اتهم السودان إسرائيل بشن هجوم صاروخي أسفر عن مقتل شخصين قرب ميناء بورسودان في هجوم أثار القلق بشأن قدرة الخرطوم على وقف تهريب السلاح عبر شرق البلاد. وقال محللون إن الاسلحة يتم تهريبها الى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس عبر ممرات جبلية في شرق السودان وقالت تقارير ان اسرائيل تقف وراء غارة جوية على قافلة لمهربي سلاح مشتبه بهم في المنطقة عام 2009. ولم تقر اسرائيل بذلك أو تنفيه. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحفيين انه هجوم اسرائيلي بكل تأكيد في اشارة الى الهجوم الذي دمر سيارة وقتل راكبيها قرب بورسودان يوم الثلاثاء. واضاف ان الخرطوم تحتفظ بحقها في الرد. ورفض ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية التعليق على الاتهام. تأتي الغارة في لحظة صعبة بالنسبة للخرطوم التي تأمل رفع اسمها من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب لجذب الاستثمارات واحتواء مشاعر السخط بسبب ارتفاع الاسعار وانفصال الجنوب الغني بالنفط. واتهم كرتي اسرائيل التي تعتبرها الخرطوم دولة معادية بتنفيذ الهجوم لافساد فرص رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول راعية الارهاب واظهار السودان في صورة سلبية. وأضاف أن أحد القتيلين مواطن سوداني ليس له علاقة بالاسلاميين أو الحكومة ولا يعرف لماذا تم استهداف سيارته. ولم يقدم كرتي تفاصيل عن القتيل الثاني. وقال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة في الخرطوم ان الغارة الجوية استهدفت على الارجح أحد مهربي السلاح لحماس عبر شرق السودان. وأضاف ميرغني ان هذا الامر خطير للغاية بالنسبة للحكومة لان السودان الان يدخل نطاق منطقة الارهاب في اشارة الى دول مجاورة. وتضاربت روايات المسؤولين السودانيين عن كيفية وقوع الهجوم وكانت الشرطة السودانية قالت ان صاروخا أصاب السيارة قرب المدينة أمس ولكن مسؤولا حكوميا ذكر أن الهجوم نفذته طائرة أجنبية قادمة من البحر الاحمر. وهذه ثاني مرة خلال عامين يلقى فيها باللائمة على اسرائيل بوصفها الدولة التي نفذت على الارجح هجوما في المنطقة. وقال مسؤولون سودانيون في عام 2009 ان طائرة مجهولة قتلت العشرات في غارة على قافلة لمهربي سلاح مشتبه بهم على طريق ناء في الشرق وأشارت بعض التقارير الى احتمال ان تكون اسرائيل هي التي نفذته لمنع وصول اسلحة الى قطاع غزة. وتحصل حماس على الاسلحة عبر شبه جزيرة سيناء حيث يتم نقلها عبر أنفاق. وينفي السودان السماح بنقل شحنات أسلحة غير مشروعة عبر أراضيه. وبدأت الولاياتالمتحدة هذا العام خطوات لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد استفتاء سلمي في يناير كانون الثاني اختار فيه اهالي جنوب البلاد الانفصال. لكن واشنطن شددت على ضرورة وفاء الخرطوم بكافة المعايير بموجب القانون الامريكي قبل اتخاذ هذه الخطوة. جاءت تصريحات كرتي على الغارة بعد دقائق من اجتماعه مع المبعوث الامريكي الجديد الى السودان برينستون ليمان الذي قال ان واشنطن تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. من ديبا بابنجتون وخالد عبد العزيز