يغادر محمد عمرو وزير الخارجية القاهرة غدا الخميس متوجها إلى تونس في زيارة وصفت ب ''الهامة'' لن تقتصر فقط على بحث العلاقات الثنائية بين البلدين؛ إنما ستمتد لبحث التعاون بين مصر وتونس وليبيا من خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث الجمعة القادم، وفقا للوزارة. وقال الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن لوزير محمد عمرو سيبحث غدا الخميس مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام، وكبار المسئولين التونسيين، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها إلى آفاق جديدة تحقق الفائدة القصوى من الإمكانيات المتاحة لكليهما. وأضاف رشدي أن الأشهر الماضية شهدت تنسيقا وتشاورا مستمرا بين وزيري خارجية مصر وتونس بصفة منتظمة حيال جميع قضايا المنطقة، وإزاء التعامل مع الدول المانحة وفى إطار عضوية البلدين في شراكة دوفيل لدعم دول الربيع العربي. وأشاد المتحدث باسم الخارجية المصرية ب ''التفاهم التام وتطابق وجهات النظر اللذين تتسم بهما المشاورات بين الجانبين''، مشيرا إلى أن ''ما يبديه الشعب التونسي من مشاعر صادقة تجاه مصر وشعبها ليس أمرا مستغربا على الشعب التونسي الشقيق الذي نبادله عميق المودة والإخوة''. وأوضح رشدي أن تونس ستستضيف يوم الجمعة الاجتماع الثلاثي الذي اقترح وزير الخارجية المصري عقده بين وزراء خارجية الدول الثلاث لدراسة تعظيم الاستفادة مما لديها جميعها من مقومات للتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري. ولفت إلى أنه سيتم أيضا خلال الاجتماع بحث تعزيز التشاور في المجالات السياسية والمحافل الدولية ، وكذلك التعاون في ضبط الحدود المشتركة بين الدول الثلاث. وأكد المتحدث أنه قد آن الأوان لاستفادة مصر وأشقائها مما يوفره الجوار من فرص اقتصادية كبيرة تعود بالنفع والخير على الجميع، بحيث تتحول الجغرافيا إلى عنصر وصل لا فصل بين الشعوب الثلاثة، بما يصحح العلاقات بين مصر وجوارها العربي ويعيد وضعها على مسارها الصحيح، الذي لم يكن ينبغي السماح لها بالحياد عنه. وأشار رشدي أن مبادرة التعاون الثلاثي مع تونس وليبيا تأتى كأحد تحركين رئيسيين يرتب محمد عمرو وزير الخارجية للقيام بهما لتعزيز علاقات مصر مع دول الجوار؛ حيث سيليها تنسيق ثلاثي مصري سوداني ليبيي يجرى الإعداد له الآن في إطار ما يعرف بالمثلث الذهبي بين الدول الثلاث. ونوه بأن هذه التحركات تأتى في إطار حرص وزارة الخارجية على استعادة وتعزيز دور مصر في المنطقة العربية، وهو التوجه الذي بدأه محمد عمرو وزير الخارجية منذ ستة أشهر عندما زار الجزائر في سبتمبر الماضي منهيا أجواء الفتور التي سادت العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية ل ''أسباب واهية ومفتعلة لا تليق بتاريخ البلدين ولا بروابط الدم والدعم المتبادل بينها''.