باريس/مصراتة (ليبيا) (رويترز) وعدت فرنسا المعارضين الليبيين يوم الاربعاء بتكثيف الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وارسال ضباط اتصال عسكريين لمساعدتهم بينما يشتد القتال في مدينة مصراتة المحاصرة. وقال معارضون انهم يقاتلون القوات المؤيدة للحكومة من اجل السيطرة على طريق رئيسي في المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 300 الف نسمة وهي اخر معقل للمعارضة في غرب ليبيا. وقال مسعفون ان سبعة مدنيين ليبيين وطبيبا اوكرانيا وصحفيا بريطانيا قتلوا في المعارك الضارية في مصراتة يوم الاربعاء. وقال معارضون ان ثمانية اشخاص قتلوا في اليوم السابق معظمهم من المدنيين. وقال أطباء ان المصور الصحفي تيم هيذرينجتون الذي شارك في اخراج الفيلم الوثائقي "ريستريبو" الذي رشح لجائزة أوسكار قتل في مدينة مصراتة يوم الاربعاء عندما حوصرت مجموعة من المصورين وسط نيران المورتر. ويرقد كريس هوندروز مصور وكالة جيتي للصور ايضا في حالة حرجة في وحدة الرعاية المركزة. وقال متحدث باسم المعارضة ذكر ان اسمه عبد السلام ان القتال بين القوات الحكومية وقوت المعارضة المسلحة مستمر في شارع طرابلس وعلى طريق النقل الثقيل الذي يؤدي الى الميناء. واضاف عبد السلام لرويترز هاتفيا "قتل خمسة مدنيين في هجمات بالمورتر اليوم وفقا لرواية العاملين الطبيين." وتابع انه كان هناك "وجود مكثف" لطائرات حلف شمال الاطلسي لكنه لا يعلم باي هجمات جوية على المواقع الحكومية. وأضاف قوله ان حلف الاطلسي كان غير فعال في مصراتة وانه فشل تماما في تغيير الاوضاع على الارض. وقال تلفزيون الجماهيرية الليبي ان اربعة اشخاص قتلوا في غارة جوية لحلف شمال الاطلسي على "اهداف مدنية وعسكرية" في منطقة بير الغنام جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس يوم الاربعاء. وقال التلفزيون انه وقعت خسائر في الممتلكات والاراضي الزراعية في هذه المنطقة. ونصح اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عمليات حلف الاطلسي في ليبيا المدنيين بالابتعاد عن قوات القذافي لمساعدة الحلف على تنفيذ ضربات جوية. وقال مصدر على دراية مباشرة بالوضع لرويترز انه ظهرت أدلة يوم الاربعاء على ان حكومة القذافي تراوغ للتغلب على عقوبات الاممالمتحدة على واردات البنزين لغرب ليبيا باستخدام وسطاء لاستيراد البنزين ينقلون الوقود بين السفن في تونس. ووفقا لرسالة بالفاكس حصلت رويترز على نسخة منها سعت شركة وسيطة هي تشامبلينك ومقرها هونج كونج لم تكن معروفة من قبل لمجتمع تجارة النفط لصفقة نقل وقود الى ليبيا وقال تجار نفط اوروبيون ان شركات اخرى مماثلة اتصلت بهم. وفي باريس تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي -- الذي تزعم تدخل حلف شمال الاطلسي بدعم من الاممالمتحدة -- بعمل عسكري أقوى في اول اجتماع مع زعيم المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل. وقال مسؤول في مكتب الرئيس نقلا عن ساركوزي قوله لعبد الجليل " سنقوم بالفعل بتكثيف الهجمات والاستجابة لهذا الطلب من المجلس الوطني الانتقالي." وقال الاليزيه "قال الرئيس .. سنساعدك." ولم يذكر كيف تخطط القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي لكسر الجمود على الارض بعد ان امتنعت الولاياتالمتحدة والعديد من الحلفاء الاوروبيين في الاسبوع الماضي عن الانضمام الى ضربات برية. وقالت مصادر عسكرية فرنسية ان ساركوزي حصل على موافقة من حلف الاطلسي على القيام بمزيد من الضربات الجوية وان فرنسا نقلت ست مقاتلات من كورسيكا الى جزيرة كريت الجنوبية اليونانية لتصبح أقرب الى ليبيا لهذا الغرض. وقالت ايطاليا انها قد ترسل عشرة مدربين عسكريين في اطار الجهود الغربية المتزايدة لمساعدة المعارضين الذين يتعرضون لضغوط شديدة. وقال البيت الابيض يوم الاربعاء ان الرئيس الامريكي باراك اوباما مازال يعارض ارسال قوات برية امريكية الى ليبيا لكنه يؤيد تحركا فرنسيا وبريطانيا لارسال مستشارين عسكريين لمساعدة المعارضين الذين يقاتلون القذافي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين "الرئيس بالطبع يعلم بهذا القرار ويؤيده ويأمل ويعتقد انه سيساعد المعارضة." وقال كارني "لكنه لا يغير بأي حال سياسة الرئيس بعدم ارسال قوات برية امريكية." وأصر نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز على ان الطائرات الامريكية التي طلبتها فرنسا لا حاجة لها لتحقيق هدف الحلف في ليبيا. وقالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أوصت بمساعدات أمريكية للمعارضة الليبية بقيمة 25 مليون دولار لا تشمل عتادا عسكريا. وقال مارك تونر المتحدث باسم الوزارة "أوصت الوزيرة كلينتون بأن يجيز الرئيس تقديم سلع وخدمات لا تستخدم في القتل بما يصل الى 25 مليون دولار. واضاف تونر ان اوباما يجب ان يوافق على تقديم هذه المعونات مثل اجهزة اللاسلكي والدروع والوجبات الجاهزة. وقال عبد الجليل انه دعا ساركوزي لزيارة مدينة بنغازي التي يسيطر عليها المعارضة في شرق ليبيا لاظهار دعم فرنسا لجهود المعارضين لانهاء حكم الزعيم معمر القذافي المستمر منذ 41 عاما. ولم يذكر الاليزيه ما اذا كان ساركوزي قبل الدعوة. وقال عبد الجليل للصحفيين خارج قصر الاليزيه انه يعتقد أن هذا سيكون داعما جدا لمعنويات الثورة. ونقل تلفزيون العربية عن سيف الاسلام نجل القذافي قوله ان الحكومة سوف تهزم المعارضة وان دستورا جديدا جاهز للتطبيق بعد قهر المعارضين المسلحين. واضاف أن سيف الاسلام قال للتلفزيون الليبي الحكومي ان ليبيا لن تعود الى ما كانت عليه وان عهد الجماهيرية الاولى انتهى وانه جرى اعداد دستور جديد. ويعتقد أن المئات قتلوا في مدينة مصراتة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة حيث تقول هيئات اغاثة ان الوضع الانساني يتدهور مع نقص الغذاء والامدادات الطبية. ويقول المعارضون ان القوات الموالية للقذافي قصفت المدينة بشدة طوال الاسبوع الماضي. وفي علامة على الصعوبات شاهد مراسل رويترز طابورا طويلا امام محطة وقود. والكهرباء مقطوعة في المدينة ولذلك يعتمد السكان على المولدات. ويوجد الاف العمال الاجانب الذين تقطعت بهم السبل هناك وبانتظار من ينقذهم في ميناء المدينة. وبث التلفزيون الليبي يوم الاربعاء لقطات قال انها سجلت في وقت سابق من اليوم للقذافي وهو يجلس على اريكة في اجتماع بالخيمة مع مسؤول ليبي. ولم ترد تفاصيل اخرى على الفور. وقالت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان استخدام الحكومة الليبية لذخائر عنقودية وأسلحة ثقيلة في مصراتة ربما يرقى الى جرائم حرب وفقا للقانون الدولي. وتنفي الحكومة انها تهاجم مدنيين في مصراتة. وقال عبد السلام بالهاتف لرويترز ان "عدد الشهداء" يوم الثلاثاء بلغ ثمانية معظمهم من المدنيين وان أكثر من 20 اصيبوا بجروح. وقال ان القناصة مازالوا يمثلون الخطر الرئيسي على المدنيين "والثوار". ويقول مسؤولون غربيون ان حلف الاطلسي يهاجم الاهداف العسكرية فقط وفقا لتفويض الاممالمتحدة الذي يقضي بفرض منطقة حظر طيران وحماية المدنيين من قوات القذافي. جاء قرار فرنسا بارسال ما يصل الى عشرة مستشارين عسكريين للعمل مع المعارضين بعد يوم من اعلان بريطانيا الزعيم الرئيسي الاخر في التحالف اتخاذ خطوة مماثلة. وقال المتحدث باسم الحكومة فرانسوا باروان ان فرنسا لا تزمع ارسال قوات الى ليبيا حيث تكافح القوى الغربية لكسر الجمود في الصراع المستمر منذ شهرين. ويتوقع ان يقوم الضباط الفرنسيون بتقديم المشورة لزعماء المعارضة بشأن كيفية تنظيم قواتهم التي تكافح الان جيشا جيد التسليح والتدريب. وسيقومون بدور ضباط الاتصال مع حلف الاطلسي بشأن مواقع المعارضين وقوات القذافي. وقال محلل الدفاع المستقل بول بيفر ان قرار ارسال مستشارين عسكريين يعد توسيعا لقرار الاممالمتحدة. وقال بيفر "لكنني أعتقد انه بدونه سيكون تنظيم المعارضين سيئا للغاية حتى انه سيكون هناك جمود فيما يعد الان حربا أهلية." لكن عضو البرلمان البريطاني جراهام الين اختلف مع ذلك قائلا ان المهمة تجاوزت بالفعل الان الوضع الانساني الذي كان يبرر التدخل الاصلي. من ايمانويل جاري ومايكل جورجي