المنامة (رويترز) - نظم آلاف المُحتجين الشيعة في البحرين مسيرة نحو العاصمة يوم الثلاثاء بعد مقتل رجل في اشتباكات بين الشرطة ومُشاركين في تشييع جثمان متظاهر آخر قُتل بالرصاص في تجمع مناهض للحكومة في وقت سابق. وأثار حادث القتل بعد "يوم الغضب" يوم الاثنين احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات بين الغالبية الشيعية في البحرين وقوات الأمن السنية المدعومة من أسرة آل خليفة الحاكمة. وردت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية المعارضة على أعمال العنف بمقاطعة البرلمان. وتتهم الجمعية الحكومة بالتمييز ضد الشيعة وإهمالهم. وردد المشاركون في تشييع الجثمان هتافات مناوئة للحكومة مستلهمين الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. وهتف المحتجون "الشعب يريد إسقاط النظام" وتدفق الالاف على دوار اللؤلؤ بوسط مدينة المنامة بعد ان شاركوا في الجنازة على مشارف المنامة. ووقفت عشرات من سيارات الشرطة على مسافة 500 متر. وقال محتجون ان مطلبهم الاساسي هو استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يتولى منصبه منذ الاستقلال عام 1971. وهو عم الملك حمد بن عيسى آل خليفة ويعتقد انه يمتلك مساحات كبيرة من الاراضي وينظر اليه على انه رمز لثروة الأسرة الحاكمة. وقال علي وهو محتج عمره 49 عاما رفض ذكر اسمه بالكامل "المحتجون لا يريدون الاطاحة بالاسرة الحاكمة وانما وضع نهاية لهذه الحكومة ولرئيس الوزراء." ويقول المحتجون انهم يطالبون أيضا بالافراج عن السجناء السياسيين وهو ما قالت الحكومة في وقت سابق انها ستفعله واعداد دستور جديد. وقال محتج آخر من قرية كرزكان الشيعية المضطربة التي تشهد العديد من الاحتجاجات والاشتباكات "نحتاج الى حكومة من الشعب وليس فقط من أسرة ال خليفة." ومن بين الاسباب الرئيسية للاستياء البالغ بين الشيعة في البحرين الفقر وارتفاع نسبة البطالة ومحاولات الحكومة منح السنة من خارج البلاد الجنسية لتغيير التركيبة السكانية. ونحو نصف تعداد السكان البالغ 1.3 مليون نسمة بحرينيون والباقي من العاملين الأجانب. ومعظم المواطنين من الشيعة. وقال شهود ان الاشتباكات وقعت حين تحرك نحو 2000 شخص من مستشفى حاملين جثمان المحتج علي المشيمع عبر ازقة ضيقة لقرى شيعية تحيط بالعاصمة المنامة متجهين الى منزله حيث يجري غسل المتوفى. ويقول دبلوماسيون ان احتجاجات البحرين ستقيس مدى القدرة على اجتذاب قاعدة أوسع من الشيعة للنزول الى الشارع لزيادة الضغط على الحكومة لتنفيذ اصلاحات تمنح الشيعة دورا أكبر. ويقول محللون ان تنظيم احتجاجات ضخمة في البحرين قد يشجع أيضا الاقلية الشيعية المهمشة في المملكة العربية السعودية المجاورة. وعبر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عن تعازيه لوفاة " اثنين من أبنائنا الاعزاء" وأمر بتشكيل لجنة خاصة لمعرفة الأسباب التي أدت الى "تلك الاحداث المؤسفة". وفي مؤشر على قلق المستثمرين بشأن الاضطرابات قالت مؤسسة ماركت للمعلومات المالية ان قيمة التأمين على الديون السيادية للبحرين لمدة خمسة أعوام زادت الى أعلى مستوى منذ أغسطس اب عام 2009 بمقدار 12 نقطة أساس. وقتل المشيمع (22 عاما) بالرصاص يوم الاثنين في مصادمات في قرية الديه اثناء فض قوات الامن احتجاجات في مناطق شيعية بالمملكة. وصرح ابراهيم مطر عضو البرلمان عن جمعية الوفاق الوطني أن الجمعية علقت مشاركتها في البرلمان اليوم بعد مقتل المزارعين الشيعيين. وقال مطر ان الشرطة حاولت تفريق المشيعين بالغاز المسيل للدموع ولكنهم تجمعوا من جديد وواصلوا مسيرتهم. وقال ان المحتج الثاني الذي قتل اليوم اصيب بالرصاص . وقالت الشرطة ان اشتباكات وقعت بين المشيعين واربع سيارات للشرطة في المكان حين تعطلت احدى السيارات وحاولت السيارات الثلاث الاخرى تحريكها. وذكرت وزارة الداخلية في البحرين انها قدمت التعازي لاسرة الضحية الذي قتل يوم الاثنين وانها ستتخذ الاجراءات القانونية اذا ما اتضح ان استخدام القوة لم يكن مبررا. والبحرين دولة صغيرة منتجة للنفط ليست عضوا في اوبك. وفي محاولة لتجنب تفاقم مشاعر السخط لدى الشيعة أعلنت البحرين صرف ألف دينار (2650 دولارا) لكل أسرة بحرينية قبل احتجاجات 14 فبراير شباط. لكن بعض المحتجين قالوا ان تقديم مبالغ مالية ليس حلا. وقال محتج يدعى علي من قرية شيعية "لا تطعمني بل اعطني حريتي وأنا بامكاني ان أطعم نفسي." واعلنت البحرين انها ستنفق 417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم.