واشنطن (رويترز) - أكدت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء تمسكها بتسليم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا لحلفائها خلال بضعة ايام رغم الخلافات في حلف شمال الاطلسي بشأن القيادة. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه فور استكمال حملة القصف الاولي التي تقودها الولاياتالمتحدة لانظمة الدفاع الجوي التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي فان المخططين العسكريين ما زالوا عازمين على نقل القيادة. وابلغ جيتس الصحفيين خلال زيارة لروسيا "لا أود أن اسبق العمل الدبلوماسي الجاري لكن مازلت اعتقد ان من المرجح نقل (القيادة) خلال ايام قليلة." ويحاول الرئيس الامريكي باراك أوباما انقاذ الدعم الدولي المتداعي للعمليات العسكرية في ليبيا من خلال الاتصال هاتفيا بعدد من القادة في أوروبا والشرق الاوسط. وقال أوباما الذي يخشى التورط في حرب ببلد اسلامي ثالث في الوقت الذي يحاول فيه انهاء حربين في العراق وأفغانستان يوم الاثنين ان حلف شمال الاطلسي سيكون له دور تنسيقي فور انتهاء المرحلة الاولى من العمل العسكري. وفي بروكسل حاول دبلوماسيون من حلف شمال الاطلسي مرة أخرى حل خلاف بشأن ما اذا كان يتعين على الحلف الذي يضم 28 دولة ادارة عمليات فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وكيفية القيام بذلك. وأظهرت استطلاعات الرأي زيادة في تأييد الامريكيين للحملة على ليبيا في حين كثف بعض أعضاء الكونجرس انتقاداتهم لاوباما. ويقول البعض انه انتظر فترة أطول مما ينبغي للتدخل بينما يحذر البعض من ارسال قوات أمريكية تعمل بالفعل فوق طاقتها الى حرب ثالثة. واتصل أوباما الذي يقوم بجولة في أمريكا اللاتينية بزعيمي تركيا وقطر مساء الاثنين. وكانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قد اعلنت انه لا يمكنها الموافقة على اضطلاع الحلف بمهمة فرض منطقة الحظر الجوي اذا تجاوز نطاق العمليات ما سمحت به الاممالمتحدة. وقال بيان البيت الابيض ان أوباما ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان اتفقا على ان مهمة ليبيا يجب أن تكون جهدا دوليا يتضمن دولا عربية "يعتمد على القيادة الفريدة متعددة الاطراف وقدرات التحكم والسيطرة لحلف شمال الاطلسي لضمان اقصى قدر من الفاعلية." وقال دبلوماسيون غربيون ان اتصال أوباما باردوغان ساهم على الاقل في حصوله على تأييد تركيا لاضطلاع حلف الاطلسي بدور ما في فرض قرار الاممالمتحدة مما قد يساعد على الاسراع بنقل القيادة. وقال دبلوماسي في واشنطن "ان موقفهم لا يبتعد كثيرا عن الولاياتالمتحدة بشأن دور لحلف شمال الاطلسي. هناك مجال للمفاوضات." وقال جيتس ان البعض تنطلي عليهم "أكاذيب" القذافي بشأن سقوط ضحايا من المدنيين من الغارات الجوية لقوات التحالف لكنه أضاف ان قدرا كبيرا من القتال سيتراجع خلال الايام القادمة. وعارضت فرنسا التي شنت الضربات الجوية الاولى على ليبيا يوم السبت منح حلف الاطلسي السيطرة السياسية على العملية رغم انها تقول انه ينبغي على الحلف دعمها. وقال مسؤولون أمريكيون ان واشنطن تعتقد انه يتعين على حلف الاطلسي تولي السيطرة على العمليات العسكرية ان لم تكن الادارة السياسية للحملة نظرا لتفوق قدراته في التحكم والسيطرة. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "مازالوا يتطلعون الى حلف الاطلسي ... قد تكون قيادة محدودة لكنها قيادة حلف الاطلسي." وقال مسؤول عسكري امريكي رفيع ان ادارة أوباما تبحث أي الدول التي يجب ان تضطلع بدور أكبر وكيف سيكون هيكل القيادة بعد أن تتركها الولاياتالمتحدة رغم ان واشنطن تتوقع ان تظل مسؤولة عن بعض الاعمال العسكرية التي لا تستطيع دول أخرى القيام بها.