في سابقة لم تشهدها محاكم الجنايات من قبل شهدت محكمة الجنايات المنعقدة في التجمع الخامس برئاسة المستشار مصطفي حسن عبدالله, اثناء نظر قضية موقعة الجمل المتهم فيها24 من رموز النظام السابق, علي رأسهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق حالة من الفوضي والصراخ وتلاوة'' عدة ياسين'' في وجه رئيس المحكمة وترديد عبارات'' ارحل'' وحسبي الله ونعم الوكيل'' ووصلات السباب اثناء نظر الجلسة والقاضي علي المنصة ووقعت بعض حالات الإغماء والصراخ والبكاء والمشادات الكلامية بين انصار بعض المتهمين والمتهمين داخل قفص الاتهام وارتفعت صرخاتهم فيما شهدت الجلسة توسلات من زوجة المتهم الهارب مرتضي منصور لرئيس المحكمة حتي يترك زوجها رأفة بحالها وبحال ابنائها. وكانت جلسة أمس قد بدأت هادئة في بدايتها حتي قام أنصار مرتضي بتوزيع كتاب العدالة تنتحر بهدوء, وبدأت الجلسة بمشادة بين محام وأحد ضباط الحرس بعد رفع الجلسة لأداء الصلاة وكان المحامي يريد التحدث مع المتهم داخل القفص فاعترضه الضابط مما تسبب في مشادة وقال رئيس المحكمة إن هناك تعليمات أمنية بمنع الإتصال بالمتهمين من داخل القفص, وعلي من يريد التحدث مع المتهمين أن يحصل علي إذن من المحكمة. ورغم عدم حضور مرتضي ونجله وزوج نجلته الجلسة, إلا أنه حضرها بعض انصاره ووزعوا في بداية الجلسة نسخة من كتاب اسمه العدالة'' تنتحر يسيء لقضاة التحقيق ورئيس المحكمة''. وبدأت الجلسة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف, وحصل أحد المتهمين علي كتاب العدالة تنتحر الذي أعده مرتضي بشأن القضية, وتناوله فتحي سرور وظل يتصفحه وتبادل الحديث عنه مع باقي المتهمين داخل القفص وقامت المحكمة بإثبات حضور المتهمين فور إيداعهم قفص الاتهام وحضرت عائشة عبدالهادي رغم تعرضها لحالة إغماء في جلسة أول أمس, وكان صوتها ضعيفا من داخل القفص لدرجة أن المحكمة لم تسمعه أول مرة, فعاودت الرد قائلة'' موجودة يا فندم''. ولفت أحد المحامين انتباه المحكمة إلي أن زوجة مرتضي منصور موجودة وتستأذن المحكمة في أن تتحدث لها, فرد عليه رئيس المحكمة قائلا: نحن في محكمة قانون, ولا مجال لحديث زوجة متهم هارب, ولم يكمل رئيس المحكمة كلامه حتي انطلقت زوجة مرتضي وشقيقته وعدد من المحاميات وانصار مرتضي في ترديد الآيات الأولي من سورة'' يس'' ممسكات المصاحف ثم تحول الأمر إلي ترديدهن'' حسبنا الله ونعم الوكيل'', ورغم الفوضي لم تغادر هيئة المحكمة المنصة, وأمر القاضي الحرس بضبط الجلسة, ثم طلب زوجة المتهم العاشر مرتضي منصور فقالت: أنا نجوي محمد علي وحضرت للمحكمة لأن حالنا وقف وأنا زوجي وإبني وأحفادي نعيش في رعب وزوجي المتهم بأنه قتل المتظاهرين كان بينهم ابنائي وأحفادي فكيف يعقل؟ وزوجي متهم ظلما. وأنا أكلمك بصفتي سيدة بسيطة'' واشكو إليك من محضر إجراءات الضبط والإحضار الذي حررته سيادتك بمنتهي القسوة. فرد رئيس المحكمة عليها قائلا: إن المتهم بريء حتي تثبت إدانته, وأنا لم أدن ولا أملك إدانة أحد'' إن الحكم إلا لله'', القضية بها24 متهما منهم16 مخلي سبيلهم يأتون كل جلسة ويمثلون أمام العدالة و8 متهمين محبوسون, ولا توجد خصومة لنا معهم, إذا كان مرتضي يريد الحضور للدفاع عن نفسه فليمثل أمام المحكمة. وهنا تدخل محامون من انصار مرتضي وقالوا أنه توجد خصومة بين المحكمة والمتهم فكيف يمثل أمامها, فرد عليه القاضي قائلا أنها خصومة من طرف واحد فقط, ولو شعرت المحكمة أن في صدرها غضاضة جهة المتهم لتنحت فورا, غير أن المحكمة لا تخاصم أحد أفرد انصار المتهم الهارب قائلين'' ألم تقل لمرتضي موعدنا الجلسة القادمة'', فرد القاضي أنا أعمل في القضاء منذ عام1968 ولم ألتقي مرتضي ولا مرة. ومن داخل القفص صرخ محمد عودة قائلا'' يا سيادة القاضي فين هيبة الدولة من الناس دي, الدولة مش عارفة تجيبه وتركته يبهدلنا, فرد أنصار مرتضي علي عودة''. فأمرت المحكمة برفع الجلسة وسادت الفوضي علي القاعة وردد أنصار مرتضي هتاف'' إرحل إرحل, وصرخت النساء من أنصار مرتضي قائلة منك لله يا ظالم وحسبنا الله ونعم الوكيل'' بينما توجهت شقيقة مرتضي منصور لقفص الاتهام ووجهت السباب لعودة وقامت بسبه:'' كل اللي في القفص محترمين إلا أنت وحميدة, التاريخ شاهد علي كدا أنت مكنتش تحلم تقف جنب فتحي سرور'', واستمرت في صراخها قائلة:'' يا حرامي أنت اللي عملت موقعة الجمل لوحدك دفعت كام يا... والعديد من الألفاظ النابية'' حتي قام أنصار مرتضي بتهدئتها وإبعادها من جانب قفص الاتهام التي ذهبت إليه لتوجه السباب له شخصيا. فيما سقطت شقيقة المتهم إيهاب العمدة مغشيا عليها بعد أن أنهارت في نوبة من البكاء بعد توجيه الاتهام من شقيقة مرتضي لجميع المتهمين داخل القفص وقامت شقيقة مرتضي بمحاولة تهدئتها وبيان حقيقة الموقف. وكانت المحكمة قد أمرت برفع الجلسة للمرة الثالثة ولم تهتم بما قام به أنصار مرتضي منصور وعادت لإنعقاد الجلسة رغم المظاهرات التي كانت خارج قاعة المحكمة وأدت إلي التشويش غير أن المحكمة أمرت بإغلاق المنافذ وكلفت الأمن بإبعادهم عن الجلسة حتي تستطيع ممارسة عملها.