رغم مرو أكثر من عشر سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة والتي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص، لاتزال الإدعاءات تتواتر حول متورطين محتملين في الهجمات أو كلنوا على علاقة بالأحد عشر الذين اختطفوا الطائرات الأربع. آخر هذه الإدعاءات جاء على لسان اثنين من أعضاء الكونجرس الأمريكي السابقين الذين تحدثا عن ''دورٍ محتمل للسلطات السعودية في هجمات سبتمبر''، حتى رغن أن المملكة جعلت من نفسها ''مكافحا للإرهاب في عيون الدبلومايين الأمريكيين''. ففي إفادة للسيناتور الديمقراطي السابق بوب جرهام والذي كان يترأس لجنة مشتركة للكونجرس للتحقيق في الهجمات، في قضية رفعتها عائلات 11 من ضحايا 11 سبتمر، أكد أنه ''مقتنع بأن هناك خط مباشر بين بعض الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات وبين السلطات السعودية. كما أفاد سيناتور ديمقراطي آخر هو بوب كيري والذي كان عضوا في لجنة 11 سبتمبر، بأن ''هناك أسئلة هامة لم يجاب عليها''، حول دور المؤسسات السعودية، موضحا أن هناك''دليل متعلق بتورط واضح لعملاء السلطات السعودية في هجمات سبتمبر لم يتم متابعته والسعي وراءه''. ورفض المحامون عن الجهات السعودية في القضية الإدلاء بأي تصريحات حول تأكيدات عضوا الكونجرس السابقين. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن محام أمريكي يدعى كايكل ك. كيلوج، وهو ضمن فريق الدفاع، قوله ''القضية الآن لدى المحكمة.. لا أستطيع قول أي شيء''. كما أن السفارة السعودية في الولاياتالمتحدة والتي طالما أنكرت أي اتصال بالهجمات، رفضت الأربعاء الماضي الرد على طلب بالتعليق على القضية وتأكيدات عضوا الكونجرس السابقين. وطالبت عائلات ضحايا الهجمات – في خطاب إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك – بأن يتم إعادة النظر في ''براءة'' المملكة السعودية واللجنة السعودية العليا من أي علاقة بهجمات سبتمر، واستند الخطاب على الإفادات التي تقدم بها عضوا الكونجرس، والذين كان لهما دورا بارزا خلال التحقيقات التي أجرتها الىحكومة الأمريكية حول 11 سبتمبر. كما حثت علائلات الضحايا في الخطاب – لدى ''مصراوي'' نسخة منه – المحكمة الفيدرالية في نيويورك بأن يتم التحقيق في ما إن كان هناك أي اتصال بين السعودية ولجنتها العليا وبين تنظيم القاعدة وهجمات سبتمبر. وكان أكثر من 6 آلاف من أقارب ضحايا سبتمبر قد أسسوا اتحادا عُرف ب Families United to Bankrupt Terrorism، أقاموا من خلاله دعاوى قضائية ضد هؤلاء الذين قدموا الدعم والتمويل لهجمات سبتمبر. يذكر أن سعوديا يدعى عبد العزيز الحاج (38 سنة) ويعمل في فرع شركة ''أرامكو'' السعودية في لندن، اتهم بأنه كان على علاقة ببعض خاطفي طائرات 11 سبتمبر. وقالت جريدة ''دايلي ميل'' البريطاني في تقرير لها يوم 18 فبراير الماضي أن ثلاثة من خاطفي طائرات 11 سبتمبر زاروا عبد العزيز الحاج قبل الهجمات بعدة أشهر في منزله بمدينة سارسوتا في ولاية جورجيا الأمريكية. وذكر تقرير الجريدة أن محمد عطا (المصري الجنسية)، قائد الهجمات، والذي كان على متن طائرة أميركان إيرلينز (الرحلة رقم 11) وارتطمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة، كان من ضمن الذين زراوا عبد العزيز الحاج، في منزله، إضافة إلى مروان الشحي، قائد طائرة يونايتد إير لينز (الرحلة رقم 175) وارتطم بها في البرج الجنوبي لمركز التجارة، وزياد الجراح قائد طائرة يونايتد إيرلينز (الرحلة رقم 93) وسقطت في مزرعة في بنسلفينيا. وقال التقرير إن عبد العزيز الحاج الذي يعيش حاليا في لندن نفى في سالة إلكترونية بعث بها للجريدة أي علاقة له ب ''هؤلاء الشريرين المجرمين ولا بهذه الجريمة''، وأشار في رسالته إلى أن 11/9 جريمة ليس ضد الولاياتالمتحدة فحسب بل ضد الإنسانية كلها، وأنه حزين ومكتئب بسبب تلك الإدعاءات، على حد قوله.