المنامة (رويترز) - عاد معارض شيعي متشدد الى البحرين من منفاه يوم السبت لينضم الى حركة معارضة تطالب الحكام السنة للمملكة بإعطاء مزيد من الحقوق. وأجرى الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين تعديلا في الحكومة لكن من غير المرجح ان يهدئ هذا الاجراء المحتجين الذين ألهمتهم انتفاضات شعبية في مصر وتونس وأماكن أخرى. وقال حسن المشيمع للصحفيين في المطار لدى عودته أنه يريد دستورا حقيقيا وان السلطات وعدت من قبل لكنها فعلت كل ما أرادت. وقال المشيمع في اشارة الى المحتجين المناهضين للحكومة الذين يعتصمون في دوار اللؤلؤة بالمنامة انه عاد الى البحرين ليتعرف على مطالب الناس في الدوار وان يجلس معهم ويتحدث اليهم. وقام الاف المحتجين المناهضين للحكومة بمسيرة من دوار اللؤلؤة الى مكتب سابق لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة يوم السبت في تكتيك جديد لتقديم مطالبهم بابعاد الرجل الذي يتولى منصبه منذ 40 عاما. والشيخ خليفة وهو عم الملك ورمز للسلطة السياسية والثروة للاسرة الحاكمة في البحرين. وهذه المسيرة هي أول توغل في منطقة حكومية وتجارية في المنامة. وتوقفت عند مجمع يضم وزارة الخارجية. ولوح كثيرون بالاعلام البحرينية ورددوا هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام". وكانت تجري محاكمة المشيمع غيابيا بشأن مؤامرة انقلاب مزعومة. والمشيمع زعيم حركة حق الشيعية ويتخد من لندن مقرا له. وأفرج عن المتهمون الاخرون في القضية في البحرين الاسبوع الماضي وقال وزير الخارجية في هذه الدولة العربية الخليجية ان المشيمع حصل على عفو ملكي ويمكنه ان يعود الى الوطن دون عائق. والسماح بعودة المشيمع هو أحدث حلقة في سلسلة تنازلات من جانب اسرة ال خليفة الحاكمة تهدف الى استرضاء الغالبية الشيعية في البحرين الذين كانوا في مقدمة احتجاجات مستمرة منذ نحو اسبوعين للمطالبة بأن يكون لها قول أكبر في الحكم. وتجمع عشرات الالاف في شوارع المنامة مرة اخرى يوم الجمعة الذي اعتبرته الحكومة يوم حداد في واحدة من اكبر مظاهرات الاحتجاج منذ اندلاع الاضطرابات قبل عشرة ايام. ولم تتدخل قوات الامن. وقتل الاسبوع الماضي سبعة اشخاص واصيب المئات قبل ان يتعهد حكام البحرين تحت ضغط من حلفائهم الغربيين بالسماح بالمظاهرات السلمية وعرض الحوار مع المعارضة. وأفرجت الحكومة في الاسبوع الماضي عن أكثر من 300 شخص كانوا محتجزين منذ حملة صارمة ضد الاضطرابات الشيعية في اغسطس اب. وفيما يتعلق بالتعديل الوزاري قالت وكالة انباء البحرين الرسمية انه تم تغيير وزراء الاسكان والصحة وشؤون مجلس الوزراء. وعين مجيد العلوي وزيرا للاسكان. وهو ناشط معارض سابق شغل في الماضي منصب وزير العمل. وقالت الوكالة ان وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة وهو احد ارفع المسؤولين الشيعة في الحكومة قد تولى وزارة الصحة. وتغيير وزيري الصحة والاسكان قد يكون تنازلا للشيعة الذين يشكون من التمييز في الخدمات العامة ضدهم وهي شكاوى تقول الحكومة أنها غير مبررة. ويريد محتجو البحرين ملكية دستورية بدلا من النظام القائم حيث يصوت المواطنون لبرلمان ضعيف في الاغلب وتظل الامور السياسية حكرا على نخبة حاكمة متركزة في أسرة ال خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ 200 عام. وتريد جماعات المعارضة مثل الوفاق ان ترى التزاما بحكومة منتخبة قبل ان تدخل في اي حوار. وقبل التعديل الوزاري كان نحو ثلثي الحكومة من أعضاء الاسرة الحاكمة. وحل كمال أحمد محل الشيخ أحمد بن عطية الله ال خليفة في منصب زير شؤون مجلس الوزراء. وكان أحمد مسؤول سابق بهيئة التنمية الاقتصادية التي يستخدمها ولي العهد البحريني في تنفيذ السياسات الاقتصادية. وقالت وكالة انباء البحرين أيضا ان الهيئة الوطنية للنفط والغاز ستتحول الى وزارة للطاقة يرأسها عبد الحسين بن علي ميرزا رئيس الهيئة. وسوف تشمل حقيبته شؤون الكهرباء والماء.