في مفاجأة غير متوقعة من جميع المدعين بالحق المدني في محاكمة 24 متهما في قضية موقعة الجمل بالتنازل في الادعاء عن المتهم الرابع فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، والمتهم ماجد الشربيني. كانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مصطفي عبد الله بدأت نظر ثاني جلسات محاكمة المتهمين بقضية موقعة الجمل، وقبل بدء الجلسة حاول عددا من المتظاهرين بمنع رئيس المحكمة من دخول قاعة المداولة حيث وقفوا أمام الباب الرئيسي للقاعة مرددين هتافات مصطفي عبدالله ظالم وحضر اللواء محسن مراد مدير امن القاهرة وتم السيطرة علي المتظاهرين وإخراجهم بالقوة من ساحة المحكمة. وطلب رئيس المحكمة النداء على المتهمين داخل القفص وطلب مشاهدتهم بإبعاد الحراس الموجودين امام القفص. ورد المتهم رجب حميدة على المحكمة بقوله: يا افندم أنا موجود و''أصبر وماصبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون''. بينما رد المتهم محمد عودة فرد افندم ، مظلوم وحسبي الله ونعم الوكيل ونريد استمرار المحاكمة ليل نهار لأننا نثق في موقفنا وبراءتنا. واستمعت المحكمة إلى المدعين بالحق المدني وطالبوا بضبط وإحضار المتهم مرتضى منصور ونجله، وأعلن التنازل عن الدعوى المدنية ضد كلا من المتهم الثاني ماجد الشربيني والمتهم الرابع احمد فتحي سرور، قائلا: التنازل من منطلق معرفتي الشخصية بهم واستحيى إقامة دعوى ضدهم. وهنا نشبت مشادة كلامية بين احد المدعين بالحق المدني ومحامى المتهم مرتضى منصور الذى رد بقوله: وأنت مالك ييجي أو ما يجيش المحكمة هي اللي تفصل. وتقدم فتحي أبو الحسن احد المدعين بالحق المدني بطلب موقع من 10 محامين يتمسك فيه بهيئة المحكمة للفصل في المحاكمة حتى نهايتها، كما طلب موافقة الهيئة على طلب لمحكمة استئناف القاهرة وقدم حافظة مستندات من شهادة موثقة بالشهر العقاري عن القائم بأعمال مدير مكتب مساعد مدير الأمن السابق إسماعيل الشاعر ثابت بها أشراف الشاعر عن حشد آلاف البلطجية لميدان التحرير عن طريق إغلاق جميع مداخل القاهرة الكبرى وكذلك البلاغ المقدم للنائب العام رقم 322 ضد رئيس الوزراء الأسبق احمد شفيق ووزير الداخلية الأسبق محمود وجدي ومدير امن القاهرة السابق اللواء إسماعيل الشاعر واللواء أمين عز الدين مدير مباحث القاهرة وقت الثورة وجميع ضباط مباحث أقسام القاهرة الكبرى يوم 2 فبراير 2011. وطلب المدعين بالحق المدني استدعاء كل من وزير الكهرباء الحالي حسن يونس للإدلاء بشهادته عمن أمره بقطع الكهرباء عن ميدان التحرير يوم موقعة الجمل وما إذا كان اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق هو صاحب القرار أو غيره. وصمم على طلب كل من مصطفى بكرى وحسام بدراوي والفريق سامي عنان والفريق احمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية. واستمعت المحكمة إلى جميل سعيد محامى المتهم الأول صفوت الشريف وطلب بإخلاء سبيل كل من المتهم الأول والثالث والسابع عشر والثامن عشر، ودفع جميل سعيد ببطلان الحبس الاحتياطي وفقا للقانون قائلا ''إن الحبس صدر من قاضي غير مختص''، وطلب بوقف نظر الدعوي لحين الفصل في طلب الرد والخصومات مع إحالة القضية إلى محكمة الاستئناف حتى تحال إلى دائرة أخرى. وأوضح محسن حافظ المحامى عن المتهم العاشر مرتضى منصور أن موكله يعتذر عن الحضور بوجود خصومة بينه وبين الهيئة الموقرة، وأنه يتهم رئيس المحكمة بالتزوير، قائلا له أنه أثناء انعقاد الجمعية العمومية حدثت بينكم مشاجرة فرفض القاضي وهو غاضبا وقال له ''لم أتشاجر معه وإنما حدث مجرد مشادة كلامية''. وأصر القاضي على وصف مرتضى بمحضر الجلسة بأنه ''المتهم العاشر'' وكذلك ''الإدعاء'' وليس الاتهام بالتزوير. وفى هذه الأثناء صرخ محمد عودة ورجب حميدة وعدد من المتهمين من داخل القفص: إحنا محبوسين احتياطي بقالنا سنة ومرتضى بره بيلعب بالقانون اعملوا معروف اعملوا معروف وإحنا متمسكين بالمحكمة وحسبي الله ونعم الوكيل، بقالنا سنة محبوسين بيوتنا اتخربت، وقال حميدة: المتورطون يخافون العدالة. ورد القاضي على عودة: ما تتكلمش تاني يا عمدة وعدالة ربنا فوق كل شيء. وشهدت الساحة الخارجية للمحكمة هتافات بعض الشباب المنتمين للمتهم العاشر مرتضى منصور بين الحين والآخر: ''عايزين قاضي عادل'' و''مش عايزين غير العدل'' و ''ياعبد الله قول الحق إنت ظالم ولا لأ'' و''مصطفى عبد الله باطل''، و''انت ماسك فيها ليه.. أنت عايز منها ايه''. وطالب محامى المتهم رجب حميدة بإخلاء سبيل موكله لظروفه الصحية السيئة مؤكدا أن لجنة الصحة بمجلس الشعب عندما زارت السجن أبدت استغرابها من وجوده على هذه الحالة الصحية السيئة. ونفى صلة حميدة بالأحداث مؤكدا انه لم يكن عضوا بالحزب الوطني وانه مجرد مواطن مصري معارض لنظام مبارك، مبديا تخوفه من أن تؤدي الأمراض التي يعانى منها موكله بحياته داخل السجن. أما المتهم سعيد عبد الخالق فأكد للمحكمة انه ليس له علاقة بالهتافات التي شهدتها قاعة المحكمة بجلسة الأمس وأنه تم الزج باسمه فيها تشويها لسمعته، وناشد المحكمة الإفراج عنه: قائلا: ''ياريس أنا وكيل نقابة المحامين الأسبق ومحبوس من 10 شهور وبيتي اتخرب ومكتبي اتقفل، ياريس أنا ما شوفتش بنتي بقالي 10 شهور عشان مكسوف اجيبها تشوفني وأنا في الحال ده''. وقام المتهم محمد عودة بإرسال ورقة لرئيس المحكمة: قائلا وهو يبكى ''الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور''، لم تعلن المحكمة ما جاء بها. وقالت المتهمة عائشة عبد الهادي، وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة، إنها تؤمن بعدالة المحكمة ونزاهة القضاء المصري، وتمنت أن يكون الحكم إرضاء لضمائر هيئة المحكمة وكذلك المتهمين، قائلة: كان يجب إلا نكون هنا، وفقكم الله وشكرا. وقال المتهم الأول صفوت الشريف: أرجو ألا يفهم خطئا أي شك في الثقة اللانهائية في عدالة القضاء وعدالتكم، عام كامل دون أدنى اتهام بعد أن جلست مع قاضى التحقيق 45 دقيقة دون كلمات لا أستطيع أن اذكرها وأثق ثقة كاملة في هيئة المحكمة ولا يجب أن نستمع إلى من يريد تعطيل العدالة والثقة فيكم كبيرة والله يوفقكم. المتهم الثاني: ماجد الشربيني قال ''أؤكد لسيادتك أننا نثق في الهيئة الموقرة ثقة كاملة والله سيظهر الحق على أيديكم وأؤكد لكم أنني وصلت إلى هذا المكان دون أي إشارة أو دليل إلا أن شاهدا واحدا قال لقد سمعت وحسبي الله ونعم الوكيل والله اكبر ولله الحمد. المتهم الرابع أحمد فتحي سرور طلب الحديث معبرا عن اشتياقه لرؤية هيئة المحكمة وقال: سيدي الرئيس أنا المتهم الرابع أحمد فتحي سرور ولقد عمل المتآمرون على هدم تاريخي. ألفت في جميع فروع القانون الجنائي وأنا أستاذ رجال القانون الجنائي جميعا ورمز للقانون في مصر واشهر مؤلفاتي للمواجهات الجنائية للإرهاب وترجم للانجليزية والفرنسية ويتهمني المتآمرون بجرائم إرهابية عن طريق الاستماع لبلطجية وأنه من تعريف المحكمة الدستورية أنه يهدد''. وتابع: ''أنا ضحية مؤامرة وليست على مصر ومنشآتها إنما رجالاتها احمد فتحي سرور الذي رأس الاتحاد البرلماني العربي و12 عاما للمعهد الدول للقانون الفرانكفونية خلفا لرئيس وزراء فرنسا الأسبق ومحكمة النقض تؤكد أن الشاهد السماعي يجب أن يتأكد من مصدره ويتفق مع واقع الدعوة وأين هؤلاء المجهولون وقد استمعت المحكمة إلى الفيلم الذي ذكر فيه أنا قلت الأسماء اللي انتوا قولتولي عليها وأقول مرحبا بالنيابة العامة لأننا لم نرى من قاضي التحقيق إلا عدم حياد''. وأضاف: ''أنا الذي أتيت بالنص الذي يجيز الحبس الاحتياطي وكذلك التعويض عنه، وأنها مؤامرة على رجال مصر والركن القائم الوحيد القضاء المصري وانتم رمز للقضاء وعام قضيته حزينا في مكاني وانتظر لقائكم واستمحيكم عذرا من هذا الحماس واشتقت لرؤيتكم للإفراج عني''، ودوت القاعة بالتصفيق عقب إنهائه كلمته. عائشة عبد الهادي: اقسم بالله أن قلبي ينزف دما على مصر لما يحدث لها وعمال مصر الذين كنت أدافع عنهم بكل مصداقية من اجل حياة كريمة ويشهد مجلس الوزراء أنني كنت دائما أدافع عن المظلومين والحياة الاجتماعية وكنت أود أنا ومجاور أن يكونوا في أحسن حال وموقفنا هنا ابتلاء ونحن على ثقة أن الله سينصرنا والهيئة الموقرة تمثل العدل على الأرض لرفع الظلم ونرجو أن يوفقكم الله لان يكون العدل غايتكم. حسن مجاور: بسم الله الرحمن الرحيم، قلت في مؤتمر لاتحاد العمال بالمغرب ورجعت يوم 28 يناير واجتمعت بجميع القيادات العمالية لمنع حرق مصر من مصانع وأراضي زراعية وبنوك وتوجهت أنا والأخت عائشة عبد الهادي وكنا في الطريق لمبنى الأهرام ونحمل فقط علم مصر ولم نكن نؤيد مبارك أو نظامه، وتعرضت لحالة إغماء دخلت على إثرها لمبنى الأهرام وقاموا بعض الصحفيين بإحضار مياه وإفاقتي وجاء السائق لي ونقلني إلى منزلي وتم توقيع الكشف الطبي علي وتبين أن ضغطي 170\110 ، وعندما تم إستدعائي في القضية أحضرت جميع الكشوف الطبية لكن قاضي التحقيق لم ينظر إليها. وتابع وهو ينهمر في البكاء: أنا اتبهدلت ومحطوط في سجن شديد الحراسة ومش عارف ليه وابني واخويا توفيا ولم يوافقوا على خروجي لحضور جنازة أي احد لأنني ليس لي أحد إلا الله وأنتوا، وحسبي الله ونعم الوكيل ولا إله إلا الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وقال المتهم أحمد شيحة: زج بي في القضية الوهمية من بلاغ كاذب ونثق في عدالة المحكمة وعلى يديكم سيظهر الزيف من الحق. وأضاف المتهم وليد ضياء قائلا: سيادة المستشار أن الأقدار شاءت أن أكون أنا وأسرتي ضحية حراك سياسي يحدث في مصر في ثورة 1952 أخذت أرض جدي ووالدي وفى 1969 تم عزل والدي من منصبه القضائي وأنا هنا أحاكم في قضية لم اعرف لماذا، فقد ذهبت بالفعل إلى ميدان مصطفى محمود ولم اعرف شيئا عن مادار في ميدان التحرير. وتابع المتهم رجب حميدة: سيادة الريس، لن تتحول ساحات القضاء المصري الشامخ لأورشليم أخرى يذبح فيها الشرفاء وينال فيها من أصحاب المقام الرفيع وثقتي في الله ليس لها حدود أن يظهر العدل على أيديكم وألفت كتاب عام 2004 ينبئ بالتغيير الذي حدث في مصر بعدها، وأعلني أمراضا كثيرة قدرها الله لي وثقتي في الله ثم فيكم أن تحققوا العدل، وثقتي بكم كبيرة فانا اعرف عن تاريخ القضاء المصري فأنتم ظل الله في الأرض واقسم بالله أن كل ما جاء في أوراق الاتهام محض افتراء وأنا برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ''وصبر جميل والله المستعان على ماتصفون''. وتحدث المتهم طلعت القواس قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل فيمن زج بأسمائنا في هذه القضية الوهمية. وأوضح المتهم إيهاب العمدة في حديثه للمحكمة: أتمسك بالمحكمة والقاضي العادل وأنا محبوس بقالي سنة على شهادة مجموعة من مسجلي الزاوية الحمرا وأصحابهم ماتوا أمام قسم الزاوية وكانوا يريدون قتلى على مرأى ومسمع أمام الجميع، وقدموا شكاوى كيدية ضدي فبعد إخلاء سبيلي عاود قاضى التحقيق حبسي على نفس الشكوى. وتابع العمدة''أنفي التحريض على قتل المتظاهرين تمامًا وكل الاتهامات ''سمعت'' والمصحف أنا برئ ومظلوم''، وبكى بكاء شديدا قائلا أن قاضى التحقيق لم يقبل سماع شهود نفى طوال التحقيقات مطلقًا.. ''من اشتكاني نفى تهمة التحريض عنى واقسم بالله ما عملت حاجة''. وحاول أنصار المتهم العاشر مرتضى منصور اقتحام قاعة المحاكمة بالدور الأرضي إلا أن قوات الأمن تصدت لهم بالعصي ومنعتهم من الدخول. وقد تسببت محاولة الاقتحام في حالة من الفوضى والهرج داخل القاعة إلا أن قوات الأمن سيطرت على الموقف، ثم فضل المستشار حسن عبد الله بعدها رفع الجلسة لصلاة الظهر والاستراحة. اقرأ أيضا : اليوم .. استكمال محاكمة المتهمين فى قضية ''موقعة الجمل''