جوبا (السودان) (رويترز) - قالت الاممالمتحدة يوم الاربعاء ان أكثر من 800 شخص قتلوا هذا العام في تصاعد أعمال العنف في جنوب السودان قبل استقلاله عن الشمال في يوليو تموز. وصوت جنوب السودان لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بموجب وعد تضمنه اتفاق سلام في عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الاهلية في السودان. وأدت هذه الحرب الى مقتل مليوني شخص والى زعزعة الاستقرار في معظم المنطقة. وأثار الاستفتاء مشاعر تفاؤل كبيرة واحتفالات في أنحاء الجنوب المنتج للنفط لكن العنف في الجنوب استمر. وهذا العام أسفر 151 حادثا في تسع ولايات من الولايات العشر في الجنوب الى مقتل 801 شخص ونزوح نحو 94 الف شخص وفقا لتقديرات الاممالمتحدة. كما عرقل العنف تحقيق التنمية. ويقول بعض المحللين ان القوة الدافعة للبناء وغياب الامن في الجنوب يمكن ان يغرق الجنوب بعد الاستقلال حيث تقاتل ميليشيات المتمردين الجيش ويغير مقاتلو جيش الرب للمقاومة على الاراضي الزراعية وتتقاتل القبائل على موارد الثروة. وقالت ليز جراند مسؤولة الاغاثة بالاممالمتحدة في الجنوب "اننا نشعر بالقلق مع وجود سبع جماعات ميليشيات نشطة ومع استمرار العنف بين الطوائف ونشاط جيش الرب للمقاومة في ولاية غرب الاستوائية. هذه الصورة ليست جيدة." وقالت جراند ان موجة الصراع في الشهرين الاخيرين تسببت في توقف تقدم كانت هناك حاجة اليه في بناء بلد افريقي جديد من الصفر تقريبا وموسم الامطار سيجعل من الصعب الوصول الى معظم المنطقة. واشارت جراند تحديدا الى جيش الرب للمقاومة على انه يفرض تهديدا مستمرا لاي أمل في ان يطعم الجنوب نفسه. وقالت "هجمات جيش الرب للمقاومة تحدث كل اسبوعين وعندما تحدث فانها تروع الناس وبالتالي فانهم لا يزرعون.. ولهذا أثر كبير على الامن الغذائي في انحاء الجنوب ككل." وفي العام الماضي قالت الاممالمتحدة ان نحو نصف السكان الجنوبيين يعانون من نقص الطعام. واشتبكت جماعات الميليشيات مع الجيش الجنوبي بما في ذلك مذبحة فبراير شباط التي قتل فيها 200 شخص. واشتعلت من جديد المنافسات القبلية القديمة مما ادى الى موت 31 شخصا في اول اسبوعين من ابريل نيسان. وهذه الازمات تفاقمت لعودة مئات الاف الجنوبيين الى المنطقة من الشمال ومن الشتات قبل الاستقلال. وعاد نحو 264 الف شخص منذ اكتوبر تشرين الاول ويتوقع عودة 300 الف اخرين وفقا لتقديرات الاممالمتحدة.