انتقد وزير الخارجية محمد عمرو استمرار عجز الدول المتقدمة عن الوفاء بتعهداتها بشأن المساعدات الرسمية للتنمية في الدول النامية، مشيرا إلى أنه بينما كشفت المفاوضات الدولية مؤخرا عن سعى الدول المتقدمة للتنصل من التزاماتها وتعهداتها، لازلت الدول النامية تعانى من عدم توزيع التدفقات الاستثمارية بشكل متوازن، حيث انخفضت التدفقات للقارة الأفريقية بنسبة 14% رغم الاحتياج الملح لدول القارة لتلك الاستثمارات. جاء ذلك خلال البيان الذي ألقاه الجمعة بوصفه رئيس حركة عدم الانحياز أمام الاجتماع السنوي في نيويورك لوزراء خارجية مجموعة السبعة والسبعين، التجمع الاقتصادي الرئيسي للدول النامية في إطار الأممالمتحدة . وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار عمرو رشدي بأن وزير الخارجية ركز في كلمته على أهمية العلاقة بين حركة عدم الانحياز ومجموعة السبعة والسبعين، باعتبارهما المحفلين السياسي والاقتصادي الأكبر للدول النامية على مستوى العالم، حيث ظلا على مدى العقود الخمسة الماضية خير دليل على التمازج بين الشأنين السياسي والاقتصادي وصوتا مسموعا وضميرا عالميا ينادى ويدعم مبادئ العدالة والمساواة والعمل المشترك في النظام الدولي. وأضاف وزير الخارجية إلى أن الدول النامية قد باتت قوة لا يستهان بها على الصعيد الاقتصادي العالمي، الذى شهد في أعقاب الأزمة المالية العالمية تحولات جوهرية مستمرة وصلت عام 2010 بالناتج الإجمالي للدول النامية إلى 49% من الناتج الإجمالي العالمي، فضلا عن ارتفاع صادراتها لتصل إلى نحو 40% من الصادرات العالمية، وهو ما يسوغ، بل يدعم، مطالبها المشروعة بدور أكثر تأثيرا في عملية صنع القرار الدولي في إطار الكيانات الاقتصادية الدولية. وأشار إلى اقتراح مصر إنشاء آلية دولية تضم كافة الدائنين لمعالجة مسألة الديون على الدول النامية بصورة شاملة ومتكاملة ضمن قواعد تخرج عن إطار المشروطيات وتزيد من فرص الدول النامية في الاقتراض من الأسواق المالية الدولية بما يساعدها على تلبية احتياجاتها الوطنية وتنفيذ خططها للتنمية دون تعثر. وتأسست مجموعة الدول النامية الاقتصادية في 15 يونيو، 1964 حيث تم إطلاق ''الإعلان المشترك لدول آل 77'' في ختام الاجتماع الدولي الأول للدول أعضاء مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية ''الأونكتاد''، وعقد أول اجتماع رئيسي للمجموعة في الجزائر عام 1967 حيث تم تبني إعلان الجزائر وإنشاء أساس الهيكل التنظيمي للمجموعة.
كما شارك وزير الخارجية محمد عمرو الجمعة في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، والذى يعقد سنويا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى بيانا عرض فيه رؤية مصر لمستقبل العمل الإسلامي المشترك وسبل تعزيزه، كما استعرض موقف مصر من عدد من القضايا الهامة التي تواجه العالم الإسلامي. وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية أشار في كلمته إلى ما تشهده مصر والمنطقة العربية من تحولات ديمقراطية تاريخية تسعى من خلالها لإعطاء النموذج نحو إقامة دولة مدنية حديثة يسودها مناخ الحريات السياسية واحترام حقوق الإنسان، وبما يتفق ويستجيب لطموح وتطلعات ثورة (25 يناير)، ويتفق مع مبادئ ديننا الحنيف. كما أكد الوزير استعداد مصر لاستضافة وترؤس القمة المقبلة للمنظمة منتصف العام المقبل، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها مصر، بلد الأزهر الشريف، قمة منظمة التعاون الإسلامي. وشدد على أن مصر ستظل، أكثر من أي وقت مضى، مدافعة عن الحقوق الراسخة للشعب الفلسطيني، ودعا إلى تكثيف الجهود لضمان اعتراف أكبر عدد من الدول بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ودعم المسعي الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة. كما اقترح تشكيل لجنة دائمة في إطار منظمة التعاون الإسلامي لدعم تحقيق هذه الأهداف، وذلك أسوة بلجنة فلسطين في إطار حركة عدم الانحياز، والتي ساهمت مساهمة مؤثرة في زيادة عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين وحشد التأييد للقضية الفلسطينية داخل الأممالمتحدة. ودعا وزير الخارجية منظمة التعاون الإسلامي إلى لعب دور فعال في متابعة تنفيذ خطط العمل التي اعتمدها مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 2010، خاصة خطة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وعقد مؤتمر عام 2012 لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن هذه الخطة لم تجد طريقها نحو التنفيذ رغم مضى أكثر من عام على اعتمادها. وأشار عمرو إلى ضرورة بذل المنظمة جهودا مضاعفة لتعزيز وضعية المرأة وتمكينها من أداء دورها في تنمية والنهوض بالمجتمعات الإسلامية، ودعا الدول الأعضاء إلى الإسراع بالتصديق على النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة، بما يمكن من بدء عملها في أقرب وقت ممكن. وتعتبر منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة، وتضم في عضويتها 57 دولة موزعة على أربع قارات بعد أن كان عدد الأعضاء المؤسسين 25 دولة، وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي.