أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي اليوم السبت خلال الاحتفال الشعبي الذى أقيم في جامعة القاهرة بمناسبة تنصيبه رئيسا لمصر عقب أدائه اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية العليا، أن مصر لن تعود للوراء ابدا، مثنيا على دور القضاء والقوات المسلحة والشرطة في العملية الانتخابية البرلمانية والرئاسية، وأكد أيضا على عودة المؤسسات المنتخبة وكذلك عودة الجيش لمهمته الرئيسية في حماية البلاد. وشهد الاحتفال المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري، الأعلى والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس العسكري ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية العليا، والدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة تسيير الأعمال ولفيف كبير من القيادات التنفيذية والشعبية، عللا رأسهم الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل وعمرو موسى المرشح الرئاسة السابق وعدد من أسر شهداء الثورة. الله أكبر فوق الجميع قال الرئيس محمد مرسي في مستهل كلمته: بسم الله الرحمن الرحيم ..والحمد الله رب العالمين ..والله أكبر فوق الجميع ..'قل بفضل الله وبرحمته وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون' ..الشعب المصري العظيم ..الحفل الكريم ..الحضور الكرام السيدات والسادة أحييكم جميعا بالتحية الخالدة ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تابع مرسي قائلا ''إلى ابنائي طلاب جامعة القاهرة الذين أجلت امتحاناتهم اليوم، وهم فقط في كليتي الحقوق والآداب وسوف يؤدون الامتحان في الفترة المسائية.. وتأجل الامتحان الذي كان في الصباح إلى يوم الخميس 11 من شهر يوليو المقبل، فأرجو أن يتقبلوا مني اعتذاري عن تأجيل امتحاناتهم''.
جامعة الأمة وأضاف: ''أرحب بكم جميعا ايها الاخوة ونحن في جامعة القاهرة التي تعد جامعة الأمة التي كانت أولى خطواتي للتعليم العالي في رحابها والتي أشرف بالانتماء اليها طالبا ومعيدا ومدرسا مساعدا ثم بعد ذلك رحلة الدراسات العليا فإنني أشرف بهذا الانتماء لجامعة القاهرة.. جامعة القاهرة معهد العلم العريق حيث التعليم والبحث العلمي والعلماء الاجلاء في كافة المجالات'' .
وقال الرئيس الدكتور محمد مرسي: ''هانحن نبدأ معا مرحلة جديدة في تاريخ مصر نطوي بها صفحة ونستفتح بها صفحة مضيئة ان شاء الله، نسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين حيث عاشت مصر عصور ازدهار نفخر بها ويفخر بها ملايين العرب والمسلمين كما عانت احيانا لحظات انكسار سنعمل بقوة على الا يعود.. فمصر لن تعود إلى الوراء.. لن تعود إلى الوراء''.
وتابع مرسي: ''السيدات والسادة لقد انجز الشعب المصري بفضل الله تعالى ثم بتضحيات شهدائه الابرار انجازات عظيمة سنحافظ عليها.. ولن نفرط فيها ابدا لأنها ولدت من رحم المعاناة وتكبد الشعب فيها مئات الارواح وآلاف الجرحى''. تأسيسية الدستور وأوضح: ''لقد فرض الشعب المصري إرادته وسيادته ومارس لأول مرة في تاريخه الحديث سلطاته الكاملة فانتخب مجلسا للشعب ومجلسا للشورى في انتخابات حرة نزيهة عكست تمثيلا حقيقيا لكافة مكونات المجتمع المصري واختار البرلمان المنتخب جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد لمصر.. بدأت هذه الجمعية عملها وستستعين وانا على يقين من ذلك بكافة الخبراء في كل الاتجاهات ليأتي الدستور معبرا عن التوافق الوطني ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية ومحافظا على هوية الامة والمقومات الاساسية للمجتمع وحارسا للحريات العامة والخاصة''.
وقال الرئيس محمد مرسي: ''دستور يقوم على الحق والعدل والقانون ويحمي استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والابداع.. دستور يحقق العدل الاجتماعي وينقل مصر إلى مصاف الدول الحديثة التي يكون الحاكم فيها أجيرا عند الامة وخادما للشعب''.
حكما بين السلطات وأضاف الرئيس مرسي: ''سيكون في مصر الجديدة: الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب وهذه من أولى مهماتي معكم حكما بين السلطات راعيا للدستور والقانون وبعد أن أولاني الشعب ثقته في انتخابات حرة نزيهة أشرف عليها قضاة مصر العظام العدول وحرستها القوات المسلحة ورجال الشرطة الامناء وأعلن شيوخ القضاء المصري نتيجتها النزيهة التي جاءت بها صناديق الانتخاب''.
وتابع الرئيس محمد مرسي: ''يا أبناء مصر جميعا أعاهد الله وأعاهدكم وأقسم بالله العظيم أن احافظ مخلصا على النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وأن ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة.. وأن احافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، ومن تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه واستقلاله.. حيث أنه من الضروري أن احافظ على القوات المسلحة والشرطة والقضاء وأن أحافظ على كل أبناء مصر وشعبها''.
وأضاف الرئيس محمد مرسي: ''السيدات والسادة سوف أبذل كل جهدي للحفاظ على أمننا القومي وحماية حدود هذا الوطن مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه الذي يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومي''.
وتابع: 'وأعاهد الله تعالى أن أحافظ على هذه المؤسسة واحافظ على أبنائها جندا وقيادات وأن اعلى من شأنها وأن ادعمها وأن اتخذ كل الوسائل والاسباب لتكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون الشعب معها في كل ما تعمل أن شاء الله''.
وزاد: ''أعاهد الله واعاهدكم والعالم يسمع ويرى والله فوق الجميع يسمع ويرى على أن يكون أمن البلاد واستقرارها نصب عيني ومسؤوليتي مع رجال الشرطة الاوفياء الذين نذروا انفسهم لحماية الارواح والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة وأن نستكمل معا استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل.. وأن يحصل كل مصري ومصرية على حقه أمام منصة العدالة العالية'.
وأكد الدكتور مرسي 'لقد وفى المجلس الاعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذي اخذه على نفسه الا يكون بديلا عن الإرادة الشعبية'.
وقال: ''إن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها ويعود الجيش المصري العظيم ليتفرغ إلى مهمته لحماية أمن وحدود الوطن والحفاظ على قواتنا المسلحة قوية عزيزة متماسكة تعمل مع باقي مؤسسات الدولة في إطار الدستور والقانون فتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت وما تكبدوه من مشاق''.
وأكمل: ''إن النهوض بمصر هي مسؤوليتنا جميعا لا مجال للانتظار فمصر في حاجة ماسة إلى كل يد تبني مستقبلها المشرق.. وان الامم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بمشاركة كل ابنائها والتعاون المثمر بين المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى هذا الاساس فإننا سنفتح الافاق في الفترة المقبلة لتمكين المجتمع بكل مكوناته وفئاته وتوسيع دور المجتمع الاهلي والمدني للمساهمة بجد في كل قضايا الوطن''.
وأضاف مرسي: ''إنني من موقعي هذا اتعهد أمام المصريين جميعا بأن تقوم الدولة بكامل مسئولياتها تجاه المجتمع وتجاه أبناء مصر في الداخل والخارج ..وان تسهر على ما يخص امنه واستقراره وسلامته.. وأن ترعى كل فئات هذا المجتمع وأبذل غاية وسعى لدعم وسائل التعاون والمحبة بين كل أطياف هذا المجتمع المصري الاصيل وتفعيل مفهوم المواطنة بين المصريين جميعا''.
وأوضح: ''اننا بحاجة ماسة إلى إزالة اثار الفوضى في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي هذه الفوضى التي أسهم فيها النظام السابق على مدار العقود المنصرمة.. ولابد أن نحقق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والامن للمجتمع المصري''. وقال الرئيس الدكتور مرسي: ''السيدات والسادة.. إن الأمة المصرية على طول تاريخها قامت بدور الحارس الامين على مسار الدولة فان حاد النظام الحاكم على المسار التاريخي الحضاري فان هذا الشعب قادر على تقويمه، وها هو الشعب المصري الاصيل الذي خرج ثائرا ..في ميادين العزة والكرامة.. في ميادين الشهداء.. في ميادين التحرير وكل ميادين مصر ''.
وأكد: 'استطاع هذا الشعب تقويم مسار السلطة بل أسقط هذه السلطة الظالمة بشكل سلمي حضاري ضاربا بذلك أروع النماذج التي عرفتها الامم في رقابة المجتمع على السلطة الحاكمة''. وقال: 'أنني من هذا المنطلق أقول لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية إلى مسارات اخرى أن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة ولا اريده أن يقبل'.
وأكمل: 'أعاهد الله وأعاهدكم بان أبذل غاية الوسع والطاقة للحفاظ على الدولة المصرية وإصلاحها بما يجعل مؤسساتها أكثر تعبيرا عن المصريين وقربا منهم وأن تعمل أجهزة الدول على حماية ورعاية مصالح المواطنين في الداخل والخراج باعتبار ان المواطن المصري هو محور اهتمامها وهو العمود الفقري لتنمية الشاملة.
وقال: 'أيها الشعب المصري العظيم أن النظام السابق فرط في أمن مصر القومي وأدى إلى تقزيم دورها الدولي والإقليمي ولكننا نقول اليوم اننا سوف نبني مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القومي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في الدوائر العربية والاسلامية والافريقية والدولية'.
وزاد: 'إننا نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل قبلها ومعها رسالة حق وعدل.. وكما تعهدنا دوما نؤكد على احترام التزامات الدولة المصرية في المعاهدات والاتفاقيات الدولية.. انني اعلن من هنا أن مصر الشعب والامة والحكومة ومؤسسة الرئاسة تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه المشروعة، وسنعمل على اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ليكون الشعب الفلسطيني صفا واحدا لاستعادة أرضه وسيادته'.
وأكد: 'نحن لا نصدر الثورة.. المصريون لا يصدرون الثورة، ولا نتدخل في شئون أحد ولا نسمح في نفس الوقت أن يتدخل أحدا في شئوننا .. إذا كنا الان في مصر نبني مصرنا الجديدة فإننا لا ننفك ابدا على أمتنا العربية والاسلامية ولا نعادى أحد في هذا العالم'. سوريا وفلسطين كما اكد: 'نحن نعلن دائما كمصريين تأييدنا للشعوب في حصول على حريتها وأن تحكم نفسها بنفسها هذه هي المبادئ العامة التي يؤمن بها جميع الناس في العالم مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطيني وأيضا للشعب السوري'. وقال ''يجب أن يتوقف نزيف الدم الذي يراق للشعب السوري.. الشعب الشقيق في سوريا.. نحن نريد لهذا الدم أن يتوقف، وسنبذل قصار جهدنا لأن يتوقف نزيف الدم في المستقبل القريب إن شاء الله، وسنعمل بكل جديه من أجل تفعيل منظومة العمل العربي المشترك وما يستوجبه ذلك من تطوير في إطار الجامعة العربية، واتفاقية الدفاع العربي المشترك، والسوق العربية المشتركة''.
وزاد: ''كل الدول العربية في حاجة لهذا، وكلهم حريصون على ذلك، ومصر هي الرائدة دائما، وإذا نهضت نهض العرب جميعا إن شاء الله. إن مصر في عهدها الجديد لن تقبل أي انتهاك للأمن القومي العربي، وستكون دئما في صف السلام الشامل العادل، ولن تلجأ أبدا لسياسات العدوان، وستقف قوية صلبة في وجه التحديات والأخطار التي تهددها''.
وقال: ''السيدات والسادة أيها المواطنون في كل مكان.. الحضور الكرام الذين أحبهم وأقدرهم، وأسعى دائما أن أكون منهم، ودليلا لهم إلى مصر الجديدة ..أيها المواطنون في كل مكان.. كان قدر مصر منذ الأبد أن تكون رائدة وستصبح بسواعد أبنائها في ميادين العمل والإنتاج قادرة على الاستجابة لقدرها إن شاء الله''.
استعادة السياحة وأكد: ''سنعمل معا على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته، واستعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير على الاقتصاد المصري وعلى كل مواطن في مصر، سنرسم معا مستقبلا زاهرا إن شاء الله لأولادنا وأحفادنا مسلمين ومسيحين، لتعود مصر عزيزة قوية ولتستكمل أهداف ثورتها، ولنستكمل معا أهداف ثورتنا ونحقق معا الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية''. وقال مرسي 'أرسل إليكم أحبائي جميعا تحية من القلب، وأعاهدكم ألا أخون الله فيكم .. لن أخون وطني أبدا.. لن أخون أهلي أبدا، سأكون بحول الله وعونه عند ظنكم ومطالبكم ورغباتكم وإرادتكم .
ورد على أسر الشهداء التي قاطعته وقال: ''الشهداء ذكرت وأكرر (دماء الشهداء ومئات الجرحى والمصابين حق في رقبتي حتى يؤخذ القصاص العادل لهم)، ننظر إلى الأمام ولا ننظر إلى الخلف أو أسفل الأقدام ونمضى إلى العمل والإنتاج ، وإن غد لناظره قريب، 'وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون' .. صدق الله العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'' ====== اقرأ ايضا: مرسي : سأبذل قصاري جهدي لتحرير كافة المعتقلين