اعلنت الشرطة الباكستانية ان فتى انتحاريا فجر عبوته الناسفة الاثنين في موقف للحافلات متسببا في سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى في شمال غرب هذا البلد الذي يشهد موجة اعتداءات نسبت الى حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة. وهذا سادس هجوم انتحاري تشهده باكستان في غضون ستة ايام، بعد ان اسفر اعتداء الاحد عن سقوط خمسين قتيلا على الاقل في ضريح صوفي وسط باكستان. ووقع اعتداء الاثنين في محطة حافلات في جندول باقليم لوير دير قرب المناطق القبلية معقل طالبان والقاعدة. وقال قاضي جميل الرحمن مساعد قائد الشرطة المحلية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الانتحاري كان راجلا". واكد سليم مروت قائد شرطة الاقليم لفرانس برس ان "سبعة مدنيين قتلوا وجرح 18" مضيفا "عثرنا على رأس الانتحاري ويبدو ان عمره لا يتجاوز 15 الى 16 سنة". وغالبا ما يكلف طالبان فتيانا بتنفيذ اعتداءاتهم الانتحارية بعد تدريبهم في معسكراتهم بالمناطق القبلية. وقتل اكثر من 4200 شخص خلال ثلاث سنوات ونصف في مختلف انحاء باكستان في موجة اعتداءات لا يقل عددها عن 450 ومعظمها انتحارية ونفذها اساسا متطرفون اسلاميون موالون للقاعدة. وفجر انتحاريان الاحد عبوتيهما امام ضريح صوفي كان مكتظا بالزوار في اقليم ديرا غازي خان وسط البلاد وقرب المناطق القبلية ايضا. وسقط ما لا يقل عن خمسين قتيلا بينهم نساء واطفال. واستهدف الهجوم مئات الزوار الذين يقصدون ضريح ساخي سروار الولي الصوفي الذي عاش في القرن الثالث عشر. وكان كل القتلى من الزوار بمن فيهم نساء واطفال، وكان مئات الاشخاص في الضريح ومن حوله قادمين ككل يوم احد لزيارة العتبات الاسلامية المقدسة في باكستان وقضاء اليوم في اجواء عائلية. وفي صيف 2007 اعلنت حركة طالبان الباكستانية مع اسامة بن لادن الجهاد على اسلام اباد لدعمها منذ 2001 "الحرب على الارهاب" التي تخوضها واشنطن. وتستهدف هذه الحركة السنية بشكل خاص المؤسسات وقوات الامن لكنها تهاجم ايضا المدنيين والاقليات الشيعية (20% من السكان) والصوفية. ولم تتبن اي جهة بعد اعتداءي ديرا غازي خان وجندول لكن سبق ان تبنت حركة طالبان او المجموعات الموالية لها اعتداءات على الشيعة والصوفية. وتحظى الصوفية في جمهورية باكستان الاسلامية بشعبية كبيرة بين السنة الذين يمثلون 80% من السكان كما بين الشيعة. وتعتبر المناطق القبلية في شمال غرب باكستان الحدودية مع افغانستان من معاقل طالبان الباكستانية واكبر معاقل تنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان الافغانية.