رفضت الهند شركات أمريكية في إطار عروض للفوز بعقد قيمته 11 مليار دولار لشراء مقاتلات واختارت بدلا من ذلك شركات أوروبية في خطوة قد تؤثر على علاقاتها مع الولاياتالمتحدة بينما تعمل على توسعة علاقاتها الاستراتيجية مع مناطق أخرى. ويأتي الرفض رغم محاولات التأثير من الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال زيارته للهند قبل خمسة أشهر ويتزامن مع استقالة غير متوقعة للسفير الامريكي في الهند الذي تحدث عن "اعتبارات شخصية ومهنية وأسرية" في بيان يوم الخميس. ورفضت السفارة الامريكية في الهند التعقيب عما اذا كانت استقالة تيموثي رومر مرتبطة بقرار رفض الشركات الامريكية وأحالت متحدثة باسم السفارة الأسئلة الى بيان منشور على موقعها على الانترنت. وقال مصدر في وزارة الدفاع الهندية لرويترز ان الطائرة اف-16 التي تنتجها لوكهيد مارتن والطائرة اف/ايه-18 سوبر هورنيت التي تنتجها بوينج لم تنطبق عليهما المواصفات الفنية التي أعلنت عنها القوات الجوية الهندية. وقال كانوال سيبال وهو وكيل سابق في وزارة الخارجية الهندية " الامريكيون لن يكونوا مسرورين على الاطلاق وسيقول مؤيدو العقد ان الهند لم تأخذ في اعتبارها بشكل كاف العلاقة السياسية مع الولاياتالمتحدة." وأضاف "هذه انتكاسة سياسية للعلاقات." وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد نهاية الحرب الباردة وهو الوقت الذي كان يعتبر أن الهند تقترب فيه أكثر للاتحاد السوفيتي. ووقع البلدان على اتفاق تاريخي للتعاون النووي في المجال المدني عام 2007 ووعد أوباما في العام الماضي بمساندة سعي الهند الى الحصول على مقعد دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة خلال زيارة كان يرافقه خلالها 200 من كبار رجال الاعمال. لكن ما زال هناك مشاعر ريبة. وتسعى الهند جاهدة لتوسيع قاعدة علاقاتها الدبلوماسية اذ تتعاون مع الصين وروسيا وغيرهما من القوى الناشئة لتجنب اعتبارها جزءا من المعسكر الامريكي. كما أن الهند غير مستعدة للالتزام بقدر أكبر من الروابط الدفاعية بما في ذلك التدريبات العسكرية والدوريات المشتركة. والطائرتان اللتان اختارتهما الهند للمفاضلة بينهما هما المقاتلة تايفون التي تصنعها يوروفايتر -وهي كونسورتيوم تابع للشركة الاوروبية للدفاع الجوي والفضاء يمثل المانيا واسبانيا وبي.ايه.اي سيستمز البريطانية وفينميكانيكا الايطالية والاخرى هي رافال التي تصنعها شركة داسو.