ما زال الاف النازحين هربا من اعمال العنف والفوضى في ليبيا يتدفقون السبت الى ميناء فاليتا، عاصمة جزيرة مالطا الصغيرة التي تحولت الى مركز لاجلاء رعايا مختلف دول العالم. وفي وقت مبكر من صباح السبت، رست فرقاطة اتش.ام.اس كمبرلند التابعة للبحرية البريطانية وعلى متنها 207 اشخاص في ميناء بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) التي سيطر عليها المعارضون منذ انتفاضة 17 شباط/فبراير ضد نظام العقيد القذافي. وسافر الركاب في ظروف صعبة وسط بحر هائج. وقد ابحرت الفرقاطة الخميس واستغرقت رحلتها 35 ساعة لانها اضطرات الى خفض سرعتها بسبب تردي الاحوال الجوية. ونقلت وزارة الدفاع البريطانية عن مايك ويلسون (61 سنة) قوله "كنا في مجمع فخم في الصحراء وحاول مسلحون باسلحة بيضاء نهبنا، وكان ذلك رهيبا، انه لامر محزن بالنسبة الى ليبيا" مضيفا بينما بدا عليه التعب "كان الوضع خطير حقا وقد تنفسنا جميعا الصعداء عندما وصلت الاغاثة". وكان اغلبية ركاب الفرقاطة من البريطانيين مع مواطنين من اكثر من عشرين بلدا ينتمون الى الجالية المتعددة الجنسيات التي تعمل في ذلك البلد الذي يزخر بالنفط. وبعد ذلك وصل الفا صيني تم اجلاؤهم ايضا من بنغازي الى فاليتا على متن عبارة ايطالية تابعة لشركة غريمالدي حجزتها بكين. وتلقى الركاب تعليمات بالبقاء على متن الباخرة حتى تصل الى مالطا الطائرات التي ستعيدهم الى بلادهم. وقد اجلت ثلاث بواخر ارسلتها بكين سبعة الاف صيني من ليبيا الى جزيرة كريت اليونانية حيث عمليات الاجلاء متواصلة. ويبلغ عدد الصينيين العاملين في ليبيا 33 الفا في قطاعات السكك الحديدية والنفط والاتصالات وقد اجلي بعضهم جوا مباشرة الى بكين. ورست عبارة ماريا دولوريس الاميركية مساء الجمعة في فاليتا قادمة من طرابلس وعلى متنها 300 شخص، بينهم ثلاثون دبلوماسيا اميركيا وعائلاتهم. واعرب بعضهم عن "الارتياح" وكذلك عن "اسفهم لمغادرة ليبيا". وقال احد الركاب لفرانس برس ان "الرصاص كان يطلق في كل صوب" مؤكدا "رأيت مسلحين يطلقون النار على كل المباني بدون مبرر وكانهم سكارى". واضطرت السفينة الى تاخير ابحارها بسبب سوء الاحوال الجوية وواجهت امواجا عاتية بلغ ارتفاعها ستة امتار. ونقل شخصان لدى وصولهما الى مستشفى فاليتا. ووصلت عبارة اخرى على متنها مئات الركاب ليلا واكد موظف شركة تملك عبارات فيرتو لفرانس برس ان "شركة خاصة لديها مصالح في ليبيا" هي التي استاجرت تلك العبارة. وابحرت هذه السفن والعبارات مجددا السبت متوجهة الى ليبيا لمواصلة عمليات الاجلاء بينما سيتم اجلاء مئات المواطنين الالمان الذين وصلوا الجمعة بحرا الى مالطا، الى بلادهم السبت. وتعتبر مالطا اقرب دولة اوروبية الى سواحل ليبيا (350 كلم جنوب الجزيرة). واقترح حلف شمال الاطلسي الجمعة المشاركة في عمليات الاجلاء واعلن الاتحاد الاوروبي ان 3600 اوروبي ما زالوا عالقين في ليبيا.