ما أشبه الليلة بالبارحة .. عندما يلقب يوم الأربعاء "باليوم الأسود" فى التاريخ السياسى والرياضى المصرى، ففيه وقعت أشرس معركتين شاهدهما الشعب المصري ما بين "موقعة الجمل " و"مذبحة بورسعيد "، وسط نفس الموقف المخجل من قبل قوات الجيش المصرى فى المرة الأولى وقوات الأمن المركزى فى المرة الثانية. فقد هلع المصريون جميعا يوم الأربعاء الموافق 2 فبراير 2011 على أشرس مواجهة بين المواطنين المصريين فيما عرفت إعلامياً ب " موقعة الجمل " والتى راح ضحيتها 11 قتيلاً من المتظاهرين و2000 جريح على الأقل. فموقعة الجمل، والتى كان من المقرر استعداد الآلاف من المواطنين المصريين لتأبين الشهداء الذين سقطوا فى هذا اليوم، هي هجوم بالجمال والبغال والخيول فيما يشبه معارك العصور الوسطى. قام به الموالون للحزب الوطني المنحل والتابعون لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك للانقضاض على المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة أثناء ثورة 25 يناير 2011، وذلك لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون. وكان من بين المهاجمين "المسجلين خطر" الذين تم إخراجهم من السجون للتخريب ولمهاجمة المتظاهرين، ويطلق عليهم اسم البلطجية، وبمساعدة قوات الأمن أطلقوهم على المتظاهرين العزل في ميدان التحرير إبان اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارك. وقام البلطجية بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل المولوتوف، وامتطى رجال آخرون من البلطجية الجمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسياط في مشهد أعاد للأذهان المعارك في العصور الوسطى، فسقط الكثيرون جرحى وبعضهم قتلى. وكان المواطنون المصريون على موعد أخر من نوعية أخرى من المعارك فى نفس اليوم الأربعاء 2 فبراير 2012 ، على أرض المدينة الباسلة وعلى ملعب استاد بورسعيد، ألا وهى " مذبحة بورسعيد " والتى لم تكن بين مناضلي بورسعيد وقوات العدوان الإسرائيلى ولا قوات العدوان الثلاثى ولكنها كانت مع مواطنين مصريين . فكنا مع موعد مع ليلة سوداء مساء أمس؛ حيث سقط 70 قتيلا والآلاف المصابون فى معركة من جانب واحد من قبل جماهير شعب بورسعيد إثر اعتداء من جماهير النادي المصري على جماهير النادى الأهلى. "الجيش والامن المركزى .. وجهان لعملة واحدة ".. لن ينسى التاريخ الموقف المخزى والعار على جبين القوات المسلحة فى "موقعة الجمل" التى وقف رجالها يشاهدون البلطجية وهم يمتطون الجمال ذاهبون لقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير. ولم ولن ينسى التاريخ أيضا ما فعله رجال الأمن المركزى مساء أمس فى ستاد بورسعيد؛ حيث قاموا بإحياء ذكرى "موقعة الجمل" بنفس أسلوب رجال القوات المسلحة بموقعة أخرى فى المدينة الباسلة.. نفس الوضع المخزى !! .