ديار بكر (تركيا) (رويترز) - قتل محتج بالرصاص في ثاني يوم من الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في جنوب شرق تركيا بعد منع 12 سياسيا كرديا من خوض الانتخابات البرلمانية. واستخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين يرشقونها بقنابل حارقة والحجارة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا وقالت وكالة أنباء الاناضول التركية ان رجلا عمره 16 عاما لقي حتفه أثناء الاشتباكات في بلدة بيسميل القريبة. وقال صلاح الدين ديميرتاس القيادي في حزب السلام والديمقراطية ان الشرطة أطلقت الرصاص على الرجل. وكان الحزب هدد بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 12 يونيو حزيران بسبب منع المرشحين وقاطع ديميرتاس اجتماعا مع الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاربعاء احتجاجا على اطلاق الرصاص على محتجين. ونقلت قناة (سي.ان.ان ترك) الاخبارية عن ديميرتاس قوله "اليوم فتحت الشرطة في بيسميل النار على المحتجين وقتل شخص. بسبب هذا الحادث لن أذهب الى قصر الرئاسة." وأضافت قوله "سأبلغ الرئيس جول تليفونيا بالوحشية هنا." وكان جول دعا ديميرتاس لاجراء محادثات لنزع فتيل التوتر الذي تصاعد يوم الاثنين بعد أن منع المجلس الاعلى للانتخابات المرشحين بسبب ادانات سابقة تحرمهم من خوض الانتخابات بعضهم لوجود صلات تربطهم بجماعات متمردين أكراد لاسيما حزب العمال الكردستاني المحظور. وقال أحمد سيفير كبير المتحدثين باسم جول لوكالة أنباء الاناضول "/ الرئيس عبد الله جول/ يدعو الجميع لبذل كل جهد قانوني أو سياسي للتغلب على المشكلة." ومن المتوقع أن يحقق رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان حليف جول السياسي فوزا مريحا بولاية ثالثة على التوالي ولكن حزب العدالة والتنمية يأتي في ترتيب تال لحزب السلام والديمقراطية في جنوب شرق البلاد رغم جهود اردوغان لتحسين حقوق الاكراد. وأجرى جول محادثات مع رئيس البرلمان محمد علي شاهين الذي ينتمي للحزب الحاكم والذي طالب المجلس الاعلى للانتخابات بأن يعيد النظر في قراره. وكان حزب السلام والديمقراطية يريد أن يخوض جميع مرشحيه وعددهم 61 الانتخابات مستقلين لزيادة فرص تمثيله والالتفاف على شرط تجاوز الحزب نسبة عشرة بالمئة اللازمة لدخول البرلمان. وطلب محامو المرشحين من المحكمة يوم الاربعاء وثائق لتذليل العقبات القانونية ضد ترشيحهم بعدما قال المجلس الاعلى أنه سيدرس الطعون في قراره. وفي ديار بكر وهي مدينة كردية رئيسية خرج مئات المحتجين الى الشوارع من جديد اليوم الاربعاء. ورأى شهود محتجين يرشقون الشرطة بقنابل مولوتوف وألعاب نارية وحجارة. وردت قوات الامن باستخدام مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين واعتقل نحو 30 شخصا. وردد بعض المحتجين الملثمين شعارات تؤيد عبد الله أوجلان الزعيم الكردي المسجون بينما حلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة. وكان أوجلان زعيما لحزب العمال الكردستاني الذي بدأ قتالا ضد الدولة التركية في عام 1984. وقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن حمل مقاتلو الحزب السلاح. وأنهى الحزب في فبراير شباط وقفا لاطلاق النار مدته ستة أشهر ومنذ ذلك الوقت تندلع اشتباكات متفرقة.