راس لانوف (ليبيا) (رويترز) - يملا المعارضون الليبيون المسلحون الذين يتقدمون غربا باتجاه سرت مسقط رأس الزعيم معمر القذافي البنزين في عبوات بلاستيكية مربوطة بالحبال من محطات البنزين يوم الاثنين اذ أدى تقدمهم غربا الى تشكيل ضغوط كبيرة على خطوط الامداد. وتقدمت قوات المعارضين التي تقود شاحنات صغيرة عليها مدافع الية والمدعومة بغارات جوية غربية على قوات القذافي دون مقاومة تذكر معوضة خسائرها السابقة في القتال المستمر منذ خمسة اسابيع. وستمثل السيطرة على سرت دفعة معنوية وتفتح الطريق أمام العاصمة طرابلس. لكن المعارضين المتقدمين باتجاه سرت واجهوا مقاومة من جانب قوات القذافي وعلى امتداد الطريق الساحلي كانت هناك دلائل على ضغوط على خطوط الامداد. وقال أحمد عبد النبي وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما تطوع للقتال مع المعارضين وهو ينتظر في محطة وقود في بلدة راس لانوف النفطية لملء خزان سيارته "لدينا مشكلة خطيرة تتعلق بالبنزين. هذه مشكلة حقيقية." وأضاف عبد النبي "ربما كان معنا ما يكفي يوما اخر" مشيرا الى وحدته التي تتشكل مثل أغلب وحدات المعارضين من متطوعين متحمسين غير مدربين. وتابع "ربما لا نجد مكانا مثل هذا." وفي مكان قريب كانت هناك مستودعات تخزين نفط ضخمة في مرفأ راس لانوف الذي توقفت صادراته النفطية وعمليات أخرى مع المد والجزر في الصراع. وتدافع المقاتلون والسكان على البنزين في نحو ست محطات على امتداد الطريق الصحراوي يفتحون أغطية مستودعات تحت الارض ويسكبون البنزين في عبوات بلاستيكية مربوطة ببعضها البعض بالحبال. واصطفت طوابير طويلة من المقاتلين والسكان خارج ست محطات على الاقل. بعض المحطات انقطعت عنها الكهرباء فلم يعد بامكانها ضغ الوقود من المستودعات. والبعض الاخر نقصت مخزوناته. واندلع جدل عنيف حول اخر دفقة من البنزين. وملا المعارضون العازمون على السيطرة على سرت العبوات البلاستيكية واي عبوات في متناول ايديهم بالبنزين وألقوها على ظهر شاحناتهم المفتوحة المحملة بالبنادق. غير أن الطعام لم يمثل مشكلة. فكانت شاحنات تصل الى قوافل المعارضين المسلحين تمدهم بالماء والخبز والجبن. بعضها بدا امدادات منظمة والبعض الاخر بدأ مساهمات من سكان محليين. وقال متحدث في بنغازي ان المعارضين سيطروا على سرت يوم الاثنين لكن مراسل رويترز في المدينة قال ان قوات القذافي ما زالت هناك وتستعد لهجوم محتمل. وقال خليفة بوكشين الذي كان يعمل سائقا قبل تطوعه مع المعارضين انه ليس لديه شك في أنهم سيسيطرون على سرت في وقت قريب. وقال "سنبيت في مصراتة الليلة" مشيرا الى المدينة التالية بعد سرت والتي شهدت قصفا عنيفا من جانب قوات القذافي على مدى أسابيع.