استعرض اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية خلال زيارته اليوم لمحافظتي سوهاجوأسيوط الأبعاد المختلفة التى تموج بها الساحة حاليا وعلى كافة الأصعدة، والتى كان لها بالغ الأثر على الوضع الأمنى الراهن، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود فى تلك المرحلة للحفاظ على ما حققته الأجهزة الأمنية من نجاحات فى شتى المجالات والمواقع خلال الفترة الأخيرة، والتى كان لها بالغ الأثر على واقع الشارع المصرى، وانعكست ايجابيا فى صور تلاحم أطياف الشعب مع رجال الشرطة فى ضبط الخارجين عن القانون لتحقيق رسالة الأمن. وشدد على ضرورة تفعيل وتكثيف دور نقاط التفتيش الحدودية والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على كافة المحاور والطرق الزراعية والصحراوية فى نطاق المحافظات الثلاث، ومواصلة استهداف عصابات وعناصر تهريب الأسلحة والمخدرات ووأد نشاطها، والأخذ بزمام المبادرة فى التعامل بحزم مع تلك العناصر التى يتسم سلوكها بالعنف والخطورة. ونقل خلال اللقاء ثقة الشعب المصرى فى رجال الشرطة بشتى المواقع، مشددا على ضرورة العمل على استكمال دعم وتطوير منظومة الأمن الجنائى والاحتفاظ بمعدلات متزايدة فى مجال ضبط الجريمة، وعلى أهمية تحقيق التواجد الأمنى الفعال والتصدى بحزم لمواجهة العناصر الإجرامية شديدة الخطورة وحالات البلطجة، كما طالب بضرورة تفعيل الآداء فى مجال تنفيذ الأحكام القضائية وضبط المحكوم عليهم الهاربين، تحقيقا للعدالة وسيادة القانون وبما يتوافق مع احترام حقوق الإنسان. وأكد اللواء إبراهيم ضرورة مراعاة ومتابعة القيادات المختلفة لمرؤسيهم وتوجيههم للإرتقاء بمستوى آدائهم ولضمان استمرار كفاءتهم، مشيرا إلى أن الثورة عبرت بمصر إلى عهد المصارحة والمكاشفة وذهبت بعهد طمس الحقائق والتغاضى عن الخطأ والإهمال .. كما أكد على دور القيادات المختلفة فى تنمية مهارات المرؤسين وخلق الكوادر من القيادات الوسطى فى كافة المواقع وعلى مختلف المستويات تكون قادرة على تحمل مسئوليات رسالة الأمن فى المستقبل القريب. وشدد وزير الداخلية على أهمية حسن معاملة المواطنين ودعم وتوثيق العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، وضرورة إتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها التسهيل والتيسير على المواطنين راغبى الحصول على الخدمات الشرطية المختلفة بشكل متحضر، ومراجعة كافة القرارات المنظمة لتلك الخدمات بما يضمن حصول المواطن عليها فى سهولة ويسر، فضلا عن حسن استقبال المواطنين والإهتمام بتحقيق شكواهم حال ترددهم على مختلف القطاعات الأمنية خاصةً أقسام ومراكز الشرطة. ومن جانبهم، أكد الضباط على أنهم مؤمنون بقدسية رسالتهم فى الدفاع عن حق كل فرد للعيش فى وطن آمن يحفظ حاضره ويصون مستقبله، وأنهم عازمون على المضى فى تحقيق أهدافهم والحفاظ على مقدرات الوطن وما حققته ثورة يناير من مكتسبات حضارية. وعلى هامش الزيارة أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية – فى تصريحات للصحفيين خلال جولة بمحافظتى أسيوطوسوهاج – أن اللجنة المشكلة لإعادة هيكلة جهاز الشرطة والتى يرأسها رئيس المجلس الأعلى للشرطة وتضم فى عضويتها عدد من مساعدى الوزير لا يوجد بها أعضاء من خارج جهاز الشرطة حتى الان، مشيرا الى انه سيتم الاستعانة بخبراء ونظم الدول الأخرى التى تتشابه مع طبيعة الشعب المصرى. وأكد أنه سيتم إعادة هيكلة جهاز الشرطة بما يتلائم مع طبيعة عمل جهاز الشرطة وبما يخدم الصالح العام، رافضا فى الوقت نفسه ما يتردد عن وجود حركة تطهير داخل وزارة الداخلية. وأضاف وزير الداخلية ان تعبير (تطهير) تردد فى وسائل الإعلام فى الآونة الأخيرة، على الرغم من ان جهاز الشرطة جهازا وطنيا حقق العديد من النجاحات وقد العديد من التضحيات من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن، مشيرا الى أن وزارة الداخلية أول الوزارات التى تقوم بمحاسبة أبنائها فى حالة ثبوت خطأهم، نافيا ما تردد عن وجود قوائم كاملة بأسماء ضباط طلبت بعض القوى السياسية تطهير الوزارة منهم. وطالب وزير الداخلية من يمتلك اى مستندات أو ادلة خاصة بفساد مالى أو أى نوع من انواع الفساد على أحد أبناء جهاز الشرطة، التقدم بها على الفور الى النيابة العامة. وحول ما تردد عن رغبة بعض ضباط وأفراد الشرطة إطلاق لحيتهم، اكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن الوزارة سألت رجال الدين وأكدوا أن اطلاق اللحية عادة وليست سنة، مشيرا الى انه تم بالفعل توعية بعض الضباط بذلك وعدلوا عن ذلك. وأضاف وزير الداخلية ان من يصر من الضباط والأفراد على اطلاق لحيته فسيتم ايقافه عن العمل واحالته الى التفتيش واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإحالته الى المجالس التأديبية، مشيرا الى أن قانون الشرطة يلزم كافة أبناء الشرطة بحسن الهندام والمظهر وحلاقة الذقن والشعر، وهو ما ورد فى جميع الكتب الدورية التى يوقع عليها الضابط منذ لحظة دخوله الى كلية الشرطة. وحول قرار وزير الداخلية بتأجيل المباريات الودية الثلاث للمنتخب المصرى، قال اللواء إبراهيم إن إتحاد كرة القدم طلب لعب المباريات الثلاث بالجونة بالغردقة، ولكن الوزارة وجدت تعذر اقامتها، نظرا لزيادة حالة الاحتقان فى نفوس اللاعبين والجماهير، خاصة بعد أن قام 5 الاف مسجع من الألتراس بالتوجه الى دار القضاء العالى للمطالبة بالقصاص من قتلة شهداء موقعة بورسعيد، بالإضافة الى أن المباريات الثلاث ليست رسمية وليس لها أى مردود سياحى حال الغائها ... لافتا الى أن وزارة الداخلية لم تتخذ قرارها بعد بشان استكمال مباريات الدورى العام فى الفترة القادمة. وحول نقل الرئيس السابق حسنى مبارك الى مستشفى سجن طره، قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخية أنه هناك لجنة طبية توجهت الى مستشفى السجن من قبل وأثبتت عدم ملائمة المستشفى للحالة العادية للمرضى وليس حالة الرئيس السابق، وأن لجنة الصحة بمجلس الشعب توجهت الأسبوع الماضى وعاينت المستشفى وتفقدت الأعمال الانشائية والنتجهيزات والتجديدات التى تجرى بالمستشفى لتكون ملائمة لاستقبال كفاة المرضى بما فيهم الرئيس السابق. وأوضح اللواء إبراهيم انه أصدر قرارا بتوزيع رموز النظام السابق على خمسة، على الرغم من ان ذلك استلزم زيادة الإجراءات الأمنية على تلك السجون، وذلك فى إطار استجابة وزارة الداخلية لمطالب الشعب المصرى بتفريق رموز النظام السابق فى محبسهم. وفيما يتعلق بآخر التطورات فى تحقيقات أحداث موقعة بورسعيد، أكد وزير الداخلية أن اجهزة الأمن تمكنت من ضبط عدد كبير من المتهمين فى تلك الحداث، وتم احالتهم الى النيابة العامة والتى قررت بدورها حبسهم، بالاضافة الى اعتراف عدد من الشهود على المتهمين الذين قدمتهم الشرطة لجهات التحقيق. وخلال الجولة قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بجولة تفقدية على العديد من النقاط الأمنية والتمركزات والأكمنة والمحاور الرئيسية بنطاق محافظتى أسيوط، وسوهاج للوقوف على الحالة الأمنية والانضباطية بها وعلى الطرق الزراعية والصحراوية الرئيسية والفرعية الواقعة فى نطاق المحافظتين؛ حيث تابع الآداء الأمنى للقوات وقدرات وإمكانيات نقاط التفتيش والتمركزات الأمنية وأساليب تحقيق الإشتباه. وقام وزير الداخلية بتفقد كمين (الطرق) على الطريق الصحراوى الغربى بمدخل محافظة أسيوط؛ حيث التقى ضباط وأفراد قوة الكمين وحرص على مصافحتهم جميعا والشد من ازرهم ومطالبتهم بالتصدى الحاسم لكافة صور الخروج عن الشرعية والقانون، كما قام بتفقد إمكانيات الكمين بالكامل والاطلاع على دفتر الأحوال الخاص به، واستمع الى مقترحات ومشاكل الضباط والأفراد العاملين فى الكمين، وكذلك طرق وأساليب تأمينه، مشددا عليهم بضرورة بذل المزيد من الجهد لإعادة تحقيق الانضباط فى الشارع الأسيوطى. ثم قام وزير الداخلية بجولة بميدان أم البطل بشارع النيل بمحافظة أسيوط؛ لتفقد الحملة الانضباطية التى تقوم بها القطاعات الأمنية المختلفة بمديرية أمن أسيوط لتحقيق الانضباط بالميدان، والتى شاركت فيها قوات من المباحث والمرافق والمرور والأمن العام. واستمع اللواء ابراهيم الى آراء ومقترحات المواطنين حول الاداء الأمنى فى المحافظة، ووعدهم بسرعة عودة الأمن فى الشارع المصرى بنسبة 100 % قريبا، كما طالبهم بمساندة رجال الشرطة فى جهودهم من أجل القضاء على البلطجة والجريمة، مؤكدا أن الأمن لن يعود الى الشارع المصرى الا من خلال المساندة الشعبية والاعلامية لرجال الشرطة، وهو ما لاقى استحسان كبير من قبل جموع المواطنين، الذين هتفوا (الشرطة والشعب .. إيد واحدة، تحيا مصر .. تحيا مصر). وطالب المواطنون اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بتسهيل إجراءات اصدار تراخيص الأسلحة لهم، ووعدهم الوزير بانه فى حالة توافر مبررات استخراج السلاح لأى مواطن سيتم الترخيص له على الفور. كما قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتفقد كمين (الكوامل) بدائرة مركز المنشأة بالطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج، وحث ضباط وأفراد الكمين على اليقظة الدائمة والتعامل الحاسم مع الخارجين عن القانون وعناصر البلطجة الذين يستهدفون أمن المواطن، واطلع أيضا على دفتر أحوال الكمين. واستمع اللواء ابراهيم الى المشكلات التي تقف أمام أفراد وضباط الكمين؛ حيث طالبوه بضرورة توفير سيارات اضافية حديثة لجهاز الشرطة، خاصة في الأكمنة مثل كمين الكوامل الذى يقع على الطريق الصحراوى الغربى ويمثل نقطة تلقى بين ثلاث محافظات، لضمان المواجهة الحاسمة مع التشكلات العصابية المختلفة. وقام اللواء ابراهيم فى نهاية زيارته بالتوجه الى ميدان الصينية بمفارق أخميم مرورا بالطريق الصحراوى الغربى وقريتى الكوامل والروافع والطريق الزراعى؛ حيث قام بتفقد الحملة الانضباطية بالميدان، والاستماع الى شكاوى المواطنين وآرائهم فى الآداء الأمنى خلال الفترة الماضية، مؤكدا لهم سرعة عودة الأمن الى شتى ربوع الوطن خلال الفترة القليلة المقبلة.
اقرأ أيضا : وزير الداخلية يعود للشارع مجددا في حملة أمنية بمحافظتي أسيوط وسوهاج