالية مع تركيا. طائرات روسية ومن جانب آخر، ذكرت وكالة انترفاكس الروسية الجمعة نقلا عن مصدر عسكري ودبلوماسي ان روسيا قررت ''أرجاء'' تسليم شحنة المروحيات القتالية الى سوريا حتى ''عودة الوضع الطبيعي'' في البلاد. وتابع المصدر ان ''قرار ارجاء تسليم المروحيات الى سوريا مرتبط بتدهور الوضع العسكري والسياسي في البلاد وبالاعتداء الإرهابي الذي قتل او جرح فيه عدد كبير من القادة العسكريين الكبار وتكثف الاعمال العسكرية للمعارضة''. واضاف انه ''في هذه الظروف لا تستطيع السلطات ضمان تسلم المروحيات بكل امان''، مؤكدا ان ''المروحيات وانظمة الدفاعات الجوية ستسلم الى سوريا بعد عودة الوضع الى طبيعته هناك''.