صعدت القوات الموالية للعقيد القذافي هجماتها على مدينة اجدابيا شرقي ليبيا التي تسيطر عليها قوات المعارضة، حيث اشتبك الجانبان في قتال استمر عدة ساعات. وقصفت قوات القذافي المدينة الاستراتيجية التي تؤدي السيطرة عليها إلى بسط الطريق إلى بنغازي معقل قوات المعارضة. وقال مراسل لبي بي سي في ليبيا إن قوات المعارضة أخذت على حين غرة بالقصف. وعرض التلفزيون الرسمي صورا قال إنها لقوات حكومية ترفع العلم الليبي على بوابة اجدابيا، بينما لم يتم التأكد منها من مصادر محايدة. وفي مصراتة، أكدت قوات المعارضة أن ثمانية من جنودها قتلوا السبت في مواجهات مع قوات القذافي في الطريق المؤدي إلى المدينة. وقال مقاتل من قوات المعارضة عرف نفسه باسم مصطفى عبد الرحمن لوكالة رويترز إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) كثف غاراته الجوية على قوات القذافي التي تحاصر مصراتة. واضاف مصطفى أنهم شعروا بتغير إيجابي منذ الأمس فيما يتعلق بتصاعد غارات الناتو الجوية، بعد القصف الجوي الخاطىء الذي قام به الحلف يوم الخميس وأدى لسقوط قتلى من قوات المعارضة عن طريق الخطأ. وأكدت مصادر المعارضة أن طائرات الناتو قصفت أربعة مواقع على الأقل تسيطر عليها قوات القذافي في مصراتة. في هذه الاثناء، ظهر الزعيم الليبي معمر القذافي على شاشات التلفزيون يوم السبت لأول مرة منذ خمسة ايام. واظهرت الصور القذافي وسط حشد لدى زيارة مدرسة في طرابلس. وبدا القذافي، الذي كان يرتدي زيا بني اللون ويضع نظارة شمسية، مبتسما وهو يلوح بقبضة يده في الهواء بينما أحاط به حرسه الخاص. وكان القذافي قد شوهد آخر مرة علانية في لقطات بثها التلفزيون في الرابع من أبريل/ نيسان. إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مصدر في قناة السويس السبت أن شاحنة تحمل 80 ألف طن من النفط الخام المنتج في مناطق المعارضة دخلت القناة باتجاه البحر الأحمر. وأضاف المصدر أن الشاحنة (اكواتور) المسجلة في ليبريا غادرت الخميس ميناء مرسى الحريجة الذي تسيطر عليه المعارضة الليبية. وقال متعاملون في مجال النفط إن الشحنة، التي تحتاج المعارضة الليبية إلى تصديرها لتمويل عملياتها العسكرية، ستتجه إلى الصين. وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية لانهاء الأزمة، أكدت جنوب أفريقيا أن وفدا من القادة الأفارقة سيتجه إلى ليبيا خلال الساعات القادمة في مهمة دبلوماسية للتوسط بين العقيد القذافي والمعارضة. وسيلتقي الوفد بعدد من المسؤولين الحكوميين في طرابلس، ومن ثم يتوجه إلى بنغازي التي تسيطر عليها قوات المعارضة. ويراس الوفد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ويضم قادة جمهورية الكونغو ومالي وموريتانيا واوغندا. وسيحاول الوفد التوصل إلى هدنة بين القذافي وقوات المعارضة، على الرغم من إعلان المعارضة في وقت سابق أنها لن تتفاوض مع الحكومة الليبية. ويقول مراسل بي بي سي في بنغازي جون لين إن القذافي يشعر بأنه يتمتع بدعم وسط القادة الافارقة. واعلنت وزارة خارجية جنوب افريقا في بيان أن الوفد الافريقي حصل على إذن من الناتو (حلف شمال الأطلسي) بالدخول إلى ليبيا واللقاء بالقائد الليبي في طرابلس . ويلتقي الوفد الخماسي ايضا بأعضاء من المجلس الوطني الانتقالي المعارض في بنغازي يومي الأحد والاثنين. وأضاف بيان وزارة خارجية جنوب افريقيا أن أحد الأهداف الأساسية من تلك اللقاءات هو التطبيق الفوري لوقف إطلاق النار من الجانبين وفتح حوار سياسي بينهما . وياتي الإعلان عن المبادرة الافريقية بينما يتواصل القتال العنيف في أنحاء متفرقة من الأراضي الليبية، وخاصة في مدينة مصراتة (215 كلم شرق طرابلس) حيث يتزايد عدد الضحايا المدنيين. ويضغط الاتحاد الأوروبي للسماح للمنظمات الإنسانية بدخول مدينة مصراتة التي تشهد قتالا عنيفا بين الجانبين. وقال متحدث باسم قوات المعارضة إن قوات القذافي تواصل إطلاق النار دون تمييز على المباني. وذكر مراسلون إن عدد من الصحفيين تعرضوا لاطلاق نار الجمعة عندما كانوا في زيارة لمستشفى في مصراتة برفقة جندي ليبي من القوات الحكومية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في خطاب أرسلته إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الاتحاد قادر على نقل الجرحى من مصراتة وتقديم بمواد إغاثة. وأكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي ان هذه المهمة، التي سيكون تفويضها للقيام بأعمال مدنية فقط، لن يتم تنفيذها إلا بموافقة الاممالمتحدة. وعلى صعيد متصل، يتوقع أن يصل إلى ليبيا الأحد فريق تابع للأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ميدانيا، افادت الانباء الواردة من شرق ليبيا أن قوات العقيد القذافي تتحرك مرة أخرى باتجاه اجدابيا، لكن الخطوط الأمامية للجانبين لم تتغير كثيرا منذ أيام. وكانت استراتيجة الناتو في شن غاراته الجوية قد اثارت انتقادات شديدة خلال الايام الماضية، وذلك إثر غارة نفذها الحلف مساء الخميس بالقرب من اجدابيا، مما أسفر عن سقوط مقاتلين من قوات المعارضة عن طريق الخطأ. وأعرب الامين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسين عن أسفه لسقوط قتلى من المعارضة الليبية في تلك الغارة. ووصف راسموسين الغارة الجوية التي أثارت غضبا وسط قوات المعارضة بأنها حادث مؤسف .