مثلت واقعة إلغاء منع سفر المتهمين الأجانب فى قضية التمويلات الأجنبية الغير مشروعة لبعض منظمات المجتمع المدني فى مصر، وخروجهم من مطار القاهرة، انصياع مصري واضح للإرادة الأمريكية، ما أصاب عدد كبير من المصريين بإحباط وغضب شديدين. ولكن، لم تتوقف الجريمة الرسمية عند حد تهريب المتهمين الأجانب فى القضية، والتحفظ على المصريين، وإنما صاحب هذا بعض التصريحات المستفزة من قبل عدد من الميسؤولين والسياسيين، يشكل ذا الطين بلة كما يقال. ونعرض خلال هذا التقرير بعض التصريحات التي أطلقها عدد من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب حول القضية، والتي ينطبق عليها كلمة ''مستفز'' سعد الكتاتني: مصر لن تركع استخدم الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب خلال الجلسة المشتركة لأعضاء مجلسي الشعب والشوري لوضع معايير اختيار أعضاء لجنة وضع الدستور، نفس العبارة التي سبق وصرح بها الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، بأن ''مصر لن تركع''. وكان تصريح ''الكتاتني'' عقب تهريب المتهمين الأجانب، يبدو غير واقعي ومستفز للكثيرين، خاصة بعد أن أرفقه بعبارات، '' على المصريين أن يفخروا بثورتهم وكرامتهم'' و''لن نسمح لكائن من كان المساس بسيادة مصر ومؤسستها''، كما جاء تصريحه بأن المجلس سيناقش القضية مع رئيس الوزراء فى جلسة 11 مارس، أكثر استفزاز، كون المجلس لم يعقد جلسة طارئة يدعو فيها لبحث المسئول عن القرار. عبد المعز ابراهيم:قضية جنحة خرج المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة الاستئناف، ليعلن أن قضية التمويلات الأجنبية هي جنحة، وليست جناية، وأنه نجح فى رفع الكفالة المالية لتصبح 2 مليون جنيه مصري عن كل متهم. وجاء تصريح ابراهيم، رغم أن عدد كبير من القانونيين قد اوضحوا أن تهم تمويل جهات وطنية بأموال خارجية غير مشروعة هي جناية تستحق عقوبة تصل إلى 5 سنوات، كما أن قضايا الجنح، لا يتم إقرار خروجها بهذه الطريقة. فايزة ابو النجا وقرار محكمة القاهرة: القضية مستمرة أعلنت وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، استمرار نظر القضاء لقضية التمويلات الأجنبية لعدد من المنظمات المصرية الغير رسمية، رغم قرار تهريب المتهمين الاجانب فى القضية!. كما جاء قرار المحكمة بتحديد يوم الخميس القادم، لإعادة بحث القضية أمام دائرة أخري عقب تنحي هيئة المحكمة الأولي، ليشكلا معا استفزاز، واضح، خاصة وأن المصريين فحسب هم من سيحاسبون حال ثبوت الاتهام. وزير العدل: علمت بهروب الأمريكيين من التليفزيون قال وزير العدل المصري عادل عبد الحميد، انه علم بنبأ إلغاء منع سفر المتهمين الأجانب فى القضية، وسفرهم إلى بلادهم، من خلال شريط الأخبار بالتلفزيون!، مفسرا ذلك بأنه لا دخل له بعمل المحاكم. فريد إسماعيل: أطالب بإقالة الحكومة ( حال ) مسؤوليتها عن تهريب الأمريكان رغم أن تصريح نائب الحرية والعدالة يبدو للوهلة الأولي معارض لواقعة سفر المتهمين الأجانب، إلا أن التشكيك فى مسؤولية الحكومة عن ما حدث يشكل استفزاز واضح، ربما جاء عن غير قصد من عضو مجلس الشعب. الكتاتني: أمريكا قدمت الشكر للإخوان ''لتثير الفتنة'' يري الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، أن تقديم نائب الكونجرس الأمريكي جون ماكين، الشكر لجماعة الاخوان المسلمين والمشير حسين طنطاوي، على موقع الرسمي، لدورهم في خروج المتهمين الأجانب من مصر، هو تصريح لإثارة الفتنة. ويبرز استفزاز التصريح السابق، اذا نظرنا إلى أن مسؤولي الولاياتالمتحدة يرتبطون بعلاقات طيبة مع حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين، طبقا لتصريحات المسؤولين هناك -، كما أن عدة اجتماعات قد دارت بين الجانبين خلال الفترة الماضية، كان اخرها اجتماع الكتاتني نفسه مع جون ماكين، فى خضم قضية التمويلات. العريان: مصر بحاجة لحكومة مؤيدة بأغلبية برلمانية قال الدكتور عصام العريان قيادي جماعة الاخوان المسلمين، تعليقا على قضية هروب الأمريكيين المتهمين فى القضية، أن ''مصر بحاجة لحكومة قوية مؤيد بأغلبية برلمانية تقوي ظهرها'' ويأتي تصريح العريان، الذي يتحدث بوضوح عن رغبة شديدة للجماعة لتشكيل حكومة بديلة لحكومة الجنزوري، ليكون أمرا مستفزا، بعد أن ظهر محاولة الجماعة استغلال الواقعة لتشكيل الحكومة الجديدة، رغم أن الأغلبية البرلمانية التي أشار إليها، لم تتخذ حتي الان أي قرار تجاه عدد كبير من المشكلات التي تواجه المصريين، بدءا من مذبحة بورسعيد واشتباكات الأمن ومتظاهرين بالقرب من وزارة الداخلية، وانتهاء بالمشاكل اليومية للمصريين من غذاء ومياه وغيرها. جون ماكين: نشكر الاخوان وطنطاوي ونسعي للإفراج عن المصريين! قال السيناتور الأمريكي جون ماكين، عقب سفر المتهمين الأمريكيين إلى بلادهم، أنه يشكر جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسي الحرية والعدالة، إضافة إلى المشير محمد حسين طنطاوي، علي دورهم فى الإفراج عن المتهمين الأمريكيين. ولم يكتفي ماكين بذلك، وإنما أعلن أن حكومة بلاده ستسعي للإفراج عن المتهمين المصريين، ولن تدخر جهدا مع حكومة مصر فى سبيل خروج المصريين المتهمين فى القضية، وإنهاء القضية تماما مع السلطات المصرية. صمت المجلس العسكري والجنزوري الصمت الغريب لأعضاء المجلس العسكري ورئيس الوزراء كمال الجنزوري، كان الأكثر استفزازا فى قضية تهريب الأجانب، فإن تخرج لتتحدث للشعب حول قضية أثارت غضب وتساؤل الكثرين هو شيء واجب وضروري. وشكل الصمت الحكومي، نوعا من عدم الاهتمام بغضب وتساؤل المصريين، خاصة مع خروج تصريحات من الجانب الأمريكي تشكر مسؤولين وبرلمانين وتشير إلى السعي للإفراج عن مصريين متهمين فى القضية.
اقرأ ايضا : التمويل الأجنبي.. فورة غضب بعد سفر المتهمين الأجانب
